"بما أن الأساس الذي تقوم عليه حكومتنا هو رأى الشعب؛ فإن الهدف الأول يجب أن يكون صيانة هذا الحق، ولو أنني خيرت بين أن تكون لدينا حكومة بدون صحف، أو صحف بدون حكومة، لما ترددت لحظة في تفضيل الخيار الأخير". هكذا قال الرئيس الثالث للولايات المتحدة، توماس جيفرسون، من أكثر من مائتي عام تقريباً عن حرية الصحافة. ولكن من الواضح أن شمس الحرية، لم تشرق في سماء مصر حتى الآن، وأن الصحافة المصرية القومية لازالت تتصارع مع مرض "السلطة" الذي يسيطر عليها، وتلك هى النتيجة المؤكدة التي ستخرج بها إذا قارنت موقف الصحافة القومية، من المشهد السياسي على مر الأنظمة المختلفة التي شهدتها مصر. وطالما نحن بصدد عملية الاستفتاء على الدستور، فإننا سنعيد سوياً قراءة عناوين جريدة "الأهرام" - كنموذج للصحف القومية - في ثلاثة استفتاءات، خلال أنظمة حكم مختلفة. ففي 26 مارس 2007، قام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالدعوة إلى الاستفتاء على 34 مادة من مواد الدستور المصري، أى ما يقارب سدس النصوص الدستورية في دستور 1971، وكانت جريدة الأهرام وقتها تحت قيادة، الأستاذ صلاح الغمري، رئيس مجلس إدارة، والأستاذ أسامة سرايا، رئيس تحرير. وجاءت العناوين الرئيسية للجريدة: 25 مارس 2007: مبارك يؤكد أن التعديلات الدستورية تمثل رؤية شاملة تتوخي المصالح العليا للوطن الرئيس أمام لقاء شعبي في أسيوط: الكلمة الأخيرة للشعب في الاستفتاء غدا بعد حوار استمر 20 شهرا داخل البرلمان وخارجه: التعديلات توسع مشاركة الأحزاب في الانتخابات التشريعية وتدعم أداء رئيس الجمهورية والحكومة. طلبت من الحكومة الإعلان الأسبوع المقبل عن حزمة الحوافز الجديدة لجذب الاستثمارات للصعيد. 26 مارس 2007: الرئيس مبارك في خطاب للأمة من أسيوط: الكلمة الأولي والأخيرة للشعب في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية غدا سنواصل المسيرة ولن نحيد عن الطريق بإرادة صلبة وعزم لا يلين. 35 مليون مواطن يتوجهون للاقتراع غدا تأييد خطاب مبارك بأسيوط ودعوته المواطنين للمشاركة بإيجابية في الاستفتاء بعد نشر التعديلات الدستورية عليه: 15 مليون زائر لموقع هيئة الاستعلامات الإلكتروني شهرياً 27 مارس 2007: إقبال جماهيري فاق التوقعات في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية المواطنون يتجاهلون دعوات المعارضة بالمقاطعة وأعضاء من الوفد يشاركون في التصويت المؤشرات الأولية أعلي نسبة مشاركة في شمال سيناء والإسماعيلية والأقل في الدقهلية ودمياط ألف قاض تولوا الإشراف علي الاقتراع.. وإعلان النتيجة اليوم في مؤتمر صحفي شيخ الأزهر والبابا شنودة: المشاركة الإيجابية واجب ديني ووطني نظيف: الديمقراطية تعني المشاركة.. سواء بالموافقة أو الرفض التعديلات ستحقق نتائج اقتصادية تخدم المجتمع ملايين المواطنين شاركوا في الاستفتاء بعد توفير جميع التيسيرات لهم اللجنة العليا للانتخابات: عملية الاقتراع علي التعديلات الدستورية تمت بصورة ممتازة المقاطعة فشلت.. والمعارضة شاركت 28 مارس 2007: الرئيس في كلمة بمناسبة إعلان نتيجة الاستفتاء: مبارك: الشعب هو الفائز الحقيقي .. ومصر تبدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي نتيجة الاستفتاء جاءت تعبيرا عن تمسك المصريين بالمستقبل الديمقراطية لا تتحقق بالنصوص وحدها وإنما بتوسيع المشاركة السياسية اللجنة العليا للانتخابات: 75,9 % قالوا نعم للتعديلات الدستورية و 27,1 % نسبة المشاركة وفي 19 مارس 2011، دعا المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للاستفتاء على 11 مادة من دستور 1971 الذي تم تعليقه بعد تنحي الرئيس محمد حسني مبارك، وكانت جريدة الأهرام وقتها تحت قيادة، الدكتور عبد المنعم السعيد، رئيس مجلس إدارة، والأستاذ أسامة سرايا، رئيس تحرير. وجاءت العناوين الرئيسية للجريدة: 19 مارس 2011: عقب الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء موسى: يجب وقف إطلاق النار في ليبيا..وشرف يؤكد أهمية المشاركة .. الجمل: الإقبال يعكس ثقة المصريين الشعب قال نعم للمشاركة و لا للتزوير .. تنسيق غير معلن بين الإخوان و الوطني والأقباط شاركوا بكثافة أما في 15 ديسمبر 2012، فقد قرر الرئيس محمد مرسي طرح الدستور المصري الجديد للاستفتاء، وجريدة الأهرام تحت قيادة، الأستاذ ممدوح الولى، رئيس مجلس إدارة، والأستاذ عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير. جاءت العناوين الرئيسية للجريدة: 14 ديسمبر 2012: أبو العلا ماضي: الدستور الجديد لا يصنع ديكتاتوراً محسوب: الدستور جعل رئيس الوزراء "رأساً برأس مع رئيس الجمهورية" 15 ديسمبر 2012: الرئيس مرسي يتابع سير عملية الاستفتاء على الدستور .. ويدلى بصوته في مصر الجديدة طوابير الاستفتاء فاجأت العالم ملايين الناخبين احتشدوا ساعات طويلة أمام اللجان .. ومؤشرات تفوق ل «نعم» في 6 لجان بالدقهليةوأسيوط إقبال غير مسبوق من السيدات والأقباط علي التصويت بالإسكندرية فتحي السباعي للأهرام: المشاركة في الاستفتاء عمل إيجابي مرسي يدلي بصوته ويطمئن علي سير عملية الاقتراع محافظ القاهرة يلتزم بالطابور ولازالت الصحافة القومية تُستخدم كأبواق للأنظمة الحاكمة، وتوجيه المشهد السياسي في اتجاه واحد، بعد ثورة دفع فيها الشعب دماء؛ لينال حريته. فلتعمل الصحافة إذن تحت شعار: الأقنعة تتبدل .. والوجه واحد.