رجحت مصادر أمنية عراقية مطلعة قرب اقتحام الفلوجة بهدف تخليص أهلها من مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لاسيما عقب إرسال تعزيزات عسكرية على مشارف المدينة، التي فشل وجهاؤها في إيجاد تسويات حقيقية للأوضاع فيها. ونجحت قوات الجيش في إحباط أربع محاولات تسلل مسلحين الى مراكز مدن ديالى، بينما قتلت القوات الامنية المسؤول عن تجنيد الانتحاريين في محافظة الانبار - شخص يعرف باسم قصي الانباري- و15 مسلحاً بينهم باكستانيون وأفغان. وذكر مصدر أمني ارسال تعزيزات عسكرية الى محيط الفلوجة وتخوم مدينة الرمادي يأتي استعداداً لتنفيذ العملية العسكرية الكبرى لتحرير الفلوجة خلال الساعات المقبلة لها، لاسيما بعد تسديد ضربات عسكرية ماحقة لبقايا فلول تنظيم داعش في مناطق الرمادي المحررة وهروبهم الى مناطق اخرى وترك قتلاهم. تطهير المنطقة في غضون ذلك، اكد قائد صحوة الأنبار الشيخ أحمد أبوريشة ان «المحافظة وللمرة الأولى منذ قرابة الأربع سنوات تشهد انتشاراً لتنظيمات القاعدة ومثيلاتها بشكل علني في شوارعها وبيوتها وبساتينها، قبل ان يقوم الجيش بتطهير تلك المدن وتكبيد الإرهابيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات». ولفت أبوريشة الى ان «تكاتف القوات الأمنية وابناء العشائر ضد التنظيمات المسلحة، دفع الإرهابيين الى استهداف المدنيين بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وقذائف الهاون والصواريخ»، وأكد أبوريشة ان «الإرهابيين يسيطرون بالكامل على مدينة الفلوجة التي ما زال اهاليها ينتظرون مع الحكومتين المركزية والمحلية تطهيرها من تواجد التنظيمات الإرهابية»، منوهاً بأن الموعد اقترب كثيراً وبدأت العشائر بتقديم ابنائها للدفاع عنها وتطهيرها ومسك الأرض وبسط الأمن بالتعاون مع القوات الأمنية، وبينما تمكنت القوات الأمنية من قتل امير «داعش» في الأنبار الملقب ابوحفصة استطاعت مروحيات الجيش والقوات الأمنية قتل 15 مسلحاً من قادة التنظيم بينهم أجانب يحملون الجنسيتين الباكستانية والأفغانية، في حين قتلت القوات الامنية المسؤول عن تجنيد الانتحاريين في محافظة الانبار المدعو قصي الأنباري». إحباط عمليات تسلل من جهته، أعلن قائد شرطة محافظة ديالى اللواء الركن جميل كامل الشمري، عن احباط اربع محاولات تسلل لتنظيمات داعش الى بعض مراكز المدن الرئيسية داخل المحافظة، لافتاً الى ان داعش فشلت في فتح جبهات في ديالى من اجل تخفيف الضغط على خلاياها في مناطق اخرى ومنها سليمان بيك والانبار. وقال الشمري إن «تشكيلات شرطة ديالى بالتعاون والتنسيق مع قطعات الجيش العراقي نجحت في احباط اربع محاولات كبيرة لتنظيمات داعش في التسلل الى بعض مراكز مدن ديالى ومنها بعقوبة والسعدية من اجل بث الفوضى والارباك الأمني وقتل الأبرياء»، مبيناً ان «البعد الاستخباري وتعاون الأهالي كانا عاملي دعم استراتيجيين في افشال مؤامرات الأعداء». وأشار قائد شرطة ديالى إلى ان «داعش وحلفاءها حاولوا من خلال التسلل الى بعض مراكز المدن فتح جبهات في ديالى من اجل تخفيف الضغط على خلاياها في مناطق اخرى ومنها سليمان بيك والأنبار الا ان سرعة ردة فعل القوى الأمنية وتصديها البطولي أسهما في فشل كل المخططات بفترة زمنية وجيزة». تحرير حي الضباط من جهة أخرى، أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار بأن قوات الجيش تمكنت من تحرير 90 في المئة من حي الضباط وسط الرمادي، مشيراً الى وجود عملية مماثلة في حي الملعب، فيما أبلغت قوات الجيش الأهالي بعدم دخول المناطق المحررة لحين تأمينها. وقال المصدر أن «الجيش يتقدم حالياً الى حي الملعب وسط الرمادي لعملية مماثلة لتطهير الحي من عناصر داعش». في غضون ذلك، قال شهود عيان إن « قوات الجيش حذّرت من دخول المناطق المحررة لحين ابلاغهم بشكل رسمي تحسباً لوجود متفجرات أو أكمنة». استنفار أمني غير مسبوق في المنطقة الخضراء شددت القوات الأمنية في بغداد أمس، إجراءاتها على نحو غير مسبوق منذ سنوات في المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقرات الحكومة العراقية ومجلس النواب وسفارات عدد من الدول الأجنبية، تحسباً لوقوع هجمات. وذكر مصدر مطلع من داخل المنطقة الخضراء، أن «إجراءات أمنية مشددة جداً، اتخذت في المنطقة الخضراء، غير مسبوقة منذ سنوات». وبين أنه «تم إخضاع جميع الموظفين والمراجعين للفحص بالسونار، وزيادة نقاط التفتيش، وسط تذمر كبير من قبل الموظفين الذين ينتظرون زهاء الساعة والنصف، مع برودة الطقس، من أجل الوصول لجهاز السونار» وكشف المصدر أن «الأجهزة الأمنية تقول إن أوامر عليا صدرت بخصوص هذه الإجراءات، التي أدت إلى تأخير وصول الموظفين، وشل حركة الدوام للساعات الأولى» وأجرت السلطات، حسب مصادر أمنية، في إجراءاتها غير المسبوقة، مراجعة شاملة لأسماء حمايات المسؤولين من الوزراء والنواب، وجرى التركيز على أسماء معينة، كما اعتمدت السلطات ترخيصاً خاصاً في اجتياز المنطقة التي يقع فيها منزل رئيس الوزراء نوري المالكي ومكاتبه داخل الخضراء، في إجراءات احترازية. يذكر أن بغداد وعدداً من المحافظات، تشهد هجمات مسلحة بين فترة وأخرى، بتفجير سيارات مفخخة، وعبوات ناسفة، ومحاولات لاقتحام المؤسسات الحكومية. مفخخات قُتل خمسة جنود وأصيب 11 شخصاً بجروح، بينهم ثلاثة عسكريين أمس بتفجير ثلاث سيّارات مفخّخة في الدورة والحفرية جنوبي بغداد. وذكرت وزارة الداخلية العراقية أنه قتلت امرأتان وجرح 9 مدنيين بانفجار أربع سيارات مفخخه بمحافظتي بابل وواسط. وفي حادث منفصل، قتل ثلاثة جنود وأصيب ستة أشخاص بتفجير سيّارتين في منطقة الحفرية شمال الكوت مركز محافظة واسط جنوبي العاصمة بغداد. البيان الاماراتية