توالت، الثلاثاء، التحذيرات الروسية من انزلاق أوكرانيا إلى حرب أهلية بعد إعلان كييف عن إرسال الجيش للتصدي لمسلحين موالين لموسكو في شرق البلاد، مما ينذر بتصاعد التوتر في الجمهورية السوفيتية السابقة. ووفقا للكرملين، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، حذر المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، خلال مكالمة هاتفية، من أن "التصعيد العنيف للنزاع وضع البلاد (أوكرانيا) ، في الواقع، على شفير حرب أهلية". ويأتي هذا التحذير في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، أن أوكرانيا باتت "على شفير حرب أهلية"، وبعد أن وعد بوتن نفسه "بحماية" المتحدثين باللغة الروسية في الدولة المجاورة, ورغم هذه التحذيرات، إلا أن الكرملين أكد أن بوتين وميركل "شددا على أهمية" اجراء المحادثات الرباعية، وأعربا عن "الأمل في أن يحمل اجتماع جنيف إشارة واضحة إلى عودة الوضع إلى إطار سلمي". ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الرباعي في جنيف الخميس المقبل، على أن يشارك فيه كل من أوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف إيجاد حل للأزمة الأوكرانية. إلا أن تصاعد التوتر على الأرض يهدد بنسق هذا الاجتماع، لاسيما بعد أن أمر قادة كييف عددا من الجنود والدبابات بالتوجه نحو مدينة سلافيانسك الشرقية، لإجبار الموالين لروسيا على إلقاء أسلحتهم. والتحرك إلى المنطقة الشرقية يعد أقوى رد فعل تقوم به الحكومة الأوكرانية المدعومة من الغرب، على الهجمات التي يشنها مسلحون موالون للكرملين، واحتلالهم مبان حكومية في نحو 10 مدن في تلك المنطقة. ويسعى قادة كييف الانتقاليون جاهدين إلى مواجهة التحدي الذي خلقته سلسلة الغارات المنسقة التي بدأت في المراكز الصناعية، دونتسك ولوغانسك، وانتشرت إلى بلدات وقرى مجاورة تشتهر بمناجم الفحم فيها. وقد تؤدي الحركة الانفصالية في شرق أوكرانيا إضافة إلى خطاب روسيا المتشدد، إلى تشرذم البلد المترامي الأطراف البالغ عدد سكانه 46 مليون، وذلك على أساس الانقسام التاريخي الروسي الاوكراني. كما قد يواجه أي رد فعل عسكري عنيف من كييف بضربة مدمرة من القوات الروسية التي تنتظر التحرك، لاسيما بعد أن وعد بوتن "بحماية" المتحدثين باللغة الروسية في المناطق الواقعة في شرق أوكرانيا. ريتاج نيوز
