شهد العديد من المدن في غزة والضفة، أمس، مسيرات شعبية في الذكرى ال38 ليوم الأرض، تحوّل بعضها إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، فيما عم الاضراب العام والشامل المدن والقرى العربية في اسرائيل، فيما أكّد رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن مصير مفاوضات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين سيتضح في غضون أيام، في إشارة إلى إمكان تمديدها لما بعد موعدها النهائي المحدد في 29 من أبريل المقبل. وتفصيلاً، قالت وسائل إعلام محلية، إن تظاهرات ومسيرات شعبية، جرت في أكثر من موقع برام الله وطولكرم وجنين ونابلس، تخللها رفع الأعلام الفلسطينية، وترديد هتافات منددة بسياسة الاستيطان الإسرائيلية. وتطورت المسيرة التي شهدتها طولكرم إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية، لدى وصول المتظاهرين إلى حاجز نتانيا غرب المدينة، استخدمت خلالها القوات الإسرائيلية الأعيرة المعدنية والقنابل المسيلة للدموع، ما تسبب في إصابة 15 متظاهراً بحالات اختناق. وذكر شهود أن الشبان رشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة، فيما شوهدت عناصر أمنية فلسطينية تتدخل لمحاولة منع المسيرة من التقدم تجاه الحاجز الإسرائيلي ومسرح المواجهات. وفي قطاع غزة، نظمت الفصائل الوطنية والإسلامية مهرجاناً خطابياً شمال القطاع، حمل المشاركون فيه لافتات وشعارات تؤكد «عدم التنازل والتفريط في الأرض»، و«التمسك بالأرض الفلسطينية». وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبوزهري: «في يوم الأرض نؤكد حق الفلسطينيين الكامل بالتراب والأرض الفلسطينية، وأنه لا مكان للاحتلال على أرضنا». وأضاف «سنعمل جاهدين برفقة كل الشرفاء من أبناء شعبنا والأمة العربية والإسلامية على تطهير الأرض من دنس الاحتلال وطرده إلى البلدان التي جاء منها». ووزع مئات النشطاء في البلدات العربية داخل إسرائيل مناشير تدعو إلى الإضراب العام رداً على «الهجمة الإسرائيلية على الأراضي العربية في النقب، وهدم القرى غير المعترف بها، وإقرار قوانين عنصرية». وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قد أصدرت بياناً دعت فيه إلى «أوسع وحدة وطنية في هذا اليوم عبر الالتزام بالإضراب العام الذي يشمل السلطات المحلية والمدارس والمؤسسات التعليمية العربية، والمشاركة الفاعِلة في جميع فعالِياتها ونشاطاتها، بعيداً عن الخِلافات والاختلافات، في مواجهة المخاطِر الجماعية التي لا تستثني أحداً، من دون رفع الأعلام الحزبية أو الهتافات الفئوية، ورفع الأعلام الفلسطينية فقط». وناشدت اللجنة جميع الأحزاب والحركات السياسية، والسلطات المحلية والهيئات الشعبية، تحمل مسؤولياتها والقِيام بدورها وواجبها، في تنظيم الفعاليات والنشاطات التعبوية، المحلية منها والقطرية، لإنجاح الإضراب العام. ويحيي فلسطينيو 1948 (عرب إسرائيل) في 30 مارس من كل عام، ذكرى «يوم الأرض»، التي سقط خلالها ستة فلسطينيين أثناء تظاهرة ضد مخطط إسرائيلي لمصادرة أراضٍ في منطقة الجليل في عام 1976. يأتي ذلك في وقت أعلن نتنياهو أن مصير مفاوضات السلام سيتضح خلال أيام، حيث تناقلت وسائل الإعلام الاسرائيلية تصريحات نتنياهو، التي تأتي بينما يسعى المسؤولون الاميركيون إلى منع انهيار مفاوضات السلام الجارية بسبب خلاف حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وقال نتنياهو في لقاء مع وزراء من حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه قبيل الاجتماع الاسبوعي للحكومة: «قد تكون مسألة أيام فقط»، مشيراً إلى انه «إما ان يتم حل المسألة وإما تنفجر العملية. وفي أي حال لن يكون هناك أي اتفاق من دون ان تعرف إسرائيل بوضوح ما الذي ستحصل عليه في المقابل»، وأضاف «وفي حال وجود اتفاق، فسيتم طرحه على مجلس الوزراء للموافقة عليه». وانتقد قيام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بتبني سلسلة قرارات تدين إسرائيل، مشيراً إلى أن هنالك سلسلة خروقات لحقوق الانسان في أماكن اخرى من الشرق الأوسط. وقال نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته: «دان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة إسرائيل خمس مرات خلال نهاية الاسبوع، بينما تستمر المجازر في سورية، ويتم شنق الأبرياء في الشرق الأوسط والتنكيل بحقوق الانسان». من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد اشتية، لإذاعة صوت فلسطين إن مصير المفاوضات سيقرره القادة الفلسطينيون في اجتماع يعقدونه اليوم، لافتاً إلى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمهل الاسرائيليين حتى يوم غد للرد. وأعلن الفلسطينيون، الجمعة الماضية، ان اسرائيل أبلغتهم رفضها اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين واكدوا انهم سيستأنفون مساعيهم للانضمام إلى المنظمات الدولية، ما يزيد من صعوبة المساعي التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وكانت إسرائيل وافقت لدى استئناف المفاوضات في يوليو 2013 على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاقات أوسلو للسلام في 1993، وذلك على أربع دفعات خلال تسعة أشهر مع تقدم محادثات السلام. وأفرجت إسرائيل حتى الآن عن 78 أسيراً على ثلاث دفعات. لكن حكومة نتنياهو هددت بإلغاء الافراج عن الدفعة الرابعة، نظراً لتردي المناخ بين الطرفين مع اقتراب انتهاء مهلة المفاوضات في 29 أبريل. واعتبر اشتية أن إسرائيل تحاول جعل الفلسطينيين يدفعون ثمناً اضافياً للإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى عبر ممارسة مزيد من «الابتزاز» في موضوع المفاوضات. وقال وزير الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع، أول من أمس، إن هناك اتصالات مكثفة تجري لتجاوز هذه الأزمة. وأوضح أن الولاياتالمتحدة تجري اتصالات مكثفة للخروج من «أزمة الأسرى» خلال الساعات القليلة المقبلة. من جهته، اتهم مسؤول في الحكومة الاسرائيلية الفلسطينيين ب«خلق صعوبات»، فيما نفت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية، جنيفر بساكي، توقف المفاوضات، مؤكدة أن الدبلوماسية الأميركية «تواصل العمل بشكل كثيف مع الجانبين». الامارات اليوم