قبل سنوات طويلة في مدينتي الصغيرة كانت هناك تجمعات كبيرة جداً لشباب كنا نطلق عليهم شباب حركة الإصلاح قبل أن نعي أنهم تابعون لجماعة الإخوان المسلمين الشهيرة التي أسسها حسن البنا عام 1928 في الإسماعيلية المصرية، وكانوا منتشرين في كل مفاصل الحياة التربوية لدينا ولهم جداول منظمة جداً وأساس منظم إداري وطلابي. وكان المنضم لشباب الاصلاح يخضع إلى مراحل عدة معينة قبل أن يصبح عضواً فاعلاً بالجماعة، وكنت ومجموعة من الأقران لا نفهم لماذا يصل الشخص فيهم إلى مرحلة تتطلب أن يحضر اجتماعات خاصة جداً وسرية تتم في المنازل أو في الرحلات الكثيرة التي يقومون بها. وبعد سنوات طويلة ومضي تلك المرحلة وتطور عقولنا رأينا أجهزة الدولة الأمنية والسيادية وغيرها قد تصدت للدور المهم الذي يقوم به هؤلاء لتجنيد شباب الوطن إلى خلايا هذه الجماعة المتحزبة التي لها ولاؤها الخاص وسياستها الخاصة غير المتوافقة مع الدول الوطنية وأسس قيامها. حالياً ولله الحمد فقد فطن أغلب الآباء إلى خطورة مثل هذه الأفكار على النسيج الوطني وعلى الولاء لمجتمع قائم على بيت متوحد لديه رؤية صالحة لكل شباب الوطن، فقاموا برفض هذا الفكر وهذه الجماعة قبل أن ترفضهم الأجهزة الأمنية وتحاكمهم بتهم مختلفة. إن تحصين هذا الوطن وحمايته من هذا الخطر ضروري جداً في الداخل والخارج ونحن إذ نتفهم التحصين الداخلي فلا بد أن نتفهم أكثر معنى التحصين الخارجي عبر الوقوف ضد من يريد أن يثير الفتنة داخل البيت الخليجي عبر سلاح الإخوان المسلمين أو الجماعات الأخرى فذلك خطر علينا جميعاً في البيت الخليجي الذي من المفروض أن يكون جسداً واحداً إن اشتكى عضو منه تداعى له الآخرون بالسهر والحمى. حق علينا وعلى كل منتم ومحب صادق للبيت الخليجي أن يتفهم هذا التحصين وهذه الإجراءات، وأنها ضرورة لا بد منها لحماية النسيج الوطني والاستقرار وتعزيز الأمن الذي نعيشه اليوم، وأن نثبت جميعاً مقدرتنا على التوحد خلف قيادتنا الواعية دون أن تخدعنا الشعارات البراقة لمن يريد إحياء زمن الماضي السحيق بأفكار حزبية مغلفة بالإسلام تخرق الصفوف وتشق عصا الطاعة. [email protected] The post المتربصون بنا في الداخل والخارج appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية