كتبت - رشا عرفة: طالب عدد من المواطنين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالعمل على تفعيل دور أئمة وخطباء المساجد لمواجهة القضايا الاجتماعية المهمة مثل الشائعات وتعاطي المخدرات وإهدار وقت الشباب وارتفاع نسبة الطلاق وغلاء المهور وعقوق الأبناء وتبرج الفتيات وغيرها من القضايا الاجتماعية. وأكدوا ل الراية أن تقوية الوازع الديني هو السبيل الوحيد لمواجهة الآفات الاجتماعية، والرد على الأفكار المغلوطة والعادات الدخيلة على المجتمع لافتين إلى أن المساجد ليست مكانا للصلاة فقط، وإنما هي مدارس لغرس القيم الأخلاقية والفضائل. وأشاروا إلى أن مواكبة خطباء المساجد لقضايا المجتمع، والعمل على توعية الشباب بأمور دينهم ودنياهم يعزز تماسك المجتمع، ويساهم في الإقبال على المساجد. وطالبوا بتعميم برنامج "لقاء الثلاثاء" الدعوي الذي تنظمه إدارة الدعوة والإرشاد الديني ليشمل جميع المساجد، لافتين إلى أن البرنامج نجح إلى حد كبير في استقطاب الشباب، حيث يسلط الأئمة الضوء في كل أسبوع على إحدى القضايا الاجتماعية والفقهية التي تهم كل مسلم. في البداية يقول حمد بن نورة: يجب تفعيل دور المساجد، وعلى الخطباء والأئمة التطرق إلى المشاكل المجتمعية من الزواج والطلاق وغلاء المهور وبر الوالدين وخروج الفتاة متبرجة، وترك الآباء الأبناء مع السائق دون محرم، وترويج الشائعات، وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في النميمة ونبذ الآخرين والإساءة إليهم، لتعريف الناس بما يصح وما لا يصح، خاصة أن للإمام مكانة مميزة في قلوب القطريين، وسيكون له تأثير جيد عليهم، كما سيكون لذلك دور كبير في حل المشاكل التي يعاني منها المجتمع. وأضاف: إذا كان الخطيب على دراية بالعادات والتقاليد القطرية سيكون له تأثير أكبر على المواطنين.. كما طالب بأن تكون هناك إعلانات كافية عن أي برنامج يتم تنظيمه من قبل إدارة الدعوة، ويتم التطرق فيه للقضايا المهمة في حياة المسلم. وأشار إلى أهمية تعميم برنامج «لقاء الثلاثاء» الدعوي الأسبوعي الذي تنظمه إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في 17 مسجدا ليشمل كل المساجد، لطرح القضايا الحيوية والاجتماعية المهمة في حياة كل المسلم، حيث نجحت تلك البرامج في استقطاب عدد كبير من الشباب. ضعف الارتباط ويؤكد خليفة المري أن دور المسجد لا يقتصر فقط على الصلاة، لافتا إلى ضرورة ربط الخطاب الديني بالقضايا الاجتماعية الهامة التي يجب علاجها من منظور ديني مثل ترويج الشائعات وارتفاع نسبة الطرق وإساءة معاملة الزوجات وإهدار وقت الشباب وجنون السرعة التي تسبب ارتفاع نسبة الوفيات والإصابات في حوادث الطرق، وغيرها من القضايا الاجتماعية. ويقول: كانت تقام دروس تعليمية بالمساجد في السابق، وكانت هناك حلقات لتحفيظ القرآن، وكانت تنظم المسابقات بين الأطفال، ويتم تقديم جوائز لحافظي كتاب الله وهو ما كان يشجع الأطفال على حفظ المزيد، كما كانت هناك جلسات لكبار السن بالمسجد، وهذه الأنشطة كان لها دور كبير في زيادة ارتباط الجميع بالمساجد، حيث كان يحرص الآباء على اصطحاب أبنائهم للصلاة في المسجد ليتعودوا على الصلاة في صغرهم، وكان الصغار يتلقون دروس العلم ويحضرون حلقات تحفيظ القرآن بالمسجد وبالتالي كان ارتباط الأبناء يزداد بالمسجد. وتساءل عن السبب وراء قلة أعداد الأئمة القطريين، مطالبا بأن تكون هناك مميزات للإمام القطري لتشجيع من لديه القدرة على امتهان هذه المهنة على الالتحاق بها، مؤكدا أن وجود المزيد من الأئمة والخطباء القطريين ينعكس بالإيجاب على المجتمع القطري، لأنهم أكثر معرفة بواقع المجتمع وأحوال الناس، كما أن هناك تقاربا بين الإمام القطري والمواطنين، ما يجعلهم يستمعون لنصائحه ويقتنعون بها، فصدور النصيحة من الإمام القطري الذي ينتمي لنفس المجتمع ويعرف عاداته وتقاليده وطبائع أهله، يجعل وصولها إلى عقل وقلب المتلقين من المواطنين أفضل، ويجعلهم يفضون له بما يجول في خاطرهم دون حرج، ومن ثم يكون التواصل معهم أفضل، منتقدا وجود أخطاء في تلاوة بعض الأئمة للقرآن الكريم. ليس للصلاة فقط ويقول على ناصر: يجب أن يكون هناك حلقات تحفيظ القرآن في كافة المساجد، فبعض المواطنين الذين يريدون إلحاق أبنائهم بمراكز تحفيظ القرآن لا يستطيعون بسبب بعد المكان. ويؤكد راشد مبخوت المري ضرورة التطرق إلى المشاكل المجتمعية لتعريف الناس بكيفية التعامل مع هذه الأمور وما هو حلال وما هو حرام، وتوجيه الناس للأصلح. وأضاف: المسجد مدرسة لغرس القيم الأخلاقية، ونشر الفضائل وليس مكانا للصلاة فقط، وللمسجد دور عظيم في الإسلام، وهو المنطلق الأكبر للدعوة إلى الله، ولكي يقوم المسجد برسالته على أكمل وجه لابد أن يتوفر له الإمام الناجح. وبدوره عبر راشد سالم عن أمله في أن يقوم أئمة المساجد بإلقاء الضوء من خلال خطبهم، وخاصة يوم الجمعة على بعض السلبيات في المجتمع كالملابس الفاضحة للنساء أو التصرفات الخاطئة للجنسين، أو تسليط الضوء على طريقة تربية الأبناء، والمشاكل الزوجية وكيفية حلها بدلا من تكرار الخطب، مشيرا إلى أن معظم الخطب مكررة وليس بها جديد مما يصيب المصلين بالملل. إجراءات للإحياء يؤكد الشيخ عبد الله النعمة إمام مسجد محمد بن عبد الرحمن الزمان أن وزارة الأوقاف اتخذت مجموعة من الإجراءات لإحياء دور المسجد من خلال حث الأئمة على إقامة الدروس خاصة بعد صلاة العصر والعشاء، وبالفعل تقام الكثير من حلقات التعليم والندوات في المساجد، وقد لا تقام هذه الحلقات في كل المساجد ولكن تقام في الكثير منها، بالإضافة إلى تنظيم إدارة الدعوة والإرشاد الديني لبرنامج لقاء الثلاثاء الدعوي الأسبوعي في 17 مسجدا بالدولة بعد صلاة العشاء، ويتم التطرق فيه إلى أاهم القضايا التي تهم المسلم، علاوة على عمل العديد من الأنشطة الدعوية بهذه المساجد من مسابقات للأطفال وتوزيع الجوائز عليهم، لتشجيعهم على حفظ المزيد من القرآن الكريم، بالإضافة إلى استدعاء المشايخ من الدول الأخرى لإلقاء المحاضرات في المساجد. تعميم الفكرة وعن مطالبة البعض بأن تكون هناك إعلانات كافية عن البرامج التي تنظمها إدارة الدعوة مثل لقاء الثلاثاء والمطالبة بتعميم التجربة على كافة مساجد الدولة قال النعمة: يتم الإعلان عن البرامج بشكل كاف، فمثلا يتم الإعلان عن لقاء الثلاثاء بكافة الجرائد، علاوة على أن هناك تقريرا أسبوعيا عن اللقاء والموضوع الذي تمت مناقشته، كما تقوم وزارة الأوقاف بتوزيع إعلانات عن البرنامج في المساجد التي تخدم أكثر من منطقة، فمثلا جامع الزمان يخدم أكثر من 17 مسجدا. وعن تعميم الفكرة قال النعمة: لقد بدأت فكرة لقاء الثلاثاء في 6 مساجد بالدولة ثم في 9 مساجد ثم 12 حتى وصلت إلى 17 مسجدا، وتعميم الفكرة يحتاج إلى خطوات متأنية، لأن هذا الأمر له توابع مادية وإدارية. التعميم أكثر من التخصيص وعن مطالبة البعض بربط الخطب بواقع المجتمع والتطرق إلى المشاكل المجتمعية والعادات الدخيلة على المجتمع القطري خاصة في يوم الجمعة يقول النعمة: الخطيب يخاطب شريحة كبيرة من المجتمع تتفاوت في أعمارها وثقافتها وجنسيتها، فلا يستطيع توجيه الكلام لشريحة ما وإغفال الأخرى، وبالتالي يلجأ الإمام إلى أسلوب التعميم أكثر من التخصيص. وتابع قائلا: هذا لا يعني أن الخطيب في بعض خطبه وليس كلها لا يخصص جزءا من الخطبة الثانية للتطرق إلى مشاكل المجتمع، وهناك توجيه من إدارة شؤون المساجد للخطيب بأن يتناول مواضيع خاصة بالمجتمع والعادات والتقاليد والأمور الدخيلة في الخطبة الثانية، لأن الخطبة الأولى تكون للإرشادات الإسلامية العامة من تذكير ووعظ وإرشاد، أما الثانية تكون لموضوع معين، وهو ما أقوم بمراعاته في خطبتي. 40 إماما قطريا وفيما طالب عدد من المواطنين بمنح بعض الامتيازات للقطريين لتشجيعهم على تولي الخطابة والإمامة، مبينين أن نسبة الأئمة القطريين قليلة، أوضح النعمة أن هناك زيادة في عدد الأئمة القطريين، وأن هناك أكثر من 40 إماما قطريا جديدا، وهناك بعض الأئمة الذين ينتظرون مقابلة اللجنة، وأن عدد الأئمة القطريين في ازدياد وهذا يرجع إلى زيادة أعداد خريجي الجامعات الإسلامية وكليات الشريعة، علاوة على التسهيلات التي تقدمها الوزارة، فالمجال مفتوح أمام القطريين، وهناك استثناء خاص بالقطري فقط، فيحق للقطري أن يجمع بين الإمامة وعمله، وكثير من الأئمة يعملون في الجهات الحكومية والبعض الآخر في مؤسسات خاصة، كما أن القطري يعفى من حفظ القرآن كاملا ويحفظ فقط 3 أجزاء، ويتم إلحاقه بدورة شرعية إذا اجتازها يدخل اختبارا شفويا في الفقه والعقيدة ثم يصبح إماما، وليس هناك تقصير من الوزارة في هذا الجانب. جريدة الراية القطرية