رسموا كل شيء فانتعش فن الجرافيتي وطوروا أداءهم وأدواتهم ورسموا علي الكتل الأسمنتية حتي أظهرت ماخلفها من مناظر تحجبها, ومع انتخاب رئيس الجمهورية واستقرار الأوضاع السياسية إلي حد كبير بدأ المسئولون في محافظة القاهرة توجيه رجال النظافة لطلاء الجدران باللون الأبيض فعاد الشباب ليرسموا فوق الدهان الجديد وكأنهم يقلبون صفحات كتاب أو جريدة تتحدث باسمهم وتعبر عنهم.. وهكذا وجد فن الجرافيتي وظيفة ترتبط بالأحداث وليس بهدف جمالي او تعبيري.. صحيح أن هناك أعمالا غلب عليها طابع التشويه والعشوائية وافتقدت للجمال, بل ان بعض العبارات والرسوم افتقدت للذوق العام, وخرجت عن سياق المجتمع وآدابه, وكانت بمثابة نقطة سوداء في لوحة بديعة وربما كان التشويه متعمدا للانتقاص من قيمة الثورة والتقليل من شأن الثائرين..لكن هذا يدفعنا الي تساؤل مهم: كيف نحافظ علي إبداعات الجرافيتي ونخلصها من التشويه الذي لحق بها؟ إننا نقترح تشكيل لجنة علي أعلي مستوي من أساتذة الفنون المتخصصين في فن الجرافيتي, وفي مقدمتهم د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية وأستاذ الجرافيتي لمتابعة الأعمال المرسومة علي الجدران خاصة في العاصمة وتحديد ما يجب ان يبقي وما يجب إزالته, وأن تكون قرارات اللجنة ملزمة للمحافظين, وأعتقد ان مايقرره أعضاء اللجنة سيتقبله الذين رسموا وعبروا عن الثورة, لكن المشكلة التي اتوقع حدوثها هي: أن الذين رسموا التشويه والعبارات المسيئة سيعيدون الكرة.. ولابد هنا من إصدار تشريع يمنع هذا التشويه ويعاقب المخالفين ويوقفهم عند حدهم..