تشكل الأزمة السورية البند الثانى المهم، المطروح على قمة القادة والزعماء العرب بالكويت إلى جانب ملفات القضية الفلسطينية التي تتصدر جدول أعمال القمة وقضية تطوير وإصلاح الجامعة العربية إلى جانب قضايا أخرى، وسط ظروف بالغة الدقة والحساسية والتعقيد، تمر بها الجامعة وحالة الانقسام والتشتت التي تعيشها الدول العربية، والتي تتقاطع مع خلافات متنامية بين أعضاء الجامعة العربية، ويزيد من الضغوط على القمة العربية في تناولها لملف الأزمة السورية فشل التحركات الدولية لإيجاد حلول للأزمة بسبب حالة الانقسام الحاد في الموقف الدولي تجاه الأزمة السورية. مقعد بالجامعة العربية يأتي هذا فيما طالب سوريون القمة العربية بمنح الائتلاف السوري المعارض مقعدًا بالجامعة العربية بصفة رسمية ومنح الحكومة المؤقتة صلاحيات للقيام بأعمال السفارات داخل الدول العربية لخدمة الجاليات السورية التي تتعرض لاضطهاد من جانب نظام بشار لإسقاط وثائقهم، ويرفض التجديد له، وقالوا ل»المدينة»: إن الشعب السوري يحتاج إلى قرارات نافذة وتكثيف أعمال الإغاثة وتوفير ممرات آمنة لوصول هذه المعونات للشعب السوري، مع تسليح الجيش السوري الحر، حتى يحقق التوازن مع قوات نظام بشار. من جانبه قال مدير مؤسسة سوريا للإغاثة الإنسانية الدكتور ملهم الخن: إن السوريين يعولون كثيرًا على قمة الكويت، على أمل أن ينجح القادة العرب فى إيجاد مخارج للأزمة أو على الأقل تقديم دعم مباشر للشعب السورى وحكومته المؤقته، بما يفضي في النهاية إلى تخفيف المعاناة عن الشعب السوري ويدعم الحكومة المؤقته على أداء مهامها بشكل إيجابي، مشيرًا إلى أن انعقاد القمة العربية فى دولة الكويت يأتي في توقيت بالغ الصعوبة والحساسية تمر به الأزمة السورية، ويتزامن مع تحركات عربية ودولية بإغلاق السفارات السورية في بعض الدول العربية والأجنبية. وأوضح «الخن» أن إغلاق السفارات السورية في العواصم العربية والعالمية يقود إلى مشاكل كثيرة تواجه الجالية السورية في كل الدول، وأن إغلاق سفارات بشار الأسد يتطلب أن تتخذ القمة العربية قرارات يتم من خلالها منح صلاحيات للائتلاف السوري المعارض وللحكومة السورية المؤقتة في العواصم العربية الصلاحيات في إصدار الوثائق للجالية السورية في تلك الدول، حيث يتعمد نظام بشار إلى إسقاط الوثائق عن الرعايا، مما يجعلهم يواجهون مشاكل كثيرة في دول الإقامة. وحول مطالب الشعب السوري من القمة العربية، قال الخن: «إن الشعب السوري يطالب القمة بدعم الحكومة السورية المؤقتة وبشكل فاعل يساعدها على أداء مهامها بشكل إيجابي في التخفيف من معاناة السوريين في الداخل والخارج، وذلك من خلال قرارات نافذة بتقديم الدعم اللوجستي والمالي للحكومة المؤقتة. وحول انعكاس تزامن انعقاد القمة مع تصاعد الخلافات بين الدول العربية، قال الخن: «إن لمثل هذه الخلافات انعكاسات سلبية على القضية السورية، وأن الأجندات العربية المتعارضة تجاه الأزمة السورية تتسبب في تشتت قوى المعارضة. مقاطعة نظام بشار بشكل كامل وحول مطالب السوريين من القمة، قال الخن: «نطالب القادة العرب المجتمعين في الكويت بإصدار قرارات أبرزها مقاطعة نظام بشار بشكل كامل ونهائي، وقرار عربي بتبني الجيش السوري الحر وتقديم الدعم اللازم له حتى يستطيع إنهاء حصار المدن الذي تنفذه قوات بشار، وقرار بتفعيل ودعم العمليات الإغاثية والإنسانية في الداخل السوري وفي دول النزوح التي يوجد بها السوريون، وأخيرًا دعم كامل وفاعل للحكومة السورية المؤقتة. من ناحيته قال نائب رئيس الجالية السورية بالقاهرة نزار الخراط: «إن القمة العربية مطلوب منها إن كانت تريد حلاً للأزمة السورية أن تتخذ قرارًا بمنح المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية، وتجاوز مرحلة قبول ائتلاف المعارضة بصفة المراقبة وأن عدم منح المعارضة السورية ممثلة في الائتلاف السوري والحكومة المؤقتة مقعد سوريا في الجامعة يرجع إلى اعتراض بعض الدول العربية. وأشار»الخراط» إلى أن القمة العربية مطالبة وهي تجتمع في أعلى مستوياتها بمنح المعارضة مقعد سوريا بالجامعة العربية وأنه بدون مثل هذا القرار سوف تبقى الأزمة السورية خارج اهتمامات الدول العربية وخارج الرغبة في إيجاد حل لها، وأن صدور مثل هذا القرار سوف يدعم الحكومة المؤقتة في القيام بأعمالها تجاه 9 مليون مشرد من الشعب السوري في الداخل والخارج، وأن مثل هذا القرار سوف يقود فصائل المعارضة إلى التوحد وتجاوز حالة الانقسام التي تشهدها حاليًا، مؤكدًا أن القمة العربية عليها أن تجيب على سؤال مهم يرفعه كل الشعب السوري وهو هل أنتم جادون في حل الأزمة؟ وإن كنتم جادين فعليكم بمنح المعارضة مقعد سوريا في الجامعة العربية وتقديم والتسليح للجيش السوري الحر حتى يتحقق التعاون في ميزان القوى على الأرض ويفتح الباب للتعجيل برحيل نظام بشار الأسد. المزيد من الصور : صحيفة المدينة