اللهجة الاماراتية يعتبرها البعض متفردة بمفردات خاصة بمجتمعها، يتداولها الناس بكل بساطة وعفوية، بينما يرى البعض الاخر ان اللهجة قد فقدت الكثير من بريقها، وطغت عليها مفردات وجمل غريبة عنها، كما يقال ان التميز في اللهجة جاء بسبب التقاء الاماراتيين من الغرب والجنوب، الذين وفدوا من الحجاز ومن نجد ومن الاحساء، فتشكل هذا التميز، واوجد المفردات التي أصبحت تمثل اللهجة الاساسية للمجتمع الاماراتي، مع الفارق في بعض المفردات بحسب البيئة والمكان، الذي يختلف فيه المجتمع البدوي عن المجتمع المدني. ولا شك في أن هذا التمازج في أصول السكان، انعكس على مفردات اللغة وأضاف لها وغير عليها، ونظرا لوقوع الدولة منذ القدم في ممرات التجارة، وايضا منذ شهدت الطفرة الشاملة في كافة مجالات الحياة، فقد تميزت بكثرة الوافدين إليها من مختلف بلاد العالم، وتمازجهم مع السكان الإماراتيين، مما أدى إلى الكثير من المزج والتغيير في مناحٍ متنوعة من الحياة، وكان تأثر اللهجة الإماراتية من أوضح التغييرات، إذ اكتسب السكان الأصليون كلمات عديدة من السكان الوافدين، واستعملوها في حياتهم اليومية مع تغيير بسيط في طريقة نطق الكلمة عن لغتها الأصلية، وهنا يستعرض الباحثان في تراث الامارات سالم سيف الجابري وعبد العزيز المسلم، المؤثرات في اللهجة الاماراتية. دمج اللهجات يقول عبدالعزيز المسلَّم، الباحث في التراث الشعبي الإماراتي، ومدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة: عندما نتحدث عن اللهجة هنا، فنحن لا نتحدث عنها إلا بوصفها ابنة اللغة الأم، فاللهجة تتميز بميزاتها، وتتصف بصفاتها، وتتشكل بشكلها، ولكنها لا ترقى إلى الأصل بل هي أدنى منه، وأوائل الإماراتيين وفدوا إلى المِنْطقة من جهتين رئيسيتين هما الغرب والجنوب، فمن الغرب جاءت ثلاثُ مجموعات هي الحجازيون (نسبةً إلى الحجاز)، والنجادي (نسبةً إلى نجد)، والحساويون (نسبةً إلى الإحساء) ، ولكلِ مجموعة لهجتها الخاصة، ومن الشرق جاءت مجموعة العمانيين بلهجتها الزاخرة بمفردات وتراكيب اللهجة الحميرية، ولكي نعرف الخصائص الصوتية للهجة الإماراتية. حيث توجد الحروف العربية التي يلحقها قلب (أي تغيير في النطق)، في لسان البدو والحضر وأهل الساحل الشرقي في الدولة، وهذه الحروف هي: (الألف، الثاء، الجيم، الذال، الراء، السين، الشين، الصاد، العين، الفاء، القاف، الكاف، النون والهاء)، وتأتي على النحو التالي، حرف الألف، ينطَق كما هو مع إهمال الهمزة، كما في قولهم: "رأى، وعيشه" بدلاً من (رأى، وعائشة)، وحرف (فاء)، كما في قولهم "فريد، وفَلْج" بدلاً عن (ثريد، وثَلْج)، وحرف الجيم، وغالباً ما ينْطَق (ياءً)، كما في قولهم "دِياي، ويميل، وحَيَر" بدلاً عن (دِجاج، وجميل، وحَجَر)، بينما حرف الذال، ينْطَق أحياناً (ظاءً)، كما في قولهم: "اظكره" بدلاً عن (أذكره)، وحرف اللام، البعض ينطقه (لاماً)، كما في قولهم "لادار، كلوزر" بدلاً عن (رادار، كروزر) والمفردتان واردتان من الإنجليزية، وهكذا الى ان نأتي الى بقية الاحرف، وهنا من الصعب ذكرها جميعا. أسباب ومؤثرات ويقول سالم سيف الجابري من جمعية عجمان للتراث: لخص باحثون في المجتمع الاماراتي وتراثه، ان من الاسباب التي اثرت على اللهجة، استخدام أكثر من لغة في الحياة اليومية كالإنجليزية والأوردو، للتفاهم مع العمالة الوافدة والأجانب، وكذلك الزواج من أجنبيات، واختلاط الخدم في البيوت مع الأطفال والشباب، لكن السبب الرئيسي يكمن في التباعد الثقافي والفكري بين جيل الشباب من جهة، والأجداد والآباء الأولين من جهة اخرى، الامر الذي اثر على اللهجة الاماراتية، اما التأثيرات التي طرأت عليها، دخول مفردات غريبة على المجتمع الاماراتي، وطغت على اللهجة المحلية، اتت من الفارسية، والبلوشية، والأوردية، ومن هذه الامثلة (موتر) وتعني سيارة والكلمة أصلها انجليزية شبه محورة ، و(زولية) وتعني سجادة ، وكلمة (جولية) هندية تحورت من الجيم الأصلية إلى زاي، و الياء شددت، و(جوتي) حذاء باللهجة الهندية (جوتاه) حورت محليا، وكذلك (بيزات) بمعنى النقود، و(بيساه)هندية حورت محليا، و(خردة) ايضا نعني نقود معدنية و(خردة) كلمة فارسية منقولة، و(خاشوكة) ملعقة و(خاشوق) كلمة فارسية شبه محورة. التراث الشعبي يقول عبد العزيز المسلم مثَلت الإمارات البوتقة التي انصهرت فيها لهجات المجموعات الوافدة اليها، ومن ذلك كّه، وعبر سلسلة طويلة ومعقدة من عمليات النحت والتحوير والقلب والابدال والاختصار والدمج، نتجت اللهجة الإماراتية التي نتعامل بها اليوم، ولقد سنحت الفرصة لي لقيادة العديد من فرَق الجمع الميداني للتراث الشعبي في الإمارات، واطّلعت على ما يعقب عمليات الجمع من تشويه، للمادة الجميلة التي جمعت وذلك أثناء التدوين نتيجة جهل الجامعين الشباب باللهجة الشعبية. هذا المحتوى من الاماراتيةللاخبار العاجلة