قالوا إن نسبة الناجحين في امتحان القدرات كان 10 % من المعلمين الذين تجرَّؤوا وخاضوا التجربة! وبادر الفكر البيروقراطي في وزارة التربية والتعليم، إلى أسهل الحلول فنفى ذلك ورفع النسبة إلى 40 %، ولو تمهَّلوا قليلاً لكان الأذكى أن يقولوا إنها (100 %) فمن السهل أن نصدِّق أن الخطأ المطبعي أهمل صفراً، لكن كيف نبلع أن الواحد المستقيم شارك المعلمين في مقطع الرقص الشهير وتلوى وتكسر حتى صار (4)؟ وهو ما اضطر نائب الوزير أن ينفي النسبتين المتناقضتين من مبدأ مرور الكرام الشهير: (كلٍّ يصلِّح سيارته) ويعلن أن النسبة الصحيحة آخر كلام هي 30 %! أما المكتوون بنار التعليم في الميدان فيدركون أن النسبة الحقيقية بكل أسف أقل من 10 %، ولا يبالغ من يرى أنها قد لا تصل 1 % من فئة (المحاشي) الذين ركبوا سلَّم التعليم كموظَّفين بيروقراطيين مكتئبين مُكْئِبِين أجيالاً من براعم وفتيان الوطن، لم يحصلوا على دورةٍ تطويرية في تخصصهم منذ تخرجوا بتقدير (استر ما واجهت) من مراكز خدمات الطالب! ومن واصل دراساته العليا فلكي (يترقى) إلى وظيفة إداريةٍ مع ضمان بقائه على سلم التعليم في المستوى السادس! وشهد شاهدٌ منهم هو الزميل فعلاً، معلِّم اللغة العربية الفلسطيني قبل النكبة/ إبراهيم طوقان؛ حيث ردَّ على الأمير/ شوقي بعد شهرٍ من رائعته الشهيرة فقال: شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي: "قمْ للمعلِّم وفِّه التبجيلا"! اقعدْ فديتُكَ، لا يكون مُبَجَّلاً * من كان للنشءِ الصغارِ خليلا.. ومنها: لو جرَّبَ التعلِيمَ شوقي ساعةً * لقضى الحياةَ شقاوةً وخمولا! وختامها: يا من يرومُ الانتحارَ وجدتَه * إنَّ المُعلِّمَ لا يعيشُ طويلا! وقد توفي طوقان وهو لم يبلغ الأربعين؛ أما الموظفون على كادر التعليم فكم سيكسب أجرهم وأجر مستقبل البلد من ينقذ الأجيال من بؤسهم بإحالتهم على التقاعد بكامل الراتب؟ نقلا عن مكة صحيفة المرصد الاماراتية