مواضيع ذات صلة غسان حجار لن تتجاوب وزارة الخارجية اللبنانية مع الدعوة الى استدعاء سفراء روسيا والصين وايران وسوريا، الذين اجتمعوا تأييداً للنظام السوري في منزل السفير الايراني في الفياضية، وللفتهم الى ان التصرف غير مقبول، لأن هؤلاء وفق الخارجية، "لم يتخذوا موقفاً من موضوع داخلي لبناني، وبالتالي يجوز لهم الاجتماع واصدار بيان يتضمن تعبيراً عن الأزمة السورية". وليس متوقعاً من الخارجية اللبنانية أصلاً استدعاء أي من هؤلاء، طالما ان وزير الخارجية، وبالرغم من كونه عضواً في حكومة النأي بالنفس، يتخذ قرارات ومواقف وفق ما يراه مناسباً، أو بالأحرى وفق ما يقرره مرجعه السياسي، مستبقاً مداولات مجلس الوزراء في هذا الشأن. ووزير الخارجية لم يعترض على أي تصريح لسفير شقيق صدر من أمام بوابة قصر بسترس، يتناول الشأن اللبناني الداخلي، بل سبقه في مواقفه بأشواط حتى ظنّ العالم انه أصبح سفيراً للدولتين معا، كما كان يحصل زمن حكم الوصاية عندما كانت السياسة الخارجية للدولتين واحدة في تلازم المسار... والمصير! واذا كنا ابتلينا بالمعصية في وزارة الخارجية منذ زمن بعيد، وهذا شأن خاص بنا، فالأحرى بالدول العريقة، والتي لا شأن لها كبيراً في السياسة الدولية، والأعراف الديبلوماسية، خصوصاً روسيا والصين، أن تراعي نصف الشعب اللبناني المعادي للنظام السوري، فلا تعمل على استفزازه على أرضه وفي عقر داره. ان تناول الشأن السوري في لبنان لا يعتبر ملفاً خارجياً، فالسفراء الأربعة لم يجتمعوا من أجل فييتنام أو افغانستان، انما أبدوا موقفاً في شأن يتعلق بحياة اللبنانيين اليومية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وخصوصاً الأمنية، نظراً الى ترابط الأوضاع وتداخل الشأن السوري باللبناني، بعد تدخله أيضاً زمناً طويلاً. وإذ لم يضف السفراء شيئاً الى مواقف دولهم، وهي معروفة في هذا المجال، فقد افتعلوا اجتماعاً استفزازي الشكل قبل المضمون، وكأن فيه رسالة الى اللبنانيين: الى المؤيدين لسوريا ونظامها الأسدي، بأن دولنا معكم ومع الخط السياسي الذي تنتهجون، والى المعارضين للنظام السوري بأننا كتلة متراصة في مواجهتكم. هكذا دخل السفراء والديبلوماسيون على خط الانقسام اللبناني في شكل فاضح وسافر، ومن المتوقع أن ينكمش حضورهم في المناسبات الاجتماعية ويقتصر على فريق من دون آخر، في شكل تصاعدي، وربما تشعر سفارات بحاجتها الى الاحتماء بمنطقة حاضنة وبيئة حاضنة لها، بعدما قرر سفراء انتهاج خط المواجهة. والشيء بالشيء يذكر، فقد لفتني عبر "الجديد" الأحد كاتب ومحلل سوري يعترض بشدة على تناول الرئيس سعد الحريري لرئيس بلاده بشار الأسد، معتبراً انه "تدخل سافر في شأن داخلي"، لكن الواضح ان الكاتب لم يقرأ ما قاله رئيس نظامه يوماً في رئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة انه "عبد مأمور لعبد مأمور". Twitter:@ghassanhajjar