اختار الفنان فايق أحمد العمل على السجاد وتقديم أعمال فنية حداثية من خلال هذه القطع التي تعد واحدة من الحرف اليدوية، وكذلك المهن التراثية في بعض الدول، منها أذربيجانمسقط رأسه. ويحل الفنان ضمن برنامج «الفنان الضيف» ليقدم عملين تركيبيين وسجادتين سيتم عرضهما في «كوادرو غاليري»، بينما سيقدم سجادتين وعملاً تركيبياً في فندق «فيرمونت». وتعد الأعمال التي يقدمها أحمد مزيجاً بين الحداثة والتراث في أكثر القطع الحرفية التي ترتبط بماضي البلد الذي أتى منه. فلسفة عميقة قال مدير كوادرو غاليري، روبرتو لوباردو «نشعر بالفرح لاستضافة هذا الفنان ضمن فعاليات برنامج (الفنان المقيم)، وسنوفر له جميع فرص التفاعل والمشاهد الفنية الحية والفريدة التي تتميز بها دبي والمنطقة بشكل عام». وأضاف «نأمل أن تؤدي حواراته الفنية خلال فترة إقامته الى تعميق فلسفته حول المنطقة، ما يجعل طابعه الخاص أكثر ثراءً». يعتمد الفنان الأذربيجاني على فن نسج السجاد بشكل أساسي في عمله، إذ يقدمه ضمن معايير فنية مختلفة، تأخذ الكثير من موروث السجاد الأذربيجاني التقليدي، ثم يقوم بتفكيك بنيته التقليدية المشهورة بأنماطها المختلفة، ويعيد صياغتها وترتيبها ضمن أشكال نحتية معاصرة. هذا النوع من الفن يقوم بشكل أساسي على التركيب وإعادة البناء، وخلق معايير ومفاهيم جديدة في الفن. ويحمل العمل النزعة السيريالية التي تعيد إبداع أسلوب نسيج السجاد التقليدي الذي اكتسبه في وطنه، ويعمل على إكساب المادة روحاً جديدة، في حين ان السجاد يعد المادة التي ترمز للديمومة في الشرق الاوسط. وسيقيم ثلاثة شهور في دبي وسيحل ضمن برنامج «الفنان المقيم» باعتباره ثاني ضيف، وسيشارك خلال وجوده في دبي في فعاليات «آرت دبي» الذي ينطلق في 18 مارس الجاري، في حين أنه سيكمل عمله وينجزه حتى الخامس من مايو المقبل. وقال أحمد عن رحلته الفنية «اخترت الدراسة في أكاديمية الفنون، وكان ذلك خلال الفترة التي شهدت تحولات فنية، اذ كنت واحداً من المجموعة المعادية للتعليم الاكاديمي في الفن، وقد طردت أكثر من مرة من الاكاديمية بسبب نظرتي المختلفة للفن». وأضاف أن «العمل الذي أنجزه اليوم يتألف من قطعتين، وسيكون مجموع القطع أربعة الى جانب عملين تركيبيين، والثيمة التي عملت عليها هي واحدة من الصور القوية المرتبطة بالمنزل والثقافة، فالسجاد يدخل الحياة ويعبر عن الهوية، وان مجرد العمل على السجاد كان بهدف الكشف عن إمكانية تغييرها، هي بمثابة زلزال صغير في المخ». ولفت فايق الى أنه يعتمد على عملية البناء الجديد لمفهوم السجاد في عقل المتلقي، وكل ما يقوم على البناء من جديد، لابد من تهديمه قبل البدء فيه. واعتبر أن التقنيات الخاصة بحياكة السجاد في أذربيجان تقليدية وتعتمد على الألوان الطبيعية، وكذلك الجمع بين الحياكة والرسم، موضحاً أن عمله يقوم على تصوير السجاد المحيك، ثم تقطيعه والعمل عليه من جديد. وأكد فايق أنه انتهى من تحضير السجاد، وهناك أربعة اعمال ستكون جاهزة قريباً. وحول الاعتماد على التراث، لفت الى أنه يمكن للفنان السير نحو المستقبل، لكن هناك سؤال حول إمكانية الحفاظ على الهوية، ويقابله إمكانية التغيير. أما الشكل في العمل الفني فلا يعني أحمد كثيرا، وبالنسبة له كل الاشكال تبدو كالمشاهدات في الحياة. وحول الجمع بين التكنولوجيا والتراث، لفت الى أنه سيستخدم الكمبيوتر في تركيب ورسم الصور التي يعمل عليها، وذلك لتركيب الأعمال. أما السبب الذي دفعه الى اختيار السجاد، فلفت أحمد الى أنه يرتبط بالشخصية، وبالنسبة له يرتبط بكونه مادة غير قابلة للتحول، وهو يحترم العادات لكن في بعض الأحيان لابد من قول إنه يمكن التخلي عن بعض الأشياء أو التحديث فيها. ولفت الى ان الهوية لابد أنها تظهر في مكان ما، مشيراً الى أنه من خلال عمله يركز على التحويل، وغرز مفاهيم جديدة في القطع وليس محو الهوية. ولفت الى أن السجاد وحياكته يحمل بعض القصص، فهو يرتبط بالعادات الاجتماعية، فالسجاد هو واحدة من القطع التي يجب أن تأخذها العروس الى منزل زوجها، الى جانب القطع التي ترتبط بالتاريخ. ولفت الى وجود واحدة من السجادات التي سيعمل عليها ترتبط بقصة، منها التي كانت تحملها فتاة من والدتها والتي هربت لتتزوج الشخص الذي تحبه، وكانت ترفض بيع قطعة السجاد ثم وافقت على بيعها بعد أن عرفت ان هناك فناناً لديه مشروع للعمل عليها. ونوه بوجود اختلاف بين السجاد الإيراني والأذربيجاني، مؤكداً ان الايراني أكثر غنى بالورود، بينما الأذربيجاني بالأشكال الهندسية، هذا الى جانب اللغة الخاصة بالسجاد، فبعض السجاد مخصص للزواج، وبعضه للموتى، وهذا يكون من خلال الرموز الموجودة عليه، فسجاد الزفاف يحمل بعض الرموز الملائكية. الامارات اليوم