أحمد الصاوي (القاهرة) - رغم بعدها في الركن القصي من العالم القديم لم تكن الصين بعيدة أبداً عن دار الإسلام، حيث وصلت فتوحات قتيبة بن مسلم إلى الحدود الغربية للصين القديمة قبيل نهاية القرن الهجري الأول. وترك هذا الجوار، وخاصة بعد انتشار الإسلام بين الترك الجوابين في السهوب الآسيوية آثاره الواضحة على بعض منتجات الفنون الإسلامية التي تأثرت بملامح منتجات الخزف الصيني الشائع في أرجاء العالم حتى أن اللغة العربية تعرف منتجات أطباق الخزف باسم «الصيني» إلى يومنا هذا. الفن الصيني والصلات التجارية التي ربطت بين الصين في أقصى الشرق الآسيوي وبلاد المسلمين ضمنت تدفقاً منتظماً لعدد من منتجات الفن الصيني ولا سيما من الخزف والنسيج الحريري وبعض أنواع التوابل ويندر أن يخلو سجل تجاري موثق في ديوان أو في كتاب إسلامي قديم من ذكر لبضائع صينية وقليلاً ما تخلو واحدة من الحفائر الأثرية حتى بقلب الجزيرة العربية من قطع الخزف المستورد من الصين. وفي ظل هذا الحضور الصيني الطاغي، خاصة في نطاق تداول واستهلاك المنتجات الخزفية وما حازته تلك المنتجات من ثقة وشهرة في الأسواق العالمية أخذ الفنانون المسلمون في محاكاة بعض أنواع من الخزف الصيني بدءاً من القرن الثالث الهجري «9 م» وحتى القرن الثاني عشر الهجري «18 م». ويعتبر الخزف الصيني الذي أشتهر في عهد أسرة تونج أو تانج الصينية أقدم المنتجات الخزفية التي أقبل الخزافون المسلمون على تقليدها في إيران، والعراق، ومصر. ... المزيد الاتحاد الاماراتية