GMT 0:00 2014 الثلائاء 1 أبريل GMT 23:57 2014 الإثنين 31 مارس :آخر تحديث اردوغان يهدد 'الخونة' بعد الفوز بأنهم سيدفعون الثمن من وائل عصام واسماعيل جمال: استقرت نتائج الانتخابات التركية شبه النهائية على فوز كبير لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بنسبة 45.6′ بعد فرز 98′ من أصوات الناخبين، مع استمرار سيطرته على كبرى المدن التركية باستثناء مدينة ازمير الساحلية معقل المعارضة. وحصل حزب العدالة والتنمية على 38′ من اصوات الناخبين في الانتخابات المحلية السابقة عام 2009. والنتائج العامة والتفصيلية للانتخابات حملت معها رسائل هامة للداخل والخارج، وبدأت تعطي صورة أوضح لشكل المرحلة المقبلة في تركيا، بعد اشهر من الاضطرابات السياسية الداخلية وصلت حد التنصت وتسريب محضر اجتماع أمني سري ضم كبار قادة الدولة السياسيين والأمنيين. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الاثنين فوزه في الانتخابات المحلية التي أجريت الأحد وتحولت إلى استفتاء على حكمه، وقال إنه ‘سيدخل عرين' الأعداء الذين اتهموه بالفساد وسربوا أسرار الدولة، وتوعدهم بأنهم ‘سيدفعون الثمن'. وألقى اردوغان الذي يواجه أكبر تحد لحكمه المستمر منذ 12 عاما خطاب الفوز من إحدى شرفات مقر حزب العدالة والتنمية أمام آلاف من أنصاره بعد حملة انتخابية مريرة وصف خلالها معارضيه ‘بالخونة' وقال انهم شكلوا ‘تحالفا للشر'. وهيمن على الحملة الانتخابية صراع على السلطة بين اردوغان وفتح الله كولن، وهو رجل دين مسلم كان حليفا له ويقيم في ولاية بنسلفانيا في الولاياتالمتحدة يتهمه رئيس الوزراء بشن حملة تشويه ضده مستخدما شبكة من أنصاره في الشرطة لتلفيق قضية فساد له. وقال أمام الحشد ‘لن نستسلم أبدا لبنسلفانيا وذيولها في تركيا'. وقال في تحد ‘من الغد قد يفر البعض. فر بعضهم بالفعل. أنا شخصيا رفعت دعاوى قضائية على بعضهم' .وأضاف اردوغان في خطابه ‘سندخل عرينهم..سيدفعون الثمن ويساءلون". وقال اردوغان أمام الحشد ‘كيف لهم ان يهددوا الأمن القومي؟'. واشارت النتائج شبه النهائية لانتخابات البلديات المحلية في تركيا الى ان حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان فشل في الفوز بمحافظة انطاكيا (هاتاي) الحدودية الهامة مع سوريا في خسارة هي الاولى له منذ اكثر من عشر سنوات. بينما تشير النتائج الى ان اردوغان يحقق خرقا هاما بتفوقه في محافظة انطاليا والتي تتركز فيها نسبة كبيرة من العلويبن الاتراك ، وتعرف انطاليا بانها احدى قواعد حزب الشعب الجمهوري اضافة الى ازمير. ورغم ان العلويين الاتراك والعرب يتفقون في ولائهم لحزب الشعب الاتاتوركي CHP، الا ان العلويين العرب في انطاكيا اكثر تشددا في رفض حزب اردوغان (ذي المرجعية الاسلامية) واكثر قربا من النظام السوري الذي يعلنون صراحة تأييدهم له. وتمكن حزب الشعب الجمهوري الاتاتوركي (CHP) من تحقيق المركز الاول بفضل اصوات العلويين العرب الذين يشكلون نحو 40′ من سكان المحافظة في ضربة لجهود اردوغان في مواصلة السيطرة على المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي البالغ الاهمية امنيا ولوجستيا، حيث تقع على الحدود السورية وتتحكم في منفذين حدوديين مع سوريا التي تشهد حربا اهلية كاد شررها ان يشعل من جديد التوترات الطائفية بين السنة والعلويين في انطاكيا، خاصة وان المدينة شهدت اقتتالا اهليا في الثمانينات ذهب بمئات الضحايا قبل تدخل الجيش التركي. ونجح حزب العدالة في الفوز ببلدية انطاليا المدينة التي يسكنها خليط من السنة والعلويين لكنه فشل حسب النتائج غير النهائية في الحفاظ على سيطرته على المحافظة. ويرجع تفوق حزب الشعب لتوحد كامل الكتلة الانتخابية للعلويين في التصويت له، بينما تفرقت اصوات السنة بين حزبي العدالة والحزب القومي. ولا تعجب هذه النتائج الحاج بدري الذي يعمل سائق اجرة في انطاكيا وينتمي لبلدة حجي باشا التي تقع تماما على خط الحدود السورية وتعتبر معقلا لانصار اردوغان ويقول غاضبا ‘لقد خاننا بعض السنة في التونوز والريحانية وصوتوا للحزب القومي، هكذا خسرنا بتفرقنا، انظر للعلويين لم يعطوا لاي حزب سوى حزب اتاتورك'. ويعتبر العلويون اتاتورك مخلصا لهم من ‘ظلم العثمانيين' اذ وقعت مجزرة لعلويي انطاكيا في عهد السلطان سليم الاول راح ضحيتها الالاف من ابناء الطائفة التي كانت علاقتها متوترة اصلا مع محيطها السني خلال عهد ‘الخلافات الاسلامية' التي سيطر عليها السنة لقرون، ولجأت للعيش في الجبال لتوفير الحماية من الهجمات ، لتتكون فيما تعرف ب'جبال العلويين' ويمكن ملاحظة دور الانتماءات الطائفية في توجيه اصوات الناخبين في انطاكيا اذا نظرنا الى نتائج البلدات ذات اللون الواحد ، كما نلاحظ التأييد الذي يتمتع به حزب الشعب الاتاتوركي في صفوف علويي انطاكيا عند ملاحظة النتائج في البلدات ذات الاغلبية الساحقة من العلويين مثل سمندغ (السويدية) وارسوز، اذ يظهر حصول حزب الشعب على نسب اغلبية ساحقة وعدم حصول حزب اردوغان والحزب القومي الا على نسبة ضئيلة جدا ، بينما اذا نظرنا الى نتائج البلدات ذات الاغلبية الكبيرة من السنة (الريحانية والتونوز) نجد ان الاصوات ذهبت لحزب العدالة وللحزب القومي MHP ، بينما حزب الشعب الجمهوري CHP لم يحصل على اصوات تذكر. والحديث لاشخاص مثل الحاج بدري يظهر مدى الاحتقان المذهبي الذي يسود في انطاكيا خصوصا بعد ازمة سوريا ، حيث اظهر علوييوا انطاكيا تأييدا كبيرا وعلنيا لابن طائفتهم الرئيس الاسد ، وخرجوا في عشرات التظاهرات رافعين صور الاسد الى جانب الامام علي في تحدي كبير للسكان السنة ، واثار تساؤلات حول ‘الانتماء' ‘ والولاء' للجمهورية التركية. ولعل النازحين السوريين سيكونون اكثر المتضررين من فوز حزب الشعب الجمهوري ، فجمهوره من العلويين يناصبونهم العداء وقاموا بعدة مظاهرات لطردهم من انطاكيا ، ووقعت عدة اعتداءات على اللاجئين السوريين اثارت حالة من التوتر ، ما دفع بالحكومة التركية الى اقرار قانون يقضي بإخراج اللاجئين السوريين من انطاكيا استجابة لما وصفها البيان الحكومي حينئذ ب ‘التوترات المحلية'، ولكن القرار لم ينفذ عمليا لتعاطف الكثير من مناطق انطاكيا ذات الاغلبية السنية كالريحانية مع النازحين السوريين. كما تورط ثلاث ضباط علويين في الجيش التركي في حادثة اختطاف قائد الجيش الحر الهرموش وتسليمه لدمشق بعد استدراجه في انطاكيا ، قامت الحكومة التركية باعتقال معظمهم وهرب الباقون لينضموا لقوات تحرير الاسكندرون في اللاذقية والتي يتزعمها معراج اورال المعروف بعلي كيالي وهو من سمندغ واشتهر باعترافه علنا بتنفيذ مجزرة البيضا وبانياس وقوله ( يجب تطهير بانياس من السنة). وقد وجه اردوغان انتقادات حادة لحزب الشعب الاتاتوركي لتأييده نظام الاسد ، كما لمز اكثر من مرة لناحية رئيس حزب ال CHP كونه علويا. واتهمت حكومة اردوغان اعضاء في منظمة تحرير الاسكندرون التي يتزعمها علي كيالي ( معراج اورال) بالوقوف وراء تفجيرات الريحانية قبل عام والتي اودت بحياة اكثر خمسين تركيا ، واعتقلت قوات الامن التركية ثلاثة متهمين قالت انهم متورطون بالتفجيرات من بلدة سمندغ ( السويدية) وهي احد معاقل العلويين في محافظة انطاكيا ، ويرجع البعض نسب الرئيس الاسد الى هذه البلدة خاصة وان سكانها يحتفون بمنزل يقال انه لجد حافظ الاسد قبل ان يهاجر لجبال العلويين في اللاذقية. ايلاف