كتبت - رشا عرفة: طالب عدد من المواطنين والكتاب وعلماء الدين بزيادة حصص المواد الشرعية في المدارس، وذلك لتعليم الطلاب أمور دينهم، وترسيخ التعاليم والتقاليد الإسلامية وتقوية الوازع الديني لتحصينهم ضد السلوكيات والعادات الدخيلة على المجتمع، منتقدين في ذات الوقت انتشار ظاهرة قيام بعض الفتيات والسيدات بإظهار نصف الشعر من الشيلة "الحجاب". وأكدوا ل الراية أن هذه التصرفات مخالفة للعادات والتقاليد القطرية، ويحرمها الدين الحنيف الذي فرض الحجاب على المرأة للستر والعفة وحمايتها من أعين الناس، مرجعين سبب انتشار هذه السلوكيات إلى ضعف الوازع الديني بين الفتيات وغياب الرقابة الأسرية، وتأثر الفتيات بما يسمى بالموضة، وتقليد ما يعرض على الفضائيات، فضلا عن التأثر بالوافدين إلى البلاد والذين اصطحبوا معهم عاداتهم وتقاليدهم وأثروا في عادات وتقاليد المجتمع. كما طالبوا بتكثيف الحملات التوعوية، التي تبين أهمية الحجاب وشروطه وفضائله، وزيادة المواد الشرعية في المناهج الدراسية، والاهتمام أكثر بالحصص الدينية. جهل الدين وقال الشيخ د.محمد حسن المريخي، إمام وخطيب جامع عثمان بن عفان بمدينة الخور، إن السبب وراء ظهور مثل هذه السلوكيات في المجتمع القطري يرجع إلى الجهل بتعاليم الدين، وخاصة ما يتعلق بالحجاب، مشيرا إلى أن الله تعالى فرض الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، منها حفظ العرض، وطهارة القلوب، وتعزيز مكارم الأخلاق ونشر العفة والاحتشام والحياء في المجتمع. وأوضح المريخي أن من شروط الحجاب الشرعي تغطية الشعر كاملا، وعدم كشف الوجه أمام أي رجل أجنبي لا يحل للمرأة، حتى ولو كان ابن عمها، مبينا أن إظهار جزء من الشعر حرام شرعا، وتؤثم المرأة على ذلك. ونصح الفتيات بتثقيف أنفسهن في الدين من خلال قراءة الكتب الدينية، والتي تبين شروط الحجاب الشرعي وفضائله، والاقتداء بأمهات المؤمنين، وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطالب القائمين على العملية التعليمية بتكثيف دراسة المواد الشرعية والاهتمام أكثر بحصص الشرعية، لأن الدين هو المحصن الرئيسي للفرد في ظل ما نواجهه من متغيرات، وانتشار الفتن. وأرجعت حمدة الكعبي قيام الكثير من الفتيات وحتى السيدات كبيرات السن بوضع الحجاب "الشيلة" في منتصف الشعر، والتي وصفتها بالظاهرة الغريبة، إلى ضعف الوازع الديني، وارتداء البعض منهن الحجاب دون اقتناع، فقط حتى لا يظهرن أمام بقية المواطنين بمظهر شاذ وغريب، وهو ما يفسر قيامهن بخلع الحجاب نهائيا خلال السفر إلى الدول الأجنبية، وكذلك إلى تقليد صديقات السوء، والانجراف وراء أفكار التطور والموضة، وعدم وجود رقابة من الأهل. وقالت: إذا كان ارتداء الفتاة للحجاب نابعا من اقتناعها به وخوفها من الله سبحانه وتعالى لن تقوم بمثل هذه التصرفات، أما إذا كان ارتداؤها للحجاب جاء إرضاء للعادات والتقاليد، وهي متغيرة حيث إن هناك بعض العوائل كانت تقاليدها وعاداتها تمنع الفتاة من ارتداء البنطلون، ولكن الآن تغير الأمر، وأصبحت الفتيات المنتميات لهذه العوائل ترتدين البنطلون، ورأت ضرورة تكثيف الحملات التوعوية للتعريف بأهمية ارتداء الحجاب، وشروط الحجاب الشرعي، مؤكدة أن هذه الظاهرة تتزايد كل يوم. زيادة الحصص الدينية ووافقتها الرأي نور الكعبي مطالبة بضرورة تكثيف دراسة المواد الشرعية في المناهج الدراسية، والاهتمام أكثر بالحصص الدينية، مشيرة إلى أنه كان هناك أكثر من كتاب من كتب الشريعة يتم تدريسها للطلاب في المدارس، والآن تقلصت دراسة المواد الشرعية، وأصبح الطلاب يدرسون كتابا واحدا فقط، بل وأصبحت حصة الشرعية ما هي إلا زيادة عدد، ولا يوجد اهتمام بها وبالتالي نجد الطالب ضعيفا في العلم الشرعي، ولا يوجد لديه ثقافة شرعية ولا دينية. وتابعت: يجب التركيز على الفتيات الصغيرات والمراهقات وتعليمهن أصول الدين، وما هو حلال وما هو حرام، وعلى دور تحفيظ القرآن تعيين أناس قادرين على جذب الفتيات الصغيرات، وقادرين على الوصول لهم ولديهم معرفة بطريقة تفكير المراهقات، وقادرين على النزول لمستوى تفكيرهن، لجذبهن لحضور الدروس الدينية والمحاضرات التي تقام في المراكز، مؤكدة على ضرورة مراعاة وقت تقديم هذه المحاضرات، وأن يكون الوقت مناسبا للفتيات ولا يتعارض مع أوقات دراساتهن. تغير واضح وبدورها أشارت نجود سالم إلى أنها لاحظت تغيرا واضحا على فتيات الجيل الجديد، قائلة: صحيح ليس الكل، ولكن فئة كبيرة منهن لا يضعن الشيلة بالشكل الذي يأمرنا به ديننا الحنيف، ويتعمدن إظهار شعرهن.. مرجعة سبب ذلك إلى ضعف الوازع الديني، وضعف دور الوالدين وسلطتهما على الفتاة، وتعويد الأمهات والآباء بناتهم أن ارتداء الشيلة والعباية من العادات والتقاليد لا أكثر، وعدم تربيتهن على أن إظهار الشعر يعتبر معصية لله تعالى، والمفهوم الخاطئ للانفتاح، وتساهل بعض أولياء الأمور في لباس الفتيات بحجة أنهن ما زلن صغار، وبالتالي تتعود الفتاة على ذلك، ولا يستطيع الآباء والأمهات ثنيها عن ذلك في الكبر، وعدم قيام الصروح التعليمية بتعزيز بعض القيم الإسلامية للفتاة في المناهج. ورأت ضرورة أن تقوم وزارة الأوقاف بتنظيم دورات تثقيفية للفتيات بالمدارس، وتركيز أكبر من الأئمة بالمساجد على الحجاب والشروط الواجب توافرها فيه، وتربية الآباء بناتهم من الصغر على ضرورة الاحتشام في ملبسهن، لمواجهة هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر بصورة غريبة في المجتمع، متسائلة: كيف اقتنع ولي أمر المرأة أو الفتاة بخروجها بهذا المنظر حتى أصبح يمشي معها بكل ثقة أمام الجميع؟ غياب التوعية يؤكد سيف الهاجري أن هناك فتيات يقمن بهذه التصرفات وعلى قدر كبير من الاحترام والالتزام ولكنهن لا يعرفن أن إظهار الشعر من الحجاب حرام شرعا، وهناك فتيات أخريات يفعلن ذلك لظروف بيئية معينة، فقد تكون هذه الفتاة تفتقد لولي الأمر الذي يعرفها الصحيح من الخطأ، نتيجة لانفصال الأب عن الأم أو لوفاة الأب، وبالتالي لابد من التوعية المكثفة في كافة وسائل الإعلام، وفي المساجد، وفي المدارس والجامعات لضمان وصول الرسالة للجميع، وعلى الأهل مراقبة بناتهم وإعلامهن بما هو حلال وما هو حرام. وبدوره أكد محمد العلي أن ضعف الوازع الديني، وعدم المعرفة بالعقيدة والشريعة الإسلامية، هو السبب وراء قيام بعض الفتيات بإخراج نصف شعورهن من الشيلة "الحجاب"، وكذلك اعتقادهن بأن الموضة تتطلب ذلك، مؤكدا أن الحجاب لم يشرع ل"الكشخة" والموضة، ولكن لستر البنت والمرأة، وأن حرص المرأة على التجمل أمام الأجانب ليس من التجمل الذي يحبه الله، وإنما يحمد ذلك إذا كان لزوجها، فالمرأة مأمورة بإخفاء زينتها عن الأجانب، واجتناب كل ما يثير الفتنة ويلفت نظر الرجال، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة عن التطيب إذا خرجت للمسجد، فقال صلى الله عليه وسلم: وليخرجن وهن تَفِلات. واستطرد: ومن أسباب تعمد الفتاة إخراج شعرها من الشيلة أيضا عدم توعية الأهل لها وتعريفها بالحرام والحلال، وتقليدها للصديقات، وكثرة عدد الوافدين من الخارج بعاداتهم وتقاليدهم، والذين أثروا في عادات وتقاليد المجتمع. وقال: في عام 2005 لم نكن نرى مثل هذه السلوكيات الدخيلة على المجتمع القطري، والتي تخالف العادات والتقاليد القطرية، مشيرا إلى أن قيام بعض الفتيات بهذه التصرفات وعدم التزامهن بالحشمة والسترة هو السبب وراء ملاحقات الشباب لهن، موضحا أن هناك بعض الفتيات اللائي يتعمدن ذلك للفت نظر الشباب إليهن وهو ما نلاحظه. وأعرب العلي عن تخوفه من تطور هذا الأمر، ليصل في النهاية إلى الاستغناء الكامل عن الحجاب، ناصحا الفتيات أن يتقين الله في أنفسهن، حتى لا يتحملن ذنوبا، ويحملن الشباب ذنوبا بالنظر إليهن. مسؤولية الأبوين وأوضح عبد الله محمد أن تعمد بعض الفتيات إخراج جزء من شعورهن من الشيلة "الحجاب" أمر مرفوض، لأن الحجاب شرع لستر المرأة وحمايتها من أعين الآخرين، محملا الأهل المسؤولية مشيرا إلى أن بعض الفتيات يقمن بهذه التصرفات لاعتقادهن بأن هذا الأمر يتماشى مع الموضة، وتبلغ نسبتهن حوالى 60% في حين أن 40% من الأهل يرفضون أن تخرج الفتاة وهي بهذا الشكل، لأنه مخالف لتعاليم الدين الإسلامي. وتابع قائلا: أعتقد أن الحل الأمثل يكمن في عملية التوعية، وتوعية الأهل قبل توعية الفتيات، وكذلك تكثيف دراسة المواد الدينية في المدارس. أمر مرفوض وأكدت الكاتبة زكية مال الله أن ما تقوم به الكثير من الفتيات من إخراج نصف الشعر من الشيلة "الحجاب" أمر مرفوض تماما، ونصحتهن بضرورة التخلي عن هذه العادة السيئة، مرجعة سبب قيام البعض بهذا التصرف إلى الرغبة في مواكبة الموضة، والظهور بمظهر أكثر جمالا، وكذلك تقليد ما يعرض في الفضائيات، وغياب التوجيه والرقابة من الأهل، وضعف الوازع الديني. وأشارت إلى أن المجتمع القطري يرفض هذه العادة ويستنكرها، فهو بطبيعته مجتمع محافظ، كما أن ديننا الحنيف فرض الحجاب للحفاظ على المرأة وحمايتها، ورأت ضرورة أن يكون هناك حملات توعوية بالمدارس خاصة المدارس الابتدائية لتعليم الجيل الجديد من الصغر أهمية الحجاب وشروطه وفضائله، وعلى الأمهات والآباء القيام بدورهم في تعريف بناتهم ما هو الصح وما هو الفعل الخاطئ، وتحبيبهن في ارتداء الحجاب بشروطه الشرعية من الصغر، كما رأت ضرورة الاهتمام أكثر بمواد التربية الدينية في المدارس. جريدة الراية القطرية