متابعة - صفاء العبد: حافظ السد على صدارته لمجموعته الرابعة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم رغم قبوله بالتعادل (2 - 2) مع الهلال السعودي في المباراة المُمتعة والمُثيرة التي جمعت بينهما مساء أمس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد في الجولة الثالثة من مُنافسات هذه المجموعة.. وقدّم الفريقان عرضًا كبيرًا وسريعًا طوال الشوطين وكان السد هو من تقدّم بهدف السبق في الدقيقة (26) عن طريق طلال البلوشي غير أن الهلال نجح في إدراك التعادل من كرة ثابتة بعيدة لعبها البرازيلي تياجو (45) قبل أن يعود اللاعب نفسه ويضع فريقه في المُقدمة بالهدف الثاني الذي جاء نتيجة خطأ لحارس المرمى السداوي، إلا أن نجم المباراة الأول نذير بلحاج يتمكن من إعادة التوازن بهدف التعادل الثاني الذي سجله في الدقيقة (66) وجاء بعد أربع دقائق فقط من كرته التي ارتدت من القائم الأيسر للمرمى الهلالي.. ورغم تألّق أغلب لاعبي السد خصوصًا في الشوط الأول إلا أن الفريق عانى من بعض الأخطاء الدفاعية إلى جانب أخطاء الحارس في الشوط الثاني الذي تحرك فيه الهلال بكثير من الخطورة لكنه لم يفلح في تحقيق الفوز ليخرج بثاني نقطة له في البطولة ويبقى في مركزه الرابع والأخير، بينما رفع السد رصيده إلى خمس نقاط وبات يتقدّم بفارق الأهداف على الأهلي الإماراتي الذي سجل أمس أول فوز له بتغلبه على سيباهان الإيراني على ملعب الأخير .. بداية ناريّة ولم تكن البداية سهلة أبدًا على كل الفريقين، خصوصًا أن كلاً منهما كان قد بدأ بقوّة وبدون أي توجّس سلبي حيث أظهرا قدرًا عاليًا من الرغبة في تحقيق الفوز في هذا اللقاء ولا سيما بالنسبة إلى السد الذي دافع بتنظيم سليم عبر وجود سوو لي وكسولا في قلب الدفاع وعبدالكريم حسن في اليسار والمهدي علي في اليمين في حين كان طلال البلوشي في أفضل حالاته وهو يتحرك بحيوية في الارتكاز إلى جانب نذير بلحاج الذي كان بمثابة مصدر الخطر الأكبر للسد في أغلب محاولاته الهجومية التي اعتمدت على وجود تاباتا في العمق وخلفان إبراهيم في اليسار وصالح اليزيدي في اليمين ليشكلوا ثلاثيًا فاعلاً في إسنادهم لرأس الحربة راؤول.. وكان واضحًا أن السد يركز كثيرًا على جبهته اليسرى التي تحرّك فيها بلحاج وخلفان ومن خلفهما عبدالكريم حسن، بينما كان اليزيدي ينشط في الجبهة الأخرى من خلال الكرات الطويلة التي كانت تمرر له بين الحين والآخر ليلعب دورًا مهمًا في زيادة العبء والضغط الهجومي على دفاعات الهلال. السد أكثر وصولاً وتهديدًا ورغم أن السد كان هو الأكثر استحواذًا ووصولاً إلا أنه احتاج إلى نحو ربع ساعة لكي يعلن عن أولى محاولاته الجادة وكانت من خلال كرة جميلة هيّأها اليزيدي من الجانب الأيمن إلى راؤول القريب من خط الستة داخل الصندوق، لكن الأخير يسدد إلى جوار القائم أعقبتها أخرى بعد أربع دقائق وكانت من خلفان إلى عبدالكريم حسن المنطلق صوب المرمى داخل الجزاء لكن المدافع الهلالي البرازيلي دياجو ينجح في إبعادها من أمامه في اللحظة المُناسبة.. وفي مُواجهة ذلك كان الهلال يركّز بدوره على جبهته اليمنى كثيرًا مُعتمدًا على سرعة ومهارة ناصر الشمراني إضافة إلى الدور المهم الذي كان ينهض تياجو في عمق الملعب ليكون الاثنان مصدر كل خطورة كان يصنعها الهلال في محاولاته الهجومية التي غابت عنها خطورة ياسر القحطاني وهو ما جعل تياجو يتولّى بنفسه محاولات التوغل داخل الصندوق بما في ذلك تلك المحاولة التي صنعها عبدالله الزوري ليكملها تياجو أرضية خطيرة مرَقَتْ من جانب القائم الأيمن لمرمى السد. طلال يرجّح الكفّة السداويّة وفقًا للصورة تلك فقد كان طبيعيًا أن ننتظر ترجمة سليمة من السد وهو ما حصل فعلاً عند الدقيقة (26) من خلال هجمة سريعة انطلق فيها تاباتا في عمق الملعب ليمرر إلى خلفان الذي سدّد بقوة من داخل الجزاء لترتد من الحارس ويكملها المتألق طلال البلوشي في المرمى معلنًا عن أول أهداف المباراة. وتياجو يردّ بهدف صاروخيّ ويكاد السد أن يجعلها ثنائية عقب دقيقتين فقط لولا أن الحارس الهلالي قد تمكّن من ردّ كرة بلحاج الصعبة قبل أن يأتي الدور على راؤول ليسدّد من داخل الستة إلا أن المدافع الزوري ينجح في ردّ كرته قبل أن نشهد الهلال وهو يصعّد من محاولاته في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط وليتوّج ذلك بهدف التعادل الذي جاء في الدقيقة الأخيرة منه ومن خلال كرة ثابتة لعبها البرازيليّ تياجو من على بُعد نحو ثلاثين ياردة لتصيب أعلى المثلث الأيمن للمرمى وتعلن عن هدف التعادل في الدقيقة (45) من اللقاء. الهلال يهاجم وتياجو يسجّل الثاني ويعود السد إلى الشوط الثاني بدون طلال البلوشي الذي كان قد تألق كثيرًا في الشوط الأول لكنه خرج متأثرًا بإصابة ليحل محله مصعب خضر في وقت تصاعدت فيه فاعلية الهلال وصار أكثر اندفاعًا في الأمام ويوسّع تحركاته الجانبية من خلال البديل سالم الدوسري في اليمين والشمراني في اليسار، بينما كان تياجو يشكّل خطرًا كبيرًا في عمق الملعب، فكان المدافع السداوي سوو لي قد أبعد كرة خطرة للدوسري في الدقيقة (56) لكن الأخير يعود ويهيئ كرة ثانية بعد لحظات قليلة، فكان أن أكملها تياجو من داخل الجزاء إلى داخل المرمى بعد أن أخطأ الحارس الدوسري في التصدي لها رغم أنها لم تكن صعبة..! بلحاج يصيب القائم ثم الشباك غير أن الهدف الهلالي هذا كان فجّر حيوية السد من جديد بحيث راح يهاجم بقوة، خصوصًا من خلال النجم الكبير بلحاج الذي تحرك بكل فاعلية ليتسبب بمتاعب كبيرة لدفاعات الهلال، وكاد أن يترجم ذلك إلى هدف في الدقيقة (62) لولا القائم الهلالي الذي ردّ كرته لكنه يعود بعد أربع دقائق ويتوّج نشاطه بالهدف السداوي الثاني مستثمرًا كرة هيأها له تاباتا من الجانب الأيمن ويكملها بمهارة في المرمى ويعلن عن هدف التعادل الثاني في الدقيقة (66).. وبعد أن كان مدرب السد عموته قد زجّ بعلي أسد بدلاً من راؤول عاد ليدفع بيوسف أحمد بدلاً من صالح اليزيدي ليكون في الأمام فكان أن شهدنا أكثر من محاولة جيدة ولكن دون أن تستثمر بالشكل المناسب، خصوصًا تلك الفرصة الذهبية التي مرّر فيها عبدالكريم حسن كرة عرضية والمرمى خالٍ من حارسه قبل أن يبعدها المدافع إلى ركنية وينقذ فريقه من هدف أكيد قبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت الأصلي ليبقى التعادل قائمًا حتى صافرة النهاية. جريدة الراية القطرية