حوار: أنور داوود أكد صالح العاروض نائب رئيس مجلس الإدارة لمجلس الأعمال الروسي ورئيس مجلس إدارة مجموعة العاروض على نمو العلاقات الاقتصادية بين الإماراتوروسيا، من خلال النهج المشترك الذي يتبعه البلدان من أجل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، في حين عززت الشركات الإماراتية والروسية من حجم التبادل التجاري الذي وصل إلى أكثر من 5 .5 مليار درهم خلال ،2013 كما وصل حجم الاستثمار الروسي في العقارات الإماراتية إلى 2،2 مليار درهم . وأشار العاروض في حواره مع "الخليج" إلى أن الشركات الروسية في الإمارات تشهد حالة من النمو المضطرد، مستفيدة من الاتفاقيات التي أبرمتها الإمارات والتي تعالج السياسات الضريبية، إضافة إلى موضوع سهولة ممارسة الأعمال وإنشاء الشركات في الإمارات . وفيما يلي نص الحوار: كيف تقيم العلاقات الاقتصادية بين روسياوالإمارات؟ - يعمل البلدان باستمرار على تطوير العلاقات الاقتصادية المزدهرة أساساً، مستفيدين في ذلك من العلاقات السياسية الودية والنهج المشترك الذي يجمعهما تجاه القضايا الدولية بشكل عام، والإقليمية بشكل خاص، من أجل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمنفعة بينهما في كل القطاعات، ولقد تم في هذا الصدد اتخاذ خطوات عدة أثمرت عن قرارات فعالة تعبد الطريق أمام المستثمرين من البلدين وتسهل أعمالهم، حيث شهدت الأيام الماضية توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة في منطقة نيزني نوفغارد الروسية ومجلس الأعمال الروسي في الإمارات، وغيرها من الاتفاقيات التي من شأنها أن تشجع المزيد من المستثمرين على الانخراط في ساحة العمل المشترك بين البلدين . هذه النجاحات وغيرها تجعلنا متفائلين ومتطلعين إلى آفاق تعاون اقتصادي جديدة مع الإمارات . برأيك، أين تتركز فرص الاستثمار في الإمارات؟ - هناك العديد من فرص الاستثمار في الواقع، خصوصاً عند أخذ موقع البلاد الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية في الحسبان، فدولة الإمارات، إلى جانب كونها بقعة جغرافية غنية بالنفط والغاز، هي دولة متقدمة في قطاع الصناعات التحويلية، والبناء، والعقارات، والتجارة أيضاً . إضافة إلى قطاع الخدمات الذي يثمر تطوره السريع عن تحسين البنية التحتية للتجارة الإلكترونية والاتصالات . مما يوسع إمكانية التعاون في هذه المجالات، وتطوير مجالات أخرى . ما عدد الشركات الروسية العاملة في الإمارات؟ - هناك الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي حققت نجاحاً ملحوظاً في السوق الإماراتية، حيث بلغ عدد الشركات الروسية في الإمارات العام الماضي ثلاثة آلاف شركة روسية مسجلة معنية بمختلف القطاعات كالمعادن الثمينة، والطاقة البديلة، والنقل، والنفط والطيران والسياحة وغيرها . ما حجم استثماراتكم في الإمارات؟ - كوننا نتعاون بشكل فعال، فمن الطبيعي أن يكون حجم الاستثمار في نمو متزايد، ومن الأمثلة الواقعية في هذا الصدد وجود اسثمارات روسية بأكثر من 2 .2 مليار درهم أي 600 مليون دولار في قطاع العقارات الإماراتية، كما قامت شركة "سترويس ترانس غاز" ببناء خط أنابيب الغاز فجيرة-تافيلا، ووقعت شركة "تيخ سناب اكسبورت" عقداً طويل الأمد بقيمة 3 مليارات دولار مع مؤسسة الطاقة الذرية الإماراتية لتوريد اليورانيوم المخصب لأول محطة نووية في الإمارات، وقامت شركة "لوك أويل" أكبر شركة روسية في القطاع الخاص وفي إنتاج النفط الخام في روسيا من القطاع الخاص، بنقل مكتبها الإقليمي إلى دبي خلال العام الماضي . ماذا عن استثمارات الإمارات في روسيا؟ - إن استثمارات الإماراتيين ليست أقل حجماً من استثمارات الروس في بلادهم، حيث كان لهم دور فعال في منشآت ومرافق دورة الألعاب الاولومبية الشتوية في سوتشي، وقاموا بتوقيع عقداً بقيمة 75 مليون دولار للمشاركة في تطوير وتشغيل ميناء أوست لوغا الذي يعد بوابة رئيسية للمنطقة الغربية في روسيا . كيف تقيم أداء الاقتصاد الإماراتي في الفترة الحالية؟ - يمكن وصف الاقتصاد الإماراتي بأنه اقتصاد غني، متنوع، وسريع النمو . استطاع خلال فترة قصيرة نسبياً أن يصبح على قائمة الدول المتصدرة في التجارة عبر الحدود وبدء النشاط التجاري، كما أنه اقتصاد فعال في المنطقة وقادر على اتخاذ قرارات مؤثرة، ما يجعل منه جهة استثمارية حيوية لروسيا والعالم . ماذا عن الخدمات التي تتلقونها من حكومة الإمارات؟ - كون التعاون الروسي الإماراتي قضية بالغة الأهمية لدى الطرفين، وظفت الحكومة الإماراتية المزيد من جهودها وانفتاحها الاقتصادي في هذا المجال، حيث تم الاتفاق على التعزيز والحماية المتبادلة للاستثمارات، كما وقعت الحكومة الإماراتية العديد من الاتفاقيات التي تعالج السياسات الضريبية وموضوع تيسير العمل للراغبين في إنشاء شركات في الإمارات . كيف ترى القطاع السياحي بين الدولتين؟ - يعد ازدهار القطاع السياحي بين البلدين من أوضح الأمثلة على تطور العلاقات بين البلدين، حيث تشهد الإمارات العربية المتحدة ما يزيد على مليون سائح روسي سنوياً، يستفيدون من الخدمات التي تقدمها دولة الإمارات للسياح من فنادق ومطاعم ومعالم سياحية متنوعة . وكان للقطاع السياحي النصيب الوافر من مناقشات منتدى الأعمال الروسي الخليجي، حيث نظر المشاركون في آفاق التعاون الروسي الخليجي في هذا القطاع، إلى جانب قطاع الطيران الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من القطاع السياحي . كيف ترى الاستيراد والتصدير، وما حجم التجارة المتبادلة في 2013؟ - تشهد التجارة الخارجية الثنائية تطوراً تدريجياً، حيث تتصدر المعادن الثمينة والأحجار الكريمة والمنتجات المعدنية قائمة صادرات روسيا إلى الإمارات، إضافة إلى إمكانية تصدير الغذائيات . فيما تتضمن صادرات الإمارات كل من الآلات والمعدات والسلع والمنسوجات . أما حجم التجارة الثنائية فقد بلغ ضعف ما كان عليه في العام السابق، 5 .5 مليار درهم، أي ما يعادل 5 .1 مليار دولار . هل هنالك أية مشاريع أو استثمارات جديدة بين الدولتين؟ - سيشهد هذا العام إكمالاً لما قد بدأ في السابق، حيث تستثمر الإمارات 5 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية الروسية، إضافة إلى مشروع الغاز المشترك بين شركة "روس نفط" التي تملك روسيا معظم أسهمها، وشركة نفط الهلال الإماراتية . وعلى العموم فإن الخيارات متعددة، والأبواب دائماً مفتوحة أمام الأفكار الخلاقة والاستثمارات الجديدة . ما دور المجلس في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدولتين؟ - المجلس جزء من التطور الاقتصادي المشترك، إذ إنه يعبر دائماً عن التزامه باستراتيجيته وهدفه في أن يكون جسراً حضارياً واقتصادياً بين روسيا ودول المنطقة، من خلال توفير قنوات للمهتمين بالتجارة الثنائية كي يتواصلوا ويجدوا شركاء لهم . أذكر هنا بعض الخطوات التي اتخذها المجلس في العامين السابقين، ابتداءً بمساهمته بتنظيم منتدى الأعمال الروسي الخليجي بكافة فعالياته، ومشاركته في الاجتماعات الرسمية والمناسبات المشتركة كقمة "قازان" ومعرض اريبيا- إكسبو، إضافة إلى ورشات العمل التي عقدت بالاشتراك مع عدة وزارات في الإمارات . الخليج الامارتية