الإنجاز التاريخي الذي حققه الجزيرة على الشباب السعودي، بالفوز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة التي أقيمت بينهما، أول من أمس، على استاد الملك فهد بن عبدالعزيز بالعاصمة السعودية الرياض، ضمن مباريات الجولة الثانية للمجموعة الآسيوية الأولى في بطولة الأندية الآسيوية، كسر به عقدة الأندية السعودية. ليكون أول فوز تاريخي تحققه الأندية الإماراتية، ممثلة في الجزيرة على الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا، وأهل الفوز «فخر أبوظبي» لينفرد بصدارة المجموعة الأولى بجدارة برصيد العلامة الكاملة ليقترب كثيراً من تكرار إنجاز عام 2012 بالتأهل للدور الثاني. ويعود الفضل في الفوز بها إلى القراءة السليمة لمدرب الجزيرة الإيطالي والتر زينغا، ومعرفته بنقاط القوة والضعف في الفريق السعودي واختياره طريقة الأداء المناسبة وهي «الكتاناتشو» الإيطالية ممثلة في 4-5-1، ونجاح لاعبي الجزيرة في تطبيق تلك الطريقة بإتقان بشقيها الدفاعي والهجومي، وذلك بتكثيف الدفاع في نصف ملعبهم واستغلال المرتدات الخاطفة السريعة في الهجوم على مرمى الخصوم. مصادر الخطورة نجح دفاع الجزيرة في إحكام الرقابة على مصادر القوة في فريق الشباب السعودي، وتمكن رباعي الدفاع بمعاونة خماسي خط الوسط ومن خلفهم الحارس «الإسبايدر» علي خصيف في التصدي لهجمات مهاجمي الشباب، كما نجح الفريق الجزراوي بقيادة المايسترو عبدالعزيز برادة في تطبيق الشق الهجومي. من خلال الهجمات المرتدة السريعة باستغلال سرعة النجم الصاعد أحمد ربيع والقناص علي مبخوت، الذي نجح في استغلال خطأ مدافع الشباب المخضرم حسن معاذ في الدقيقة السابعة بردة فعل سريعة ليسجل الهدف الأول، الذي كان له فعل السحر في رفع معنويات لاعبي الجزيرة، وأحدث حالة من الذهول والإحباط لدى لاعبي الشباب السعودي الذين حاولوا العودة للمباراة. ولكن نجاح لاعبي الجزيرة في التمركز السليم في الخط الخلفي وإغلاق المساحات أمام مهاجمي الشباب السعودي، حال دون نجاح الشباب السعودي في العودة للمباراة، وخاصة بعد نجاح البرازيلي جوزيلي دا سيلفيا في حسم المباراة بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 56 مستغلاً خطأ حارس مرمى الشباب وليد عبدالله، لتنتهي المباراة بفوز تاريخي للجزيرة يؤكد به جدارته بصدارة مجموعته ويقترب كثيراً من التأهل إلى الدور الثاني. زينغا: سعيد بالأداء والفوز التاريخي بالثلاثية على الفرق السعودية أعرب الإيطالي والتر زينغا مدرب الجزيرة عن سعادته الكبيرة بالأداء المميز الذي توج بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليصبح الجزيرة أول فريق إماراتي يحقق الفوز في الأراضي السعودية في البطولات الآسيوية. كما أعرب عن سعادته الكبيرة بأداء اللاعبين طوال شوطي المباراة، وقتالهم حتى النهاية من أجل تأمين حصول الفريق على النقاط الكاملة من المباراة، وأكد زينغا أن اللاعبين يستحقون التهنئة على ما قدموه أمام فريق الشباب القوي، ويستحقون تهنئة خاصة بعد أن قادوا الجزيرة ليصبح أول فريق إماراتي يحقق الفوز في الأراضي السعودية في البطولة الآسيوية، وهو إنجاز يحسب للفريق أولاً، ثم يحسب لهذه المجموعة من اللاعبين، وضاعف من إحساس الجميع بالسعادة بعد المباراة. المواجهة الداخلية وكشف الإيطالي أنه كان متشوقاً لمشاهدة المواجهة الداخلية بين لاعبي وسط الجزيرة ونظرائهم في الشباب، وأوضح أن لاعبيه نفذوا بإجادة وإتقان خطته التي اعتمدت على الدفع بأحمد ربيع وعبدالله قاسم كأساسيين على طرفي الملعب لخلق الكثافة العددية في منطقة الوسط أثناء الدفاع وفتح اللعب وصناعة الفرص أثناء الهجوم، وهو الدور الذي أداه الثنائي بامتياز كبير. حيث نجحا في مساعدة ثلاثي الوسط على تحجيم دور لاعبي وسط الشباب، واستغلوا المساحات الشاغرة خلف ظهيري الدفاع في الفريق المنافس، وتوجا مجهوداتهما الكبيرة عندما لعب أحمد ربيع دوراً كبيراً في الهدفين اللذين سجلهما عبدالله قاسم وجوسيلي دا سيلفا، كما صنع قاسم العديد من الفرص إضافة للهدف الذي سجله في الدقيقة الحادية عشرة من المباراة. ليس بأخطاء فردية ورفض المدرب زعم أن فريقه أحرز أهداف الفوز بأخطاء فردية من لاعبي الشباب فقط، وليس بأداء منظم من لاعبي الجزيرة، موضحاً أن علي مبخوت سجل هدف التقدم الأول من تمركز جيد في منطقة الجزاء، إضافة إلى أن أحمد ربيع قاد هجمة منظمة من منتصف ملعب الشباب واخترق بها منطقة الجزاء وأرسل تمريرة بينية لعبدالله قاسم الذي راوغ وسدد في زاوية صعبة على الحارس. كما أحرز الفريق هدفه الثالث من تمريرة بينية ذكية من برادة إلى أحمد ربيع الموجود داخل المنطقة والذي سدد بقوة لتجد كرته المرتدة من الحارس جوسيلي لاعب الوسط المدافع الذي كان يقوم بدور هجومي في تلك اللحظة من المباراة، وهذا ما يؤكد أن كل أهداف الجزيرة نتجت عن هجمات متحركة وبجمل تكتيكية مدروسة، وبضغط متقدم على منافسهم. واختتم زينغا مؤكداً أنه سيحترم كل الآراء في ما يتعلق بأداء فريقه، لكن ما يهمه دائماً هو أن يفوز الجزيرة ويحصل على نقاط المباريات ويتقدم في البطولات التي ينافس فيها، وهو ما تحقق في المباراة عندما فاز فريقه خارج ملعبه على منافس قوي مثل الشباب وانفرد بصدارة المجموعة الأولى على حسابه. أتحمل المسؤولية من جانبه، أكد التونسي عمار السويح مدرب الشباب، أنه يتحمل كامل المسؤولية عن خسارة الفريق في ملعبه وبين مشجعيه أمام الجزيرة، موضحاً أن لاعبيه قدموا كل ما لديهم أثناء المباراة رغم إرهاقهم ذهنياً من توالي المباريات في فترة القصيرة. وأوضح السويح أنه كلف لاعبيه بتأدية مهام هجومية للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، لكن الهدفين المبكرين الذين سجلهما الجزيرة في فترة زمنية قصيرة أربكا كل خطط الفريق وتحضيراته للمباراة، كما أن الانضباط الدفاعي الكبير الذي خاض به الجزيرة المباراة صعب كثيراً من مهمة لاعبي الشباب في تقليص الفارق على الأقل في الشوط الأول. وأضاف السويح أن أداء الشباب تحسن كثيراً في الشوط الثاني، واستطاعوا أن يحرزوا هدفاً، وخلقوا الكثير من الفرص الأخرى للتسجيل، لكن الهدف الثالث للجزيرة أصابهم بالإحباط وضاعف من إرهاقهم الذهني، وهو ما جعل لاعبيه يتسرعون في اتخاذ قرارات التمرير والتسديد العشوائي، ما أدى في نهاية الأمر لخسارتهم للمباراة، مشدداً في نهاية حديثه على ضرورة التعويض في المباراة المقبلة. خصيف: الروح القالية وراء الفوز أكد قائد وحارس مرمى الجزيرة علي خصيف، أن الفوز الكبير على الشباب في ملعب الملك فهد الدولي في الرياض تحقق باجتهاد وتضحية جميع اللاعبين، وهم يستحقون التهنئة على الفوز الكبير وعلى قيادتهم للجزيرة ليصبح أول فريق إماراتي يفوز في الأراضي السعودية. وأعرب خصيف عن سعادته الكبيرة بالفوز مهنئاً زملاءه اللاعبين بأدائهم الكبير وروحهم القتالية التي أدوا بها المباراة، مشدداً على أن الفوز لم يتحقق بفضل تصديه للعديد من التسديدات الخطرة للشباب وليس بفضل اللاعبين الذين أحرزوا الأهداف، لكن بفضل اجتهاد وتضحية جميع اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين، وبفضل العمل الكبير الذي قام به الجهازان الإداري والفني في تهيئة الفريق. تطبيق الخطة وأوضح خصيف أن اللاعبين التزموا تماماً بالخطة التي وضعها المدرب وبالأدوار التي حددها لكل واحد منهم، وهو ما ساعدهم داخل الملعب ليحدوا من خطورة منافسهم، بالرغم من أنه يلعب في أرضه وبين جماهيره. وأشار أن الجزيرة بعد أن كان أول فريق إماراتي يفوز في البطولة الآسيوية على الأراضي الأوزبكية والإيرانية، عاد ليحقق إنجازاً جديداً، ليصبح أول فريق إماراتي يحقق الفوز على الأراضي السعودية في البطولة الآسيوية، وتعهد خصيف بأن يستمر اللاعبون في بذل الجهد، وفي التضحية والقتال من أجل الجزيرة في كل البطولات التي ينافس من أجلها في هذا الموسم. جوسيلي نجم المباراة اختار الموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي لاعب الوسط البرازيلي جوسيلي دا سيلفيا نجماً للمباراة، بسبب تألقه الرائع فيها. وقدم جوسيلي مستويات لافتة أثناء المباراة وكان موجوداً في كل أرجاء الملعب، واستطاع أن يلعب مع زملائه برادة وسالم وعلي وخميس إسماعيل دوراً كبيراً جداً في الحد من إمكانيات لاعبي وسط الشباب، ووفر مساندة دفاعية قوية لزملائه لاعبي الدفاع بحسن قراءته لمجريات اللعب وإفساده للعديد من الهجمات الشبابية. ولم يقتصر تألق جوسيلي على إجادة أداء دوره الدفاعي، بل قدم إضافة هجومية مهمة جداً للفريق عندما تقدم بشكل مدروس داخل منطقة جزاء الشباب، واستطاع بفضل تمركزه الذكي أمام المرمى أن يستفيد من الكرة التي ارتدت من جسد الحارس، إثر تصديه لتسديدة أحمد ربيع، وأودع الكرة في الشباك محرزاً الهدف الثالث للجزيرة في وقت مهم جداً من المباراة. حسن معاذ: خسرنا المباراة بأخطاء فردية أكد حسن معاذ مدافع الشباب، الذي تسبب في الهدف الأول للجزيرة من خطأ فادح بعد 7 دقائق: خسرنا اللقاء بأخطاء فردية قاتلة وهي التي أهدت الجزيرة نقاط المباراة الثلاث، وأعتذر للجماهير عن الخطأ الجسيم الذي ارتكبته، وتسبب في الهدف الأول وهذه هي كرة القدم الذي يأتي الفوز فيها من الأخطاء، ولكن كان هذا الخطأ نقطة تحول كبيرة في المباراة لصالح الجزيرة الذي استغل ارتباك صفوفنا بعد هذا الهدف. وقال تعليقاً على ما إذا كان الإرهاق سبباً في الخسارة بعد اللعب مع الجزيرة في أقل من 3 أيام بعد مباراة النصر في كأس خادم الحرمين الشريفين: لا أعتقد ذلك، فالجزيرة يمر بالظروف نفسها ولاعبو الشباب لم يشعروا بالإرهاق ولكن الأخطاء الفردية التي ارتكبناها هي التي تسببت في الخسارة وضياع النقاط الثلاث، إضافة إلى أننا لم نستغل الأطراف لخلخلة دفاع الجزيرة وركزنا على اللعب من العمق ما سهل مهمة دفاع المنافس في إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مرماه وهذا خطأ منا كلاعبين ولا دخل للمدرب فيه. اللاعبون يحتفلون بعيد ميلاد عبدالله جمعة فاجأ لاعبو الجزيرة زميلهم عبدالله جمعة بعد نهاية المباراة، واحتفلوا معه بعيد ميلاده، حيث تجمع اللاعبون حول جمعة في منتصف الملعب وقاموا بتهنئته وحمله وإلقائه في الهواء، كما فاجأوه مجدداً داخل الطائرة، وأهدوه كعكة من الجهاز الإداري للفريق، وقسمت الكعكة ووزعت الحلويات على جميع أفراد البعثة الموجودين داخل الطائرة الذين تقدموا بالتهنئة للاعب وتمنوا له مسيرة احترافية ناجحة وحياة شخصية موفقة. محمد بن حمدان يهنئ الجزيرة بالإنجاز التاريخي استقبل الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس نادي الجزيرة رئيس مجلس إدارة شركة الجزيرة لكرة القدم، بعثة فريق كرة القدم الأول من داخل مطار البطين للطيران الخاص، لدى عودتها من العاصمة السعودية الرياض. وهبطت طائرة روتانا جيت الخاصة التي رافقت الفريق في رحلته الآسيوية في مطار البطين في الساعة الثالثة من فجر أمس الأربعاء، وكان في استقبالها الشيخ محمد بن حمدان، إضافة إلى عمار بشير المدير التنفيذي لشركة الجزيرة لكرة القدم، وموظفي الشركة الذين استقبلوا أفراد البعثة بالورود وقدموا لهم التهنئة على الأداء القوي والفوز التاريخي الذي حققوه في الأراضي السعودية على حساب الشباب. وكان الشيخ محمد بن حمدان هنأ الفريق عقب نهاية المباراة مباشرة، وتمنى التوفيق لبقية ممثلي الإمارات في البطولة الآسيوية، وكتب في حسابه على تويتر: «ألف مبروك للجميع على فوز نادي الجزيرة الإماراتي ونتمنى التوفيق لبقية الفرق الإماراتية في المهمة الوطنية». البيان الاماراتية