* بعد مرور أكثر من 3 سنوات على ما يعرف ب(ثورات الربيع العربي) ورغم كل المتغيرات التي سنأتي عليها إلا أن الوضع في الشرق الأوسط لايزال كئيبًا ومحزنًا - على حد وصف - إحدى المجلات الأمريكية!! ففي سوريا.. تحولت مطالبات الديمقراطية إلى "كابوس من العنف الطائفي" وتهجر أكثرمن ربع سكان البلاد ولا ندري تحديدًا كم قتل؟ مثلما لا ندري إلى أين ستقود سوريا دول المحاور (الطائفية) التي دخلت على الخط في الصراع السوري السوري؟!! وفي العراق.. تحول النظام إلى وحشي! والحرب.. لا تزال مستعرة في اليمن بين أمريكا والقاعدة! وفي ليبيا فوضى عارمة! وصراع الثورات والزعامات لايزال حادًا ومجهولًا في مصر!! وفي الجزائر.. انتخابات الكراسي المتحركة قد تدفع إلى الهاوية!! و"النهضة" وأسباب "ثورة الخبز" لا تزال تتحرك بشدة تحت الرماد في تونس!! (1) * مراقبون.. من ذوي القبعات الرمادية يقولون: إن الأوضاع في غالبية دول الربيع العربي أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة!! فأحداث وقتل المتظاهرين بالأسلحة الثقيلة في ميليشيا بنغازي وطرابلس كانت أكثر وحشية مما يتم في عهد العقيد القذافي!! (2) * إذًا.. ماذا تغيّر؟ وما مكامن هذا (التغيير) إن كان؟؟!! حقيقة أنا لست مع المتشائمين -إلى حد الإقصاء- ولست مع المزمرين الذين يختلقون حقائق أكثر مما هو موجود على الأرض!! (3) * دعونا نذهب أولاً إلى أن (الربيع العربي) لم يحقق شيئًا وتحول إلى خريف تساقطت أوراقه في منتصف الطريق!! ولذلك أسبابه!! بعضها.. يعود إلى الثوار أنفسهم وبعضها للظروف المقابلة!! (4) * فالثوار لم تكن لديهم (أيدلوجية) الثورة وذلك لأن أكثرهم كان من العامة البسطاء أو من وصفتهم (الاندبندنت) البريطانية (سذاجة الثوار) وهذا أدى إلى غياب المشروع البديل لمرحلة ما بعد الثورة!! وهو ما جعل الثوار يجدون أنفسهم في نفق مظلم بعد سقوط الرؤساء!! (5) * إن المشروع البديل مهم جدًا لسد الفراغ المحتمل على الساحة!! في ثورات الخمسينيات كانت هناك مشروعات ثورية بديلة كان هناك نجيب وعبدالناصر في مصر وأبومدين في الجزائر والقذافي في ليبيا!! صحيح تحول الثوريون أنفسهم إلى استبداديين ولكنهم كانوا يمثلون المشروع البديل!! في ثورات الربيع العربي هذا لم يحدث فكانت ساحات ما بعد الثورة أشد حرارة مما قبلها!! (6) * يضاف إلى ذلك غياب التجانس في صفوف الثوار فتجد الإسلاميين المحافظين والعلمانيين داخل (ميدان التحرير) مثلا وهذا أفقدهم التماسك إذ لا يمكن أن تجمع عناصر شديدة الاختلاف داخل السلة الثورية الواحدة حتى وإن جمعتهم للوهلة الأولى مرحلة (التهييج) العامة!! (7) * وفي الطرف الآخر شكلت مجموعة من العوامل الخارجة عن الثوار ما يمكن أن نسميه (الثورة المضادة) وأبرز هذه العوامل وأهمها هي: أن (الربيع العربي) ولد في الزمن الخطأ فالشعوب لم تكن مستعدة للتغيير والقوى السياسية ليست جاهزة بعد للقبول بالديمقراطية!! ناهيكم عن الإرادات والتدخلات التي كانت تحرك (ريموت) الثورات من الخارج!! (8) * على أن (الربيع العربي) قد أفرز مجموعة أهداف لا يمكن إغفالها!! (9) * إن الانتقال من "الثورة" إلى "الدولة" ليس سهلا ويحتاج إلى الوقت وسينزف المزيد من (الآلام الإضافية) ويزيد من حدّتها سقف المطالب الشعبية للثوار (توزيع القوة والثروة) ويظل النجاح أو الفشل مرهونًا بقدرات الإدارات الانتقالية!! (10) * "إن الطريق لكي تصبح المجتمعات أكثر ديمقراطية وحرية هو طريق شاق وصعب"!! (الايكونوميست). للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة