عبدالله الصعفاني بمصادقة مجلس النواب الروسي "الدوما" على قانون بضم شبه جزيرة القُرم إلى روسيا تصبح "القُرم" جزءاً من روسيا الاتحادية وتتحول المباريات الكلامية في أروقة الأممالمتحدة وأي معارك سياسية وإعلامية مجرد إشهار للقُرم إقليماً روسياً وحفلة زفاف يحتاجها الروس أكثر من الأمريكان. ولم يأت تصويت الدوما على قانون الضم بإجماع 443 وامتناع عضو واحد عن التصويت إلا تتويجاً للاستفتاء الذي شهدته شبه جزيرة القُرم في 16 مارس الجاري والذي لم يكن أكثر من تحصيل حاصل لرغبة أبناء القُرم بالعودة إلى روسيا بعد ما كان من الانقلاب الذي شهدته أوكرانيا بدعم غربي حركته دوافع الاستيلاء على أوكرانيا كحديقة خلفية للروس . ورغم الحدة في الخطاب المتبادل وما صاحبه من تبادل العقوبات فإن ذلك لن يغير من حقيقة أن الدب الروسي هضم شبه جزيرة القُرم بطريقة أثارت السؤال حول رغبته في هضم أوكرانيا تحت شعار أمن روسيا خط أحمر حيث جاءت أزمة أوكرانيا لتعكس حالة الغضب الروسي تجاه أمريكا وأسلوب تعاملها مع الروس باعتبارهم من وجهة نظر غربية قوة مهزومة . كان واضحاً إدراك الداهية بوتين أن الولاياتالمتحدة لم تكتفِ بضم دول أوروبا الشرقية تحت المظلة الغربية وإنما أرادت بتشجيع انقلاب كييف الوصول إلى الحديقة الروسية نفسها بما في ذلك من تغوُّل على قواعد لعبة ما بعد الحرب الباردة .. هكذا جاء الرد الروسي حازماً وحاسماً ليضع الأمور في سياقها الذي ظهر موضوعياً بالاستناد على استفتاء شعبي قال فيه شعب القرم رأيه .. ورغم أن بوتين طمأن الأوكرانيين في مسألة عدم الرغبة في اقتحام أوكرانيا وهضم ما تبقى إلا أن حديثه عن روسيا التاريخية ووجود أقاليم عديدة مما كان يسمى الاتحاد السوفيتي ترغب في السير على طريقة القُرم يشير إلى أن الأكمة ما تزال تخفي وراءها الكثير من الأحداث التي يجري التهيئة لها حتى تأتي في سياق موضوعي. الغرب بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية يجاهر بمخاوفه ليس من قضية أوكرانيا والتحاق القُرم رسمياً بالدولة الروسية وإنما من هذا التنامي في القوة الروسية التي تسير بمنحنى بياني متصاعد لم يدر بخلد الأمريكيين ومعسكرهم . وغداً نافذة أخرى على المشهد الذي يكرس صعود القوة الروسية من جديد .. ولا عزاء للأمريكان . براقش نت