أكد الكاتب المصري البارز محمد حسنين هيكل في حلقة جديدة من حواره التلفزيوني مع الإعلامية لميس الحديدي على فضائية «سي .بي.سي» مساء أمس، أن وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي (المرشح إلى الانتخابات الرئاسية) قادر على قيادة مصر خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أنه ليس للسيسي خلفية حزبية وليس بحاجة لتأسيس حزب، فيما اعتبر أن بلاده تمر بحال «انزلاق غضروفي» في مؤسساتها، في حين أشاد هيكل مجدداً بدولة الإمارات العربية المتحدة وشبابها. وواصل هيكل في حلقة جديدة من حواره التلفزيوني مع الإعلامية لميس الحديدي على فضائية «سي .بي.سي» مساء أمس تحليله العميق وقراءته للأحداث في مصر، معتبراً أن مرشحي الرئاسة ليسوا بحاجة إلى «برامج انتخابية». وقال هيكل إن «البرامج الانتخابية التي أُعلنت حتى الآن، سواء للسيسي أو المرشح حمدين صباحي، ليست كافية، على الرغم من أن الجهد المبذول فيها هائل جداً، لكنه دون المطلوب». وحول برنامج السيسي، استطرد هيكل قائلاً: «هناك برنامجان، الأول فيه نوايا طيبة، وقد يكون بعضه جيداً وممتازاً، لكنه يعتمد على تنمية مناطق في أجزاء من مصر عن طريق الأراضي، أما البرنامج الثاني، فقامت به لجنة من أفضل الخبراء، وشعاره (أنا المصري)، ومبذول فيه جهد كبير، ولكني أرى أن هذه الظروف تقتضي رؤى أخرى». قدرة وحزبية وقال هيكل إن «بإمكان السيسي خلق ظهير سياسي قوي عبر مقدرته على الاستجابة للتحديات المطروحة أمامه وأولها خطابه العام واختياره لمعاونيه وتحديده لمهامه، كما فعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد ثورة يوليو، حيث تعززت شعبيته بعد ما حدد البعد القومي لمصر وانتهى بتأميم قناة السويس». وبشأن ما إذا كان السيسي في حاجة إلى تشكيل حزب سياسي يدعمه، أوضح أن «مصر غير مستعدة لحزب آخر بعد تجربة الحزب الوطني»، قائلاً: «ولا أتصور أيضاً شخصاً يقف بمفرده». واعتبر هيكل أن «أبرز القضايا التي يجب على الرئيس الجديد البدء بها هي الأمن القومي ثم الطاقة»، مستطرداً: «أعتقد أننا في حاجة إلى أن يأتي أحدهم ببرنامج لما هو عاجل وداهم، يأتي في مقدمتهم ملفات الأمن القومي، وتشغيل الطاقات الموجودة المعطلة ومشكلة الطاقة، ونريد برامج طويلة المدى بطريقة مختلفة». وحول محاولات البعض تشبيه برنامج السيسي أو صباحي بمشروع الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر أو محمد أنور السادات، قال هيكل: «نريد مشروعاً جديداً، علينا أن ننسى كل المشروعات السابقة، نحن لا نحتاج الآن إلى مشروع مرشح، بل نحتاج إلى مشروع وطن»، موضحاً أهمية أن «يظهر المرشح انحيازه للعدالة الاجتماعية والديمقراطية والحريات والشباب». إشادة بالإمارات كما أشاد محمد حسنين هيكل بدولة الإمارات العربية المتحدة وبشبابها. وضرب هيكل مثلاً على دولة الإمارات والإنجاز الذي حققته الفترة الماضية، قائلاً: «رأيت وأنا في الإمارات في أول زيارة لي منذ 35 عاماً شباباً مدهشاً، وقالوا: (نحن نريد أن نساعد مصر)». انزلاق غضروفي وعن أبرز المشاكل التي تواجه الرئيس المقبل، اعتبر هيكل أن «مصر مصابة بحالة انزلاق غضروفي، فكل فقرة من فقراتها خرجت من مكانها، فضلاً أنه لا توجد أية مؤسسة في الدولة تقوم بدورها الطبيعي». ولفت إلى أن «على الرئيس المقبل أن يبدأ بالإعلام، إذ إن المجتمع يعيش بين عالم قضائي في النهار، وآخر فضائي بالليل، متمثلاً في الحديث عن المحاكمات والترحيلات والتظاهرات والأحكام». وواصل أن «على الرئيس الجديد أن يسير في خط مستقيم على أن يكون الشعب وراءه، مع الأخذ في الاعتبار أن جسر المستقبل خطير». ورداً على سؤال عن المرة الأخيرة التي التقى فيها المشير السيسي، قال هيكل إنه لم يرَ المشير «منذ فترة»، لكنه قابله أول من أمس وسأله: «عندما شاهدت كل هذه المصائب حولك ألست نادماً أنك قمت بترشيح نفسك؟، فأجاب السيسي أن (كل شيء بأمر الله، وأنه يعتقد أنه هو والشعب سيقدرون على هذا تحمل مسؤولية البلد)». وتابع هيكل أنه قال للسيسي: «أتمنى لك التوفيق وقلبي معك ولا أتمنى أن أكون مكانك أو أكون ضمن مستشاريك، أريد أن أتابع بلهفة وبقلق القادم». العلاقة بأفريقيا تطرق هيكل إلى التحدي الذي يواجه الرئيس المصري الجديد وهو العلاقة مع إفريقيا، خاصة في ظل تهميش تلك العلاقات خلال الأعوام الأخيرة وتدهورها بشكل كبير جداً في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. كما تحدث حول المؤتمر الذي أذيع على الهواء لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي إبان عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي دار حوله جدلٌ موسع. البيان البيان الاماراتية