القاهرة - "الخليج": أكدت الجامعة العربية أن القمة العربية الخامسة والعشرين المقررة في الكويت الثلاثاء والأربعاء المقبلين تكتسي أهمية كبرى نظراً للتطورات والتحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة العربية في هذه المرحلة، وفضلاً عن بحث ملفات فلسطين وسوريا والإرهاب والتطوير، ستبحث القمة في تنقية الأجواء العربية، لكن أزمة سحب سفراء الإمارات والسعودية والبحرين من قطر لن تكون مطروحة . وأوضح الأمين العام للجامعة نبيل العربي في لقاء مطول مع رؤساء تحرير الصحف المصرية أمس، حضرته "الخليج" أن القضية الفلسطينية ستتصدر جدول الأعمال لأنها ما زالت تمثل القضية المركزية والمحورية للأمة، خاصة في ظل ما تقوم به "إسرائيل" من ممارسات تشكل تحدياً للنظام الدولي وللشرعية الدولية وللأمم المتحدة . وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيطلع القادة العرب على نتائج لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بواشنطن أمس الأول، سواء أكان ما عرض عليه مقبولاً أو غير مقبول منه، وهو ما يستدعي حصوله على دعم وإسناد كبيرين من القمة . وأشار العربي إلى أن الأزمة السورية ستشكل البند الثاني على القمة، إلى جانب تنقية الأجواء العربية وملف تطوير وإصلاح الجامعة العربية، وقضايا أخرى . وعن مكافحة الإرهاب أوضح العربي أن مصر تقدمت بمبادرة مكونة من 6 نقاط خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية في دورته ال141 على مستوى وزراء الخارجية في التاسع من مارس/آذار الجاري، للتعاون العربي في هذا المجال، تفعيلا للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي وقعت عليها 17 دولة عربية في العام 1998 . وحول ما إذا كان قلقا على مستقبل الجامعة العربية لفت العربي إلى أنه قلق بالفعل على هذا المستقبل، لكن ما يدفعه إلى الطمأنينة هو أن قطار التطوير والإصلاح بدأ يتحرك على السكة في الاتجاه الصحيح، مشدداً على ضرورة الارتقاء بدورها وفعاليتها، مطالباً بأن تقتدي الدول العربية في ذلك بنموذج الاتحاد . وفي اللقاء ذاته اعتبر السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة قمة الكويت غير عادية في ضوء التفاعلات والتوترات والتغييرات التي تشهدها المنطقة العربية، لافتاً إلى أنه تقرر أن يركز جدول أعمال القمة على أربعة بنود فقط، وستكون القضية الفلسطينية في المقدمة تليها الأزمة السورية، ومكافحة الإرهاب، ثم تنقية الأجواء العربية . وحول أزمة سحب سفراء كل من السعودية والإمارات والبحرين من قطر لفت إلى أن هذه الأزمة وقعت داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي، وهو المنوط به أن يعمل على احتوائها . أما بالنسبة للجامعة العربية، فالأمر ليس مطروحاً عليها، كاشفاً عن اتصالات تجرى حالياً يقودها الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت لرأب الصدع بين هذه الدول ولكنه لم يكشف عن طبيعتها . وتحدث في اللقاء الدكتور محمد إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية عما تحقق من تحولات مهمة على صعيد العمل العربي المشترك اقتصادياً، لافتاً إلى أهمية إنشاء صندوق التنمية العربي بقيمة ملياري دولار خلال أول قمة عربية اقتصادية عقدت بالكويت في يناير/كانون الثاني ،2009 كاشفاً عن أن هناك 10 دول عربية دفعت حتى الآن ملياراً و300 مليون دولار . وقد أنفق منها نحو 75 مليون دولار على المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بعض البلدان، وذلك يعد أول إنجاز ملموس في الواقع . لجنة برلمانية كويتية تدعو لرأب الصدع الخليجي الكويت - الحسيني البجلاتي: أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة النائب علي الراشد دعم المساعي الرسمية الكويتية لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين السعودية والبحرين ودولة الإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى . وقال الراشد عقب اجتماع لجنة الخارجية البرلمانية، أمس، مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد إن الاجتماع بحث موضوع سحب السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من قطر . وأشار إلى أن الشيخ صباح الخالد شرح خلال الاجتماع أبعاد هذا الموضوع وتداعياته وما وصلت إليه الأمور، وتابع: "لذلك الموقف الكويتي واضح من خلال قيام وزير الخارجية بخطوات وبتعليمات من أمير البلاد للم الشمل من جديد"، موضحاً أن "لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة تدعم الموقف الرسمي لدولة الكويت في محاولة رأب الصدع وتقريب وجهات النظر والمصالحة بين الدول الخليجية" . وأعرب عن الأمل بأن تنجح المحاولات والوساطة بإعادة العلاقات بين الدول الخليجية وقال "أتوقع أن الأمير يستطيع بخبرته الدفع بصمود التعاون فيما بين دول الخليج العربي"، وتمنى أن يتم رأب الصدع من جديد، مشيراً إلى أن "لجنة الشؤون الخارجية متفهمة الأسباب التي أدت إلى ما حصل"، وجدد التأكيد أن دول مجلس التعاون الخليجي يربطها مصير مشترك ما يعزز من قوتها ومواقفها الدولية، مبيناً أن هذا أمر اعتيادي خلال السنوات السابقة . وقال النائب محمد الجبري "لا نذيع سراً حينما نقول إن ما بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي من روابط أصيلة متأصلة، يجعل أي اختلاف في وجهات النظر بينهم حيال أمر ما أو قضية ما مآله الحل والاتفاق عاجلا أو آجلا" . وإذ شدد على أن علاقات الكويت بأشقائها من دول مجلس التعاون ستبقى راسخة قوية عصية على الانشقاق ودعاته، نبه إلى أنه لم يعد هناك من خيار سوى الاتحاد الخليجي على المستوى العسكري والاقتصادي والسياسي، مختتما بالقول "أقول للمحللين وممتهني التأويل والتهويل . . اتركوا القرارات المصيرية لقادة الخليج الذين يعرفون مصلحة شعوبهم" . وأشاد النائب طلال الجلال بما شهده اجتماع لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، وقال "نحن على ثقة بأن أمير الدبلوماسية قادر بحكمته وحنكته على احتواء الخلاف الخليجي، وأن يعيد المياه إلى مجاريها بين الأشقاء . الخليج الامارتية