دبي - محمد إبراهيم: في ظل مفاهيم تنافسية جديدة، غادر أمس الفريق الطلابي الإماراتي، ليمثل الدولة في أولمبياد الرياضيات الثالث لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي تنطلق فعالياته غداً في عمان ويستمر حتى 26 من الشهر الجاري، ويستهدف طلاب المرحلة الثانوية بمختلف الدول الخليجية، بهدف خلق جيل مبدع قادر على امتلاك مهارات متعددة في الرياضيات، وتعزيز حالة التنافس الإيجابي بين الطلبة، واكتشاف المبدعين منهم واستثمار قدراتهم بشكل يُمكنهم من احتلال مقاعد رئيسية في صفوف علماء المستقبل . "الخليج" التقت وفد الدولة المشارك في الأولمبياد، خلال معسكره المغلق بأكاديمية اتصالات في دبي، واستمر لمدة أسبوع، وضم 6 من الطلبة المتميزين في الرياضيات، منهم 3 طالبات من منطقة الشارقة التعليمية، و2 من تعليمية رأس الخيمة التعليمية، وطالبة من الفجيرة، ليؤكدون جاهزيتهم لخوض سباق الأولمبياد بنجاح، واعدين بحصاد الميداليات الذهبية، حبا لوطنهم وتقديرا لحجم المسؤولية التي يحملونها، معتبرين هذا التمثيل شرفاً يستحق منهم الجهد والصبر والمثابرة لتحقيق الفوز . اختلاف جذري في مطلع حديثها مع "الخليج" قالت شريفة موسى مدير إدارة الأنشطة والمسابقات بوزارة التربية والتعليم، إن الاختبارات تركز على التميّز في مادة الرياضيات وليس على التفوق الدراسي، فمن الممكن أن يكون الطالب متفوقاً دراسياً ولا يحقق نتيجة في الأولمبياد، حيث إن الاختبارات في الأولمبياد مختلفة جذرياً عن الاختبارات المدرسية النظامية، من حيث طريقة تناولها وأسلوب تصحيحها، مشيرة إلى أن الأولمبياد يعتمد في انتقائه للمشاركة على المعايير العالمية، ولا ترتبط نتائجه بالنسبة للطلبة الفائزين بأوضاعهم الدراسية داخل مدارسهم، أي أن النجاح من عدمه لا يؤثر في تقييم الطالب دراسياً . وأضافت شريفة موسى أن الأولمبياد يهدف إلى تحفيز الطلبة وتشجيعهم على التفكير العلمي السليم وحل كثير من المشكلات وخلق فرص التنافس في الميدان التربوي والتعليمي من خلال ممارسة الأنشطة بمختلف أنواعها . تجربة مفيدة ووفقاً للائحة قال مبارك على الحمادي: المنسق العام للوفد رئيس قسم التنافسية بإدارة الأنشطة الطلابية والمسابقات العلمية بوزارة التربية والتعليم، يعد الاولمبياد تجربة مفيدة ليس للطلاب المشاركين فقط ولكن للميدان التربوي بكامل عناصره، وتم تحديد 4 معايير للمشاركة تتلخص في أن يحمل الطالب الجنسية الإماراتية، وأن يكون منتظماً في إحدى المدارس الحكومية أو الخاصة، وألا يزيد عمره على 19 عاماً وستة أشهر عند المشاركة، وأن يتمتع بالإتقان والدافعية للمشاركة . وأوضح أن مشاركة الدولة في الأولمبياد العالمية تتطلب تشكيل طاقم متخصص في تدريب الطلبة المشاركين، ولابد أن يكونوا مطلعين على نماذج أسئلة الامتحانات العالمية، وأن يتوسع الاهتمام بالطلبة الموهوبين وفائقي الذكاء . الإثراء الرأسي أولمبياد الرياضيات يركز على جانب الإثراء الرأسي في المادة وتتناول أربعة محاور رئيسية تتمثل في "نظرية العدد - الجبر - الهندسة - التركيبات" وتتعلق جميعها بالتفكير الرياضي وطرق البرهان، هكذا أوضحت خولة الحوسني، رئيس اللجنة العلمية مشرف عام التدريب ماهية اختبارات الاولمبياد، والحاجة إلى موضوعات تنمي التفكير الرياضي، مثل موضوعات الهندسة التي تتضمن نظريات المثلث والدائرة والهندسة الفراغية، لما تلعبه من دور كبير في تنمية التفكير المنطقي والاستدلال . وأشارت الحوسني، إلى أن الفريق الإماراتي حقق نتائج جيدة نسبياً خلال معسكر التدريب، واستطاع استيعاب الدروس العالمية في الرياضيات، وأدراك استراتيجيات حل المسائل والمعادلات بطرق متعددة ومهارة فائقة، وركز التدريب على الطرق التفاعلية للتعامل مع الأسئلة، حيث تم إعطاء الطلبة معلومات أعلى من مستواهم العلمي، للعمل على رفع هذا المستوى . الفرق المنافسة وتحدث سالم النعيمي مدرب موجه رياضيات بمنطقة الشارقة التعليمية قائلاً إن مسابقة الأولمبياد ليست بجديدة على الطلبة حيث سبق لهم المشاركة في 3 دورات سابقة، مضيفاً أن فرق السعودية هي أقوى الفرق المنافسة في الاولمبياد، لما لديهم من برامج تدريب متخصصة لتأهيل المتفوقين بكل المواد، فهناك ضرورة ملحة لتبني فكرة إنشاء مراكز متخصصة لرعاية المتفوقين . وأكد معلم الرياضيات بمنطقة الفجيرة التعليمية عبد الله العبدولي، أن البرنامج التدريبي للطلبة اشتمل على الاعتماد على التعليم الذاتي، والتدريب داخل المعسكر بمعاونة المدربين، وخطة التدريب استهدفت الأسئلة الرياضية ذات المستوى العالمي، لتأهيل الطلاب على آلية حل المسائل بطرق ووسائل مختلفة، ومراعاة عامل الوقت والتركيز . وكشفت بشرى إسماعيل خميس معلمة رياضيات بمنطقة الفجيرة التعليمية، أن الإمارات مهدت كل السبل التي من شأنها رفع المستوى الفكري والعلمي للطلبة، في مراحل التعليم المختلفة من أجل احداث التطور المنشود في مدارسها وجامعاتها، واضعة من النظم والآليات ما يكفل إنتاج العقول المبدعة، وهنأت الفريق الإماراتي بتفوقه وتأهله إلى الأولمبياد متمنية لهم التوفيق وتحقيق الفوز . لحظات صعبة كما التقت "الخليج" طلبة الفريق الإماراتي داخل المعسكر حيث قالت الطالبة خلود المزروعي من مدرسة عائشة بنت عثمان بالشارقة، إننا نمر بلحظات صعبة لما نحمله من مسؤولية في تمثيل وطننا في الأولمبياد، لكن لدينا العزيمة على تحقيق النجاح والتميز لنكون وجهه مشرفة لبلدنا، فقد تجاوزونا كل الصعاب وبالصبر استطعنا حل رموز الرياضيات، وأتقنا أسرار المعادلات، وبالإصرار والمثابرة نواصل المشوار . "حصلت على الميدالية البرونزية في أولمبياد العام الماضي، واطمح إلى الفوز بذهبية السباق الحالي"، بهذه الكلمات بدأ الطالب راشد المقدحي: بمدرسة رأس الخيمة الثانوية حديثه، مضيفاً لقد اكتملت جاهزيتنا للأولمبياد، وتلقينا تدريباً قوياً على كيفية التعامل مع مسائل الرياضيات بطرق متعددة وبسرعة فائقة، ولم يتبق أمامنا سوى حصاد الميداليات الذهبية . تقليص الأخطاء من جانبها قالت نورة سيف المزروعي، من مدرسة مزون للتعليم الأساسي والفني برأس الخيمة، إن مشاركتنا في الأولمبياد جاءت من نابع رغبتنا في تحقيق الفوز لوطننا، وحبنا لمادة الرياضيات، ما جعلنا متميزين في التغلب على المسائل ذات المستوى المميز . وأضافت خضعنا لبرنامج تدريبي متخصص على يد مدربين متمرسين استطاعوا تقليص أخطائنا وزرعوا في نفوسنا الثقة والعزيمة على بذل المزيد من الجهد والتركيز لتحقيق فوز ساحق على منافسينا، والآن لا نبالي بالفرق الأخرى . بينما ترى الطالبة فاطمة الحمودي بمدرسة مريح للتعليم الثانوي بالفجيرة، أن تجربة المشاركة في الأولمبياد رائعة ومفيدة، تعلمت منها الكثير حيث تعرفت إلى مستوى الامتحانات الدولية المتقدمة من خلال المحاضرات التي تلقيناها خلال المعسكر، فعلينا أن نتمرن ونحل الكثير من المسائل لنكون أكثر استعداداً، ونحن على وعد بتحقيق أفضل المراكز لنهديه إلى وطننا الغالي الإمارات . لغة العلم وأكدت شيخة عبد الله بمدرسة فاطمة الزهراء التابعة لمنطقة الشارقة التعليمية، أن الرياضيات هي لغة العلم في عصر المعرفة، حيث تبرز مواهبنا وطاقاتنا الكامنة، وتخلق التنافس الإيجابي بيننا، وصقل موهبتنا وتطور مهاراتنا، وتشجع المتفوقين وتنمي قدراتهم العلمية، جميعها أسباب جعلتنا نتميز في الرياضيات ودفعتنا للمشاركة في الاولمبياد بدافعية وإصرار، وزرعت فينا الثقة والعزم على المنافسة لتحقيق المراكز الأولى والفوز بالذهبيات . درجة الاستيعاب ومن جهتها قالت ندى المزروعي، مدرسة عائشة بنت عثمان بالشارقة، إن أسئلة امتحان اولمبياد الرياضيات تأتي مغايرة تماما لأسئلة المناهج المدرسية، ومعظمها يعتمد على درجة استيعاب الطالب ومهاراته في حل الأسئلة لذلك فهي تحتاج إلى تدريب أكثر حيث نرى طلبة بعض الدول يتدربون طوال العام الدراسي استعدادا لمثل هذا الاولمبياد، لذلك تلقينا تدريبا جيدا مثمرا اسهم كثيرا في ثبات الثقة بنفوسنا وسيادة الاستقرار النفسي والذهني . 36 طالباً يمثلون 6 دول تأهل 36 طالباً من المرحلة الثانوية لمسابقة أولمبياد الرياضيات الثالث في عمان، على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي الممثلة في "الإمارات - البحرين - عمان - قطر- السعودية - الكويت"، وأعلن مصدر مسؤول في الأولمبياد في تصريح خاص ل "الخليج" أن جميع الدول الأعضاء أعلنت عن مشاركتها وأكدت موعد وصولها بداية من اليوم . ضوابط وأحكام وفقاً لضوابط وأحكام الاختبار في الاولمبياد، لا يسمح للطلبة المشاركين، باستخدام الآلة الحاسبة والهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب، وجميع الأدوات الهندسية فيما عدا المنقلة، وضمت ضوابط إعداد الأسئلة، أهمها أن تكون ذات مستوى رفيع يقيس المهارات العليا للطلبة ويتناسب مع المستوى العلمي للأولمبياد وتكون من النوع الذي يتطلب حلاً تفصيلياً "مقاليا" لا تعتمد على الاختيارات المتعددة، وتكون اللغة العربية هى لغة الورقة الامتحانية ويجوز إدراج الرموز والمصطلحات العلمية الأجنبية المستخدمة دولياً . توزيع الدرجات بحسب ضوابط الأولمبياد، يتم توزع درجات الامتحان على خطوات الحل ويجري الاختبار في يوم واحد ومدته أربع ساعات ونصف تخصص النصف ساعة الأولى في بداية الاختبار للرد على استفسارات الطلبة المكتوبة، وتشتمل الورقة الامتحانية على أربعة أسئلة وفقاً للمحاور المحددة ويخصص لكل سؤال 10 درجات وعليه تكون الدرجة القصوى للاختبار 40 درجة، وتتكون لجنة التحكيم من رؤساء الوفود المشاركة، ومراقبين دوليين أحدهما من المملكة المتحدة والآخر من المملكة الأردنية الهاشمية . الخليج الامارتية