من نواب خان بروكسل - 20 - 3 (كونا) -- يسعى قادة الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي خلال قمتهم المزمع عقدها هنا في وقت لاحق اليوم الى بحث الخطوات والاجراءات التي يجب اتخاذها ضد روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية وضمها شبه جزيرة القرم الى أراضيها. وتنصب السياسة الخارجية للاتحاد بمصالح الدول الاعضاء اكثر من القيام برد فعل على موسكو في اطار الاجراءات الروسية. وتحاول دول كبرى في الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وفرنسا تتمع بروابط اقتصادية مع روسيا وخاصة في مجال الطاقة وبريطانيا التي تربطها بروسيا مصالح مالية تجنب اتخاذ عقوبات داعية الى اجراء محادثات مع موسكو لتهدئة الوضع. في المقابل تسعى دول البلطيق مثل لاتفيا وليتوانيا وبولندا الى فرض عقوبات شديدة على روسيا واتخاذ اجراءات قوية ضد موسكو. وقال الخبراء والمحللون السياسيون ان الوضع في اوكرانيا في تطور سريع ما جعل اوروبا تقف في ذهول لاستيعاب تلك التطورات السريعة بالازمة. ويأتي توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء شبه جزيرة (القرم) معاهدة حول انضمام شبه الجزيرة التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا الى روسيا الاتحادية يوم الثلاثاء الماضي بعد نتائج الاستفتاء الشعبي الذي تم اجراؤه يوم الاحد الماضي لصالح انضمام شبه الجزيرة الى روسيا. ولاقى الاستفتاء الشعبي ادانات من الغرب مصحوبة بتحذيرات ب"عواقب وخيمة" في العلاقات مع روسيا وتهديدات بفرض عقوبات. وحذر قادة الغرب من انه في حال استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاستفتاء الشعبي "غير الشرعي" ستواجه روسيا "عقوبات وخيمة اضافية طويلة المدى". واعلن الاتحاد اسماء 21 مسؤولا روسياواوكرانيا في القائمة السوداء وفرض عليهم عقوبات تشمل منعهم من الحصول على التأشيرة وتجميد أصولهم في الدول الاعضاء. وتوقع الخبراء ان قادة الاتحاد سيقومون بتوسيع القائمة واضافة اسماء مسؤولين اضافيين مقربين من الرئيس الروسي. ودعا القادة الاوربيون روسيا الى عدم تصعيد الوضع في الازمة الاوكرانية لكن مع تطورات الاوضاع السريعة ما ادى الى سعي القادة الى عدم تصعيد الوضع حاليا. وقال كبير المحللين السياسيين في مركز السياسة الاوروبي للدراسات يانيس ايمانويليديس ان "وجود مصالح كبيرة مع قادة الاتحاد ادى بهم الى محاولة عدم تصعيد الوضع اذ ان المصالح القوية جعلت الهدف هو تهدئة الاوضاع". واضاف ان "الاوربيين يسعون الى عدم التصعيد لخوفهم من ان تصعيد الوضع يحتم عليهم التراجع مرة اخرى ومحاولة ايجاد طريقة لاجراء المفاوضات". واوضحت منظمة (اوبن تانك) في تقرير ان روسيا ستعاني من فرض العقوبات على الطاقة ولكن نظرا لاعتماد الاتحاد الاوروبي على الغاز الروسي اذ يعتمد بعض الدول التابعة له على الغاز الروسي بنسبة 100 بالمئة من واردات الغاز الروسي ما ادى الى استبعاد اتخاذ هذا القرار سياسيا فضلا عن التكاليف الباهظة على الاتحاد. واضاف التقرير ان "روسيا لديها خيارات انتقامية منها الاستفادة من قوة سوق الطاقة لتأمين علاقاتها الثنائية مع الدول الاخرى". وذكر التقرير ان اوروبا مازالت تحاول الخروج من ازمتها الاقتصادية اذ تتمحور مخاوف القادة الاوروبيين ان اي عقوبات اقتصادية ضد روسيا قد ترتد عليهم. واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضرورة ان يبعث الاتحاد "تحذيرا واضحا" الى روسيا داعيا الى اقصاء روسيا من مجموعة دول الثماني الكبرى في حال اتخاذها "اي اجراءات اضافية". وتشهد أوكرانيا أزمة منذ نوفمبر الماضي بعدما تخلى الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش عن اتفاق تجاري مقترح مع الاتحاد الأوروبي وتحول نحو توقيع اتفاق آخر مع روسيا.(النهاية) ن خ / ف س كونا201339 جمت مار 14 وكالة الانباء الكويتية