واصل النفط تأرجحه بعيداً عن سعر 110 دولارات الذي بلغه في وقت سابق من العام الحالي. ونزل مزيج برنت الخام تسليم مايو ايار 30 سنتا إلى 106.62 دولارات للبرميل، وكان خام القياس قد نزل للاسبوع الرابع على التوالي في الأسبوع الماضي. وارتفع الخام الخفيف 5 سنتات إلى 99.51 دولارا للبرميل. وتأثرت أسواق النفط ببيانات صينية تشير لضعف الطلب في أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم ولكنها لقيت دعما من تقارير تتوقع ركوداً في إنتاج النفط في العديد من البلدان الآسيوية مما قد يفتح المجال أمام مزيد من الواردات. فرص متنامية ويقول محللون إن أمام منتجي النفط من افريقيا إلى الأمريكتين فرصة متنامية لتزويد آسيا والمحيط الهادي بالخام مع ركود إنتاج المنطقة وبدء تشغيل وحدات تكرير ضخمة في الصين والهند. وتستورد شركات التكرير الآسيوية أكثر من مثلي حجم الخام المنتج في المنطقة - وتأتي معظم مشترياتها من الشرق الأوسط - وتزيد شحناتها من غرب افريقيا منذ 2009. وفي العامين الأخيرين بدأت تشتري المزيد من أوروبا وكندا وأمريكا الجنوبية عندما تسمح الأسعار وتكاليف الشحن. كفاح مستمر والآن يكافح المنتجون الإقليميون للمحافظة على الإمدادات في ظل تناقص إنتاج الحقول المتقادمة ولذا تتطلع قازاخستان ونيجيريا والمكسيك إلى شحن مزيد من الخام إلى آسيا في الوقت الذي تقلص فيه طفرة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة الحاجة إلى الواردات هناك. وقال جون فوترين محلل النفط المستقل المقيم في تايلاند إن الواردات الأميركية منخفضة ومعظم ما لا يستوردونه خامات خفيفة منخفضة الكبريت من افريقيا لأن الخام المنتج في الولاياتالمتحدة من نفس النوع. حاجة ملحة وقال محلل بشركة نفط إن آسيا ستحتاج إلى 300 ألف برميل يوميا إضافية من الخامات منخفضة الكبريت في 2014 مقارنة مع العام الماضي لتلبية طلب مصافي التكرير الجديدة ولمزجها بخامات أرخص وأقل جودة. وكانت منطقة آسيا والمحيط الهادي التي تنتج خامات منخفضة الكبريت في الأساس تتوقع دفعة هذا العام من زيادة الإنتاج في إندونيسيا وماليزيا. لكن تأخر المشاريع في دول بجنوب شرق آسيا يسلط الضوء على تحديات تلبية الطلب المتنامي للمنطقة عموما ولاسيما في غياب اكتشافات نفطية كبيرة. نضوب ملحوظ وقال أندرو هاروود محلل قطاع المنبع لجنوب شرق آسيا لدى وود ماكنزي إن منطقة آسيا تزداد نضوبا ولاسيما بالنسبة للنفط. ومن المرجح أن تتراجع الاكتشافات في المستقبل مما يزيد التركيز على زيادة الاستخراج من المشاريع القائمة. لكن حجم زيادة الواردات لن يتوقف فحسب على سرعة نمو الطلب على النفط في المنطقة في مقابل ركود الإنتاج بل على شدة حاجة الموردين من مناطق أخرى في ظل تراجع فرص التصدير في الأسواق الأخرى أيضا. نمو الطلب وبحسب وكالة الطاقة الدولية من المتوقع نمو الطلب على النفط في آسيا والمحيط الهادي 500 ألف برميل يوميا بما يعادل 1.5 % ليصل إلى 30.6 مليون برميل يوميا هذا العام مع زيادة استهلاك الصين 3.4 % والهند 2.4%. وبالمقارنة تتوقع وود ماكنزي الاستشارية أن يزيد إنتاج النفط الآسيوي 110 آلاف برميل يوميا فقط أي بنسبة 1% ليصل إلى 8.35 مليون برميل يوميا في 2014. وقال فوترين إن البدائل المحتملة لسد الفجوة لا تقتصر على الخامات منخفضة الكبريت من افريقيا بل تشمل أيضا الخامات عالية الكبريت من الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وضع متناقض قال ديفيد هافتون المدير العام لشركة بي.اف.ام أويل اسوشييتس للسمسرة في لندن: النفط محاصر. كل ما يهدد النمو الاقتصادي لاسيما في الاقتصادات الناشئة ينعكس سلبيا على الطلب ومن ثم يدفع الخام للهبوط وعلى الجانب الآخر كل ما يهدد الامدادات سواء كان حقيقيا أو متصورا يدفع الأسعار للصعود. البيان الاماراتية