لا تعصباً، ولا تحيزاً، ولا تقليلاً من شأن الآخرين، بل هي كلمة حق يجب أن تقال، ووقفة حزم لكلمة فصل، نريد بها تمييز الغث عن السمين، ووضع النقاط على الحروف، وليعرف الآخر حدوده، وحدود حريته الشخصية، ورفعاً للالتباس، وماذا يعني المساس بسمعة نسائنا، وخدش صورتهن الناصعة على الملأ. فحينما تصل المسائل ذروتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتصهل الحناجر محتدمة، بسبب نموذج يعيش بين ظهرانينا من أشباه الفنانات أو المذيعات اللاتي يُطلق عليهن مجازاً مصنّف «إعلاميات» أو «فنانات» في وسائل الإعلام المحلي، ف «مريم حسين» ارتكبت خطأً فادحاً في حق سمعة مجتمع يمتلك نماذج نسائية راقية فكراً وعطاءً، شرفت سجل وطنها في جميع الحقول والميادين، ونحسبهن نياشين فخر في مسيرة تمكين المرأة الإماراتية، ومنها مجالات التمثيل والإذاعة والمسرح والتلفزيون. لا نُزايد على حب الإمارات، ولا نريد استعراض منجزاتها وسجل كفاءتها الرائعة، ولكن الغيرة تدفعنا لأن نُوقف كل متجاوز، أو مستهتر، فالتمدن بمفهومه الحضاري لا يعني اللبس الفاضح أبداً، أو تعميمه إثماً وافتراءً على مجتمع استطاع أن يُزاوج بين الحداثة والأصالة دون تفريط في قيمَه الأخلاقية والإنسانية على امتداد مسيرته. فالوسط الفني كما هو شائع، يضم هويّات مختلفة تُتقن اللهجة المحلية، وشاركت في أعمال درامية خليجية ومحلية، ولكن هذا لا يعني ولاءها الخالص للدولة، فأول شروط الولاء هو تمثيل الدولة خير تمثيل خارج حدودها، والحفاظ على الصورة الرائعة التي طالما سعت الدولة عبر سياستها ومنجزاتها تسويقها للعالم، فالمواطن خير سفير لبلده، بسلوكه الحضاري المسؤول، واحترامه لقوانين وأنظمة أي دولة يطؤها، فالحرية الشخصية تفقد شروطها حينما تصبح أداة لتشويه سمعة شعب بأكمله. الفيديو الذي تم تداوله الخميس الماضي في مواقع التواصل الاجتماعي، أثار حفيظة وحنق الغيورين من الإماراتيين والمقيمين وغير المقيمين من خارج الدولة، مستنكرين الصورة التي لا تمثل أي فئة غير صاحبة الفيديو وحدها وحسب. والإمارات براء من كل من يُسيء لاسم الدولة ولسمعة بناتها، وعلى وسائل الإعلام المحلي والعربي أن تتحرّى جيداً عن الشخصيات التي تستضيفها وتقدمها عبر قنواتها المختلفة، لأنها تُلام في إصرارها على تسويق نماذج لا تستند على الموهبة بقدر استنادها على مواصفات أخرى. أما محلياً، فالعتب هنا أشد وأقسى، مرفوعاً بعلامات التعجّب والاستفهام، فالكثير من شبيهات المذكورة أعلاه تمت استضافتهن في العديد من الفعاليات والمهرجانات داخل الدولة، ولا أدري بأي صفة، ومن أي باب ولجن تلك المحافل، ومثلن من فيها؟ كلمة أخيرة: لا نريد تمثيلاً لاسم الإمارات إلا على يد نماذج راقية، ونحن غير مجبرين على تحمل وزر استخفاف النماذج المخجلة بنا أو التغاضي عنها، وعليها أن تعرف حدودها من الآن فصاعداً! [email protected] The post النماذج المُخجلة appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية