جهاد هديب (أبوظبي) - شكلت القهوة العربية، وما زالت، عادة وسلوكاً ثقافياً يومياً في حياة الإنسان العربي وخاصة البدوي، وذلك لما لها من تداخل في السلوك والثقافة والأعراف، في العادات والتقاليد الاجتماعية، حيث لتقديمها فن، ولقبولها فن، وفي حضورها تتخذ قرارات ومواقف. في مهرجان قصر الحصن الذي اختتم مؤخراً بأبوظبي، تواصلت يومياً ورشة عمل حول صناعة القهوة التقليدية العربية الإماراتية بأنواعها المختلفة وفن تقديمها مصحوبة بعزف على الربابة، لتشير إلى أي مدى تتدخل البيئة المحيطة بالإنسان بمختلف عناصرها في تشكيل وعيه لذاته وعلاقته بمحيطه الذي تتعين فيه الأشياء الحيّة والجامدة وتداخلاتها مع السياقات الاجتماعية وتفاصيل الحياة اليومية المرتبطة هنا بحياة البدوي كثير التنقل، ليس في الإمارات وحدها بل في مختلف بقاع شبه الجزيرة العربية. «الاتحاد» تواجدت في تلك الورشة والتقت مع ريم المنصوري، المتحدث الرسمي لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومعدة في البرامج الاجتماعية – قطاع الثقافة، لتحاورها حول المفهوم الثقافي للقهوة، وحضورها في المجتمع الإماراتي، حيث قالت: «لم تأخذ القهوة العربية في المجتمع البدوي قيمتها الرمزية فقط لأنها تُصنع من مجموعة من الحبوب والمواد التي يمكن جلبها من خارج هذه البيئة، البن، وإضافة ما أمكن من الحبوب الأخرى التي تتم معالجتها بطريقة معينة من البيئة المحيطة، بل أضف إلى ذلك أن القهوة بحكم التداخلات الثقافية والاجتماعية أصبحت سلوكاً يومياً يتداخل مع علاقة الإماراتي بنفسه وبمجتمعه». عادات وأضافت: «لقد انتقل هذا السلوك الثقافي من المجتمع البدوي ليطال المجتمعات الأخرى، إذ تقريباً باتت تسود العادات نفسها المرتبطة بالسلوك الاجتماعي مثل الطلب للزواج أو سواه، وهي عادات ما زالت مستمرة حتى اللحظة بشكل أو بآخر مع البعض من الاختلافات التي أملتها الظروف التي أحدثت تغيراً في مجمل السياقات الاجتماعية في دولة الإمارات». ... المزيد الاتحاد الاماراتية