عبد الرحمن الفيفي- سبق- فيفاء: يواجه المسنون في أعالي جبال فيفاء العديد من الصعوبات التي لا تقتصر على الأمراض التي تنهش في أجسادهم؛ إذ لا تزال الأيام تضيق أمامهم يوماً بعد يوم بسبب عدم وجود الطرقات التي توصلهم بالمستشفيات من منازلهم البعيدة عن الشوارع؛ الأمر الذي جعلهم يقبعون داخل منازلهم متعطشين للخروج أمام مشكلة افتقار الطرق التي من شأنها أن تسجنهم داخل منازلهم لسنين. المسن "أحمد الفيفي" يبلغ من العمر قرابة "قرن"، ويعيش في أحد المنازل البعيدة عن الشارع العام، ويتغنى برؤية أبنائه الذين يعملون خارج المنطقة؛ ليعيدوا إلى وجهه الدماء برؤيتهم يطمئنون عليه وعلى حالته. اضطر أبناء " الفيفي" إلى اصطحابه للمستشفيات محمولاً على أكتاف مجهولين بشكل دوري، بعد أن عجز أبناؤه عن حمله مراراً؛ ما اضطرهم لدفع مبالغ مالية باهظة للعمالة المجهولة، مقابل حمله إلى أقرب طريق حيث يكون في استقباله أبناؤه ليكملوا المشوار، ويذهبوا به للعلاج. وقال سلمان أحمد الفيفي، ابن المسن: "نحن نسكن في مكان بعيد عن الشارع العام، فلا يوجد طريق يصل لمنزلنا، وقد اشتد على والدي المرض، ولم نجد من يساعدنا في حمله للشارع العام لإسعافه إلى أحد المستشفيات؛ لأننا في مكان بعيد وشبه معزول عن السكان، وأنا وباقي إخواني نعمل ونسكن خارج المنطقة؛ فاضطر أحد إخواني للتفكير في حل سريع! وهو الاستعانة بعمالة نظير مقابل مادي 1500 ريال". وذكر الابن الثاني، ويدعى جبران: "لقد طالبنا وحاولنا مراراً وتكراراً مع الجهات المعنية لفتح طريق لمنزلنا، ولكن دون فائدة، ونحن لا نستطيع تحمل تكاليف شق طريق يصل لمنزلنا في تضاريس جبلية وعرة، تحتاج لجهة حكومية مختصة لديها الإمكانات والمعدات". وأضاف بأنهم على هذه الحال منذ عقود "نحمل مرضانا واحتياجاتنا المختلفة على الأكتاف، ونعاني مع جهات عدة في فيفاء من صعوبة الوصول لمنازلنا". صحيفة سبق