دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قراره عدم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بعد استخدام السلاح الكيماوي الصيف الماضي، معتبراً أن تلك الضربة ما كانت لتحدّ من المعاناة في سوريا، ومقرّاً أن قدرات الولاياتالمتحدة لها حدود . وقال أوباما في مقابلة مع شبكة (سي .بي .أس) الأمريكية، تم تصويرها معه في روما قبيل توجهه إلى السعودية، "أظن انه من غير الصحيح الاعتقاد أننا كنا في موقف نستطيع فيه، من خلال توجيه بضع ضربات محددة الأهداف، أن نمنع حصول ما نراه اليوم في سوريا"، وأضاف "ليس لأن ذلك لا يستحق العناء، ولكن بعد 10 سنوات من الحرب فإن الولاياتالمتحدة لها حدود" . وأشار أوباما إلى أن توجيه ضربات محددة "لن يكون كافيا وقد يتطلب الأمر تورطاً طويل المدى من قبل الولاياتالمتحدة"، وقال إن "جنودنا الذين يتناوبون على الخدمة وعائلاتهم، وتكاليف هذا الأمر، والقدرة على أن نتوصل بشكل مستدام إلى حل قابل للحياة من دون التزام أكبر من جانبنا، ربما ل 10 سنوات أخرى، هي من الأمور التي كانت الولاياتالمتحدة ستجد صعوبة في تنفيذها"، وأضاف أنه حتى في حال التدخل العسكري "ليس من المؤكد أن النتيجة ستكون أفضل" . إلى ذلك، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من استهداف الأقليات في سوريا، وأكدت دعمها المستمر للمتضررين من العنف، مكررة التعبير عن القلق من الخطر الناجم عن المتطرفين، وقالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية "نشعر بانزعاج شديد من القتال والعنف الذي يهدد الأرمن في كسب بسوريا، وأجبر الكثيرين على الفرار"، وأضافت "ثمة عدد كبير من المدنيين الأبرياء الذين يعانون نتيجة للحرب، ولا بد من حماية كل المدنيين، وأماكن عبادتهم" . وأردفت "كما قلنا طوال فترة النزاع، نحن نأسف لاستمرار التهديدات ضد المسيحيين والأقليات"، مشيرة إلى أن أوباما، بحث خلال لقائه البابا فرنسيس، أمورا عدة من بينها محنة الأقليات، وخصوصاً المسيحيين، داخل سوريا . وأعربت هارف عن أملها في أن يتم الوفاء بالتعهدات التي قطعتها بعض المجموعات التي تقاتل في مدينة كسب، بعدم استهداف المدنيين واحترام الأقليات والأماكن المقدسة، وأكدت أن "الولاياتالمتحدة ستستمر في دعمها الراسخ للمتضررين من العنف، بما في ذلك السوريون الأرمن" . وأوضحت أن العنف الذي تتحدث عنه هو مهاجمة جماعات متطرفة، مثل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، للمدنيين الأبرياء "وليس المعارضة المعتدلة، ليس الأشخاص الذين نتعامل معهم داخل سوريا"، وشددت على أن المعارضة السورية كانت "واضحة جداً في إدانة التطرف وتعهدت محاربته " . في سياق متصل، حثت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس الحكومة السورية على إنهاء القيود التي لا داعي لها على الوصول إلى المناطق التي تشتد فيها حاجة السوريين إلى المعونات بعد 3 سنوات من الحرب الأهلية، وعبرت عن قلقها بشأن جماعات المعارضة خاصة "جبهة النصرة" التي تقول إنها لن تسمح للأجانب بالعمل في سوريا، وقالت "الترتيبات الإدارية التي وضعت للتصريح لقوافلنا في غاية التعقيد"، وأضافت أن الإجراءات التي تطبق على قوافل المساعدات والتي تشمل وكالات تعمل بشكل جماعي وأخرى بشكل فردي تجعل من الصعب تسليم إمدادات الإغاثة، وحتى عندما توافق الحكومة السورية على الشحنات فلا يزال من الصعب وصولها إلى المناطق المحاصرة . وفي حين تقع على الحكومة المسؤولية الأساسية في ما يتعلق بتسليم المساعدات في أنحاء سوريا، قالت اموس إن جماعات المعارضة أيضا لعبت دورا في جعل توصيل المعونات عملية صعبة ومعقدة، وذكرت أن عدد الجماعات التي تعمل في سوريا تكاثر وهو يتراوح بين معتدلة إلى متطرفة مرتبطة ب"القاعدة"، وأضافت أن بعضها"صغير لكنه مؤثر في ما يتعلق بمواقعها" . (وكالات) الخليج الامارتية