مواضيع ذات صلة بشرى فيصل السباعي هذه الأيام يبدو وكأن كل العرب تحولوا لمحللين سياسيين لما بات يسمى ويعرف «باللعبة السياسية» في المنطقة العربية وما عاد ينقص أحد وسائل التعبير والنشر بعد مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت عموما. لكن المشكلة أن كلها يدور في فلك تحليل «اللعبة السياسية» وحساباتها وكواليسها ومساوماتها وصفقاتها والنقاط للاعبيها.. إلخ. من منظومة المصطلحات التي لو سمعها أحد لا يعرف موضوع الحديث لحسب أنه عن لعبة شطرنج وليس عن مصير بشر على الأرض وهذة هي معضلة السياسة والسلطة الأزلية؛ ألا وهي فقد الوعي بالمعنى الجوهري لشغل وظيفة ومنصب في السلطة العامة وهو أداء خدمة اجتماعية ووكالة حقوقية يتولاها من لديه حس الرسالة بالنسبة لخدمة الناس ورعاية مصالحهم وحقوقهم وإصلاح أوضاعهم وتطوير واقعهم على كل الصعد، عندها من سيطمح للوصول للسلطة ستكون له مواصفات تختلف جذريا عن تلك التي تكون لمن يرى السلطة والسياسة كلعبة وعليه تعلم أصولها لكي يصل للمنصب ويبقى فيه في مقابل القوى الأخرى المنافسة في اللعبة، وللأسف الجمهور يصبح مجرد بيدق من بيادق هذه اللعبة السيكوباتية باستغلال رغبة وتحمس الجمهور للتحرك باتجاه ما يقال له أنه الحل لمعضلات الواقع، وعبر نمط الخطاب الديماغوجي الذي يثير انفعالات الجمهور ليركب على موجتها يحرك الجمهور حتى ضد مصلحته لكي يكسب جولة على خصمه ولا يبالي أنه نصر يقطر بدماء مؤيديه، ولا يتورع عن الفرح بمقتل أكبر عدد منهم لأن هذا يمنحه نقاطا على خصمه، هذه هي صورة السياسة عندما تتحول للعبة مسيرة بغرور الأنا للاعبيها. ولهذا فأول خطوة لمعالجة معضلات السياسة بالعموم هو إرجاعها لأصلها الجوهري وهو أنها خدمة اجتماعية ووكالة حقوقية وليست لعبة بين لاعبين. [email protected]