شهدت مناطق في ريف اللاذقية غربي سوريا، أمس، معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي استقدمت آلاف العناصر منها ومن المسلحين الموالين لها، لاستعادة نقاط سيطر عليها المعارضون في الأيام الماضية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان . وقال المرصد "تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في منطقة كسب وقرية النبعين ومحيط المرصد 45"، وهو مركز عسكري على تلة مرتفعة، وتدور معارك عنيفة في محيط قرية السمرا، ومناطق قسطل معاف ونبع المر وتلة النسر، والشريط الحدودي مع تركيا . وأوضح أن القوات النظامية تستهدف مناطق الاشتباكات باستخدام الطيران الحربي والمروحي والمدفعية، وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن النظام "استقدم آلاف العناصر لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون"، وأشار إلى وجود "العديد من الموالين للنظام، وأغلبيتهم من العلويين، تطوعوا للمشاركة في المعارك"، واعتبر أن "النظام لم يكن يتوقع هذا الهجوم المفاجئ في معقله، والأكيد أنه سيقوم بما في وسعه لئلا يحتفظ المقاتلون بسيطرتهم" . وقال الناشط في اللاذقية عمر الجبلاوي إن القوات النظامية قصفت كسب باستخدام الطيران والدبابات، وقال أحد المقاتلين إن "المعارك شرسة"، مؤكداً وجود "آلاف المقاتلين المستعدين لصد هجمات القوات النظامية"، وأضاف "سنقاتل حتى الموت أو الانتصار" . وأعلنت "جبهة النصرة لأهل الشام" مقتل أحد قيادييها البارزين في مدينة كسب، وأشارت في بيان نشر على صفحتها في "تويتر" إلى مقتل معاوية عبد الرزاق عبد الباقي "أبو الليل" في جبهة كسب، وقالت في وقت لاحق إن "داعش" قتلت أميرها في الرقة خميس المرعي "أبودجانة" . في حلب (شمال)، سقطت قذيفتا هاون على مناطق في مدينة جرابلس ما أدى إلى أضرار مادية، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة عندان ما أدى إلى مقتل 5 رجال وطفلة وسيدة وسقوط جرحى، فيما قتل قائد ميداني في اشتباكات مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في محيط المخابرات الجوية بمنطقة الليرمون، بالتوازي مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، حيث هاجم مقاتلو "داعش" ريف منطقة عين العرب (كوباني) من ثلاثة محاور، ما أدى إلى مصرع مقاتل من وحدات الحماية، وسط معلومات عن مصرع 10 مقاتلين من "الدولة" . وأورد المرصد نبأ عن مقتل وجرح 6 عناصر على الأقل من القوات النظامية في محيط قرية الصبيحية إثر استهدافهم بعدة ألغام أرضية، فيما ارتفع إلى 4 بينهم سيدة وطفلتان اثنتان عدد الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي منطقة الليرمون، ووردت معلومات عن إصابة 6 أشخاص بطلقات قناصة، عند معبر كراج الحجز، وعن مقتل رجل وسيدتين في المعبر . في دمشق، قال المرصد إن دوي انفجارين عنيفين سمع في كلية طب الأسنان بحي المزة، وتضاربت الأنباء حول طبيعتهما، وأفادت مصادر أنهما ناجمان عن انفجار عبوتين ناسفتين، وقالت أخرى إنهما ناجمان عن سقوط قذيفتي هاون، كما قصفت القوات النظامية مناطق في حي العسالي، وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في البساتين المحيطة بحيي الحجر الأسود والعسالي، فيما نفذ الطيران غارات جوية على مناطق في حيي جوبر والحجر الأسود، وغارتين على محيط بلدة البلالية بالغوطة الشرقية وغارة على جرد بلدة فليطة بمنطقة القلمون، وتعرضت المنطقة الغربية من مدينة داريا والبساتين بين داريا ومعضمية الشام لقصف من القوات النظامية، وسط اشتباكات على أطراف داريا، وقتل رجل من مدينة عربين متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف القوات النظامية على مناطق في المدينة . في حماة (وسط)، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي "جبهة النصرة" وكتائب مقاتلة من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى، في محيط حاجزي السمان وجب أبو معروف، ترافقت مع قصف القوات النظامية مناطق الاشتباك، في حين دارت اشتباكات على الجهة الجنوبية من بلدة مورك، وسط قصف الطيران مناطق في البلدة . وقال نشطاء إن مقاتلي "داعش" فجروا ضريحاً شيعياً كبيراً في مدينة الرقة (شرق)، وكان مسجد عمار بن ياسر وأويس القرني مقصداً للزوار الشيعة من إيران ولبنان والعراق، قبل أن يسيطر عليه قبل عام مقاتلون معارضون، وأظهرت صورة نشرت على "تويتر" أضراراً شديدة لحقت بالجدران وسقف الموقع، وأظهرت صورة أخرى قطعة خرسانية وقطعاً معدنية ملتوية متناثرة في الشارع أمام المسجد، بينما أظهرت صورة ثالثة جداراً داخلياً منهاراً . وارتفع إلى 7 عدد مقاتلي "جبهة النصرة" الذين قتلوا إثر مداهمة مقاتلي الجبهة منزل عضو سابق في "داعش" في دير الزور، رفض تسليم نفسه، ما تبعه إطلاق نار متبادل، ومن ثم توسعت الاشتباكات لتشمل مسلحين من عشيرة الرجل بينهم مقاتلون في "النصرة" ضد مقاتلي الجبهة . (وكالات) الخليج الامارتية