في مؤتمر صحفي مستقل بفيينا.. أكد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، محمد جواد ظريف، اننا سنواصل المفاوضات بكل قوة وصلابة، مثلما أكد قائد الثورة الاسلامية. فيينا (فارس) وافاد مراسل وكالة انباء فارس الموفد الى فيينا، بأن محمد جواد ظريف، وزير خارجية الجمهورية الاسلامية، عقد مؤتمرا صحفيا مستقلا بعد مؤتمره الصحفي المشترك مع كاثرين اشتون، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، عقب ختام الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بين ايران و5+1، أجاب خلاله على مختلف اسئلة المراسلين. وأشار ظريف الى اليوم الوطني للتقنية النووية وحيا ذكرى الشهداء النوويين في ايران، ووصف التقنية النووية بأنها ثمرة عظيمة لثقة الشعب وايمانه بذاته، مؤكدا ان الاهتمام بهذه الحقيقة بأن شعبنا وبلادنا قادرة على تحقيق التطور في اهم ميادين العلم والتقنية، هو اهم من اي موضوع خاص واكثر قيمة، ونحن نقدر ونثمن هذه الثمرة، ثمرة صمود واستقامة الشعب الايراني وعلمائنا وجهودهم وسعيهم. واضاف: نأمل ان تستمر المفاوضات التي بدأت، بكل قوة وصلابة مثلما أكد قائد الثورة، من أجل ان يثمر نيل جميع حقوق الشعب الايراني وإزالة العقبات والضغوط عن هذا الشعب في المستقبل المنظور، الامر الذي سيدخل السرور على جميع افراد الشعب، وهذا هو اهم اهدافنا من وراء سعينا. ولفت ظريف: اننا بلغنا وسط الطريق في المحادثات المرتبطة بالاتفاق الشامل. فخلال الاشهر السابقة طرحت جميع المواضيع التي يهتم بها الجانبان وتم تداول جميع وجهات النظر في هذه المجالات، وتم الاهتمام من قبل زملائنا والطرف المقابل بالمحادثات على مستوى الخبراء بشكل مفصل وجاد ودقيق. والآن ينهمك زملاؤنا على عقد اولى جلسات اللجنة المشتركة، حيث يتدارسون خلالها كيفية تنفيذ المرحلة الاولى من خطة عمل جنيف المشتركة. وتابع: ان العديد من المواضيع التي بحثت الى هذا اليوم، كانت مناسبة للجانبين من مختلف الجهات. وقد تمكن زملاؤنا من تقديم صورة واضحة وواقعية تماما عن البرنامج النووي السلمي الايراني، ونشعر ان العديد من حالات سوء الفهم والمخاوف قابلة للتسوية. وبالطبع مازالت المرحلة الصعبة امامنا. وأوضح ان تم اتخاذ القرار على البدء بشكل جاد ومشترك في مرحلة إعداد مسودة الاتفاق الشامل وتدوينها في الجولة القادمة التي ستعقد في 13 و14 مايو/ايار القادم. وبيّن: في مرحلة التدوين سنتفاهم حول إطار ما، ثم ندخل التفاصيل في الاطار، لنتمكن من المضي قدما في مختلف مراحل التوصل الى التفاهم، معربا عن امله بأن تساهم مرحلة التدوين في ايجاد الثقة، مثلما نشعر انه اتضحت العديد من نقاط الغموض حول البرنامج النووي الايراني خلال المباحثات بين الخبراء. ومضى ظريف قائلا: من الآن وخلال الاشهر الثلاثة القادمة، امامنا فرصة لتدوين المحصلة النهائية، ومن اجل تحري اقصى حد للدقة في هذه المرحلة، فقد شكلنا لجنة استشارية حقوقية من ابرز اساتذة القانون الدولي وخريجي القانون الدولي من الجامعات المعتبرة، وقد التحق عدد منهم في هذا الاجتماع، وستتحدد التركيبة النهائية لهذه اللجنة في طهران، وستتولى هذه اللجنة مسؤولية تقديم الاستشارات القانونية للفريق المفاوض، لكي ندخل المرحلة النهائية بشكل أقوى وأكثر دقة، معربا عن امله بتحقق النتيجة المرجوة من خلال التعاون والتعاضد والوحدة الوطنية وبدعاء المواطنين، لكي يرضى الشعب عنا. وردا على سؤال: هل ستمضي مرحلة التدوين بشكل جيد؟ وهل تكفي 3 أشهر؟ قال ظريف: المرحلة صعبة لكن هذا المهم ليس مستحيلا، وبالتأكيد ممكن انجازه. وهو بحاجة الى الارادة السياسية والقرار المشتارك وحسن النية، بحيث تبذل كل الاطراف جهودها من ا جل التوصل الى حل مبني على الاحترام المتبادل والمواقف المتكافئة. وصرح: لن نسمح بالتحدث مع ممثلي الشعب الا بمنطق الاحترام والتكريم. ونرفض اي منطق للقوة. ويجب ان يكون كل قرار مبني على المصالح والمنطق المشترك وما تم الاتفاق عليه في خطة العمل المشتركة. ولفت: ان لدينا الارادة السياسية وحسن النية. وعزمنا السياسي عزم جاد. ولدى النظام بأسره العزم الجاد. والآن يجب ان يدخل الطرف المقابل في هذا الامر بالعزم وحسن النية المماثلة، واذا كان كذلك فمن المؤكد ستكون النتيجة جيدة للجميع. وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية الاميركي، جون كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، من ان 3 أشهر لا تكفي، قال ظريف لقد شهدت بأي وضع كان كيري يتحدث خلاله. وهنالك العديد من الترجمات لتصريحاته. واعتقد ان 3 أشهر كافية، فيما اذا دخلت جميع الاطراف في الموضوع بالارادة وحسن النية. وهناك العديد من الاحتمالات، ولعل عبارة واحدة تستغرق ساعات من البحث. والآن لا يمكن التكهن بشيء. وفقط يمكن ذلك عندما يتم تدوين النص. والطرف المقابل لنا يمثل 6 دول، وكل منها لديه رؤية مختلفة، وحتى ان التنسيق بين رؤى هذه الدول بحاجة الى الزمان، والآن فإن الدول الست منشغلة بالتفاوض فيما بينها، من اجل ايجاج رؤى مشتركة بشأن الخيارات المتعددة التي تم بحثها. وردا على سؤال عن رأيه بتصريح الطرف المقابل بأن عليه ان يتخذ قرارا صعبا، قال ظريف: هذه اثارة للأجواء. وانا لا اهتم بإثارة الاجواء كثيرا. وبالتأكيد لابد من اتخاذ قرارات صعبة. ولو كان القرار الصعب بأن لا تبحث ايران عن السلاح النووي، فهذا القرار ليس فقط لا يعد صعبا لنا، وانما قد اتخذنا هذا القرار وهو بالنسبة لنا سهل جدا. ولفت: ان على الطرف المقابل ان يتخذ قرارا صعبا في الاعتراف بالحقائق والاذعان لها، والتخلي عن الاوهام. وأردف: المفاوضات تجري في غرفة المفاوضات، وإثارة الاجواء لا تساعد في ذلك ولا هي مصيرية، داعيا وسائل الاعلام الى عدم التأثر بالضجيج المثار حول الموضوع النووي الايراني. وبشأن مدى التفاهم المشترك الحاصل بين الطرفين، قال ظريف: ما لم نبدأ في مرحلة التدوين، فلا يمكننا تحديد نسبة الاختلاف. فالاطار محدد تماما في خطة العمل المشتركة واعتقد انه يمكن التوصل الى التفاهم تماما في إطار هذه الخطة. وتابع: لقد بيّنا وجهات نظرنا من انه لا ينبغي إيقاف اي برنامج ولا إغلاق اي من منشآتنا الرئيسية، وسيتم الحفاظ على التقنية النووية الايرانية. واضاف: اتفقنا على انه لا اتفاق ما لم يتم الاتفاق على كل شيء، وهذا مبدأ عام في جميع الاتفاقات الدولية. وردا على سؤال آخر، قال ظريف: اننا نؤكد على انجاز التزامات الطرف المقابل ونصر على صيانة حقوق الشعب الايراني. وأوضح: اننا ومنذ البدء بتنفيذ خطة العمل المشتركة، تابعنا الحالات التي شعرنا ان فيها تقصيرا في تنفيذ الاتفاقات، وقد تم رفع عدد من الحالات. وعدّ التعاون النووي السلمي بأنه من ضمن التزامات الطرف المقابل، وهذا ليس في مقابل اي تنازل. وأعلن انه من المحتمل عقد المحادثات النووية على مستوى الخبراء على هامش اجتماع اللجنة التمهيدية لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي في نيويورك، وسيكون اغلب زملائنا هنالك للمشاركة في الاجتماع. وسيحضر الطرف المقابل، وستكون فرصة جيدة لبحث ودراسة المواضيع التقنية خلال فترة الاسبوعين من عقد اجتماع مراجعة ان.بي.تي. وبشأن الحظر، قال ظريف: لقد فرضت منذ سنوات عديدة العقوبات على شعبنا ومؤسساتنا النقدية والمصرفية. وفرضت غرامات تبلغ المليارات على المؤسسات النقدية والمالية الدولية. وان تغيير هذه الاجواء يستغرق فترة من الزمن، وهذا لا يعني ان الطرف المقابل نفذ جميع التزاماته، الا انه بمعنى ان امامنا جميعا مهام صعبة، وهذا بسبب التركة الماضية التي ورثناها، وأمام هذه المجموعة من المصاعب المتراكمة والمشددة، فإن قصارى جهودنا منصبة على الضغط على هذا الحاجز لنمضي قدما واعتقد ان خطة العمل المشترك كانت ناجحة في هذا المجال الى حد كبير. وحول كيفية إزالة مخاوف الغرب بشأن مفاعل اراك للماء الثقيل، قال ظريف: هنالك خيارات مختلفة على الطاولة. يتبع.. /2926/ وكالة الانباء الايرانية