من لا يعرف التاريخ فإنه يهرف بما لا يعرف ويقدم المعلومة الخاطئة ظناً منه بأن من يقرأ لا يفهم، أو أنه يعتقد بأن من يقرأون له لا خلفية لديهم لا في التاريخ ولا في الجغرافيا ولا في أي شيء، فيستغل مثل هذه النوعية ليمرر ما شاء وقتما شاء. عبدالله العذبة، الكويتب الذي ابتليت به الصحافة القطرية لم يكتفِ بالتهجم على دولة الإمارات العربية المتحدة، بل إنما يحاول إثارة الفتنة بينها وبين جارتها بأسلوب طفولي مستغلاً التاريخ العريق المشترك بين الشعبين وضارباً بعرض الحائط كل المراجع التاريخية التي ترد عليه بقوة لتعيده إلى حجمه، وليته يكتفي بذلك. لقد سكن أجدادنا هذه البلاد منذ قديم العهد، ومنذ مجيء مالك بن فهم الأزدي إلى أرض عمان وساحلها الشمالي فقد استقرت قبائل بني فهم في هذه المنطقة ما قبل الإسلام ودخلوا في الإسلام طواعية وأسهموا في حركة الفتوحات الإسلامية، وخرج من أرض الإمارات عدد من القادة الأفذاذ .. وليس آخرهم المهلب بن أبي صفرة رحمه الله، والكثير من السادة الأعلام طوال تاريخ الدول الإسلامية وتكويناتها المختلفة. وكانت لأجدادنا وقفات ضد المستعمرين لا تخطئها عين مؤرخ ولا بصيرة ناقد، وما الكتب الكثيرة التي تحدثت عن دور أبناء الإمارات بخافية على أحد ولنا الفخر بأن أجدادنا وقفوا وقفة الرجال للدفاع عن أرضهم حتى ظهرت الدولة الوطنية، وتوحدت البلاد واستقرت القلوب، ولم نكن يوماً سلعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر. أنسيت أيها الكويتب الاتفاق الودّي بين الدولة العثمانية والإمبراطورية البريطانية لتبادل وضع قطر تحت الحماية عام 1913 أم نذكرك بتفاصيل الاتفاق نقطة بنقطة؟ إن التاريخ ميدان صعب على أقزام الصحافة الذين لا يفقهون شيئاً فيه، وإن فقهوا فإنهم لا يأخذونه من مصادره الصحيحة أو يحرفونه عن مواضعه لتغطية نقص معين وهذا النقص لا يعيب الإنسان المنصف، إنما المعيب حقاً هو الإنسان الجاهل لقدر نفسه. [email protected] The post التاريخ ميداننا أيها الكويتب appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية