صنعاء - "الخليج": طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي القوات المسلحة والأمن في بلاده بضرورة ملاحقة العناصر الإرهابية أينما وجدت بهدف القضاء عليها وتحقيق الأمن والاستقرار، بينما هجرت المعارك بين الجيش والقاعدة عشرات الأسر من شبوة . واستعرض الرئيس هادي خلال ترؤسه أمس الأربعاء اجتماعا للجنة الأمنية العليا طبيعة الأوضاع الأمنية والمواجهات التي تتم مع المجاميع الإرهابية من تنظيم "القاعدة" أو ما يسمى ب"أنصار الشريعة" التابعين لهذا التنظيم في عدد من محافظات البلاد، وتطرق إلى مخاطر تلك الجرائم في تهديد الأمن والاستقرار والسكينة العامة . وقال هادي "إن العمليات البطولية التي قامت بها القوات المسلحة وقوات الأمن الخاص ضد تجمعات الإرهابيين في محافظاتأبينوالبيضاءوشبوة قد حققت انتصاراً قوياً، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على ستين عنصراً بينهم عدد من القياديين" . وأشار إلى أن اليمن هو أول من اكتوى بنيران هذا الإرهاب الغاشم والعابر للحدود والقارات منذ عام ،2001 مشيراً إلى أن الشراكة الدولية في محاربة الإرهاب كانت منذ عام 2001بعد أحداث 11 سبتمبر/ايلول . وكثف اليمن من هجماته ضد عناصر تنظيم القاعدة خلال الأيام الماضية بعدد من المحافظات، حيث لقي العشرات من تلك العناصر مصرعهم في غارات جوية استهدفت تجمعات في البيضاءوأبينوشبوة، كما تم القبض على عدد آخر منهم . في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكى أمس الأول إن القوات الأمريكية قدمت مساعدات واسعة النطاق لقوات الكوماندوز اليمنية خلال الهجمات التي تم شنها ضد عناصر تنظيم القاعدة في الأيام الماضية . وأضاف المسؤول الأمريكي في تصريحات لمحطة "سي إن إن" الإخبارية أن القوات الامريكية ساهمت في نقل القوات اليمنية إلى المناطق الجبلية النائية جنوباليمن، حيث دارت اشتباكات بين القوات اليمنية وعناصر تنظيم القاعدة، مؤكدا أن القوات الامريكية لم تشارك في الاعمال القتالية التي أودت بحياة العشرات من عناصر القاعدة . وتجددت الاشتباكات المسلحة التي تشهدها مديرية رضوم بمحافظة شبوة، جنوبياليمن، بين قوات الجيش من جهة والعناصر المسلحة لتنظيم القاعدة، حيث تنشط عناصر الجماعة بشكل فعال في مناطق المديرية . وقد أجبر تجدد الاشتباكات بين الجانبين عشرات العائلات التي تقطن في عزلة الحرف التابعة إدارياً لمديرية رضوم على النزوح عن منازلها واللجوء إلى قرى أخرى مجاورة . وقال منصر سالم الحميري عضو المجلس المحلي برضوم ل"الخليج" إن الحياة الطبيعية تكاد تكون مشلولة في معظم قرى عزلة الحرف، فهناك 32 اسرة نزحت عن مناطق سكنها بعد استهداف قراهم بإطلاق الرصاص والقذائف المدفعية، كما أتلفت المحاصيل الزراعية وتوقفت حركة رعي المواشي . وأضاف "لقد اصبح الاهالي في قرى الحرف يعيشون محنة عظيمة ومعاناة مستمرة، تحت أزيز الطائرات وقصف المدافع" . وشاهدت "الخليج" أثناء نزولها الميداني لمنطقة الاشتباكات آثار الدمار الذي حل بمنازل الأهالي في عدد من قرى العزلة، وكذا بقايا القذائف التي اطلقها الجيش اليمني على قرى العزلة، كما أغلقت مدرسة الحرف للتعليم الاساسي أبوابها عدة أيام نتيجة سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة . من جانب آخر، كشفت مصادر عسكرية يمنية مطلعة عن توجهات حكومية لتعزيز التواجد العسكري لقوات الجيش في كل من مدينتي صعدة وعمران في إجراء ترافق مع استعدادات لبدء جولة أخيرة من المفاوضات الرئاسية مع جماعة الحوثي لحثها على تسليم أسلحتها وإخلاء المناطق التي تسيطر عليها . وأكدت المصادر ل"الخليج" أن وزارة الدفاع بصدد تعزيز التواجد العسكري في كل من عمران وصعدة تمهيدا لفرض السيطرة على مناطق التماس بين مقاتلي جماعة الحوثي والقبائل المناهضة، مشيرة إلى أن جولة أخيرة من المفاوضات سيتم إجراؤها بين لجنة رئاسية تضم في عضويتها شخصيات حكومية ووجاهات قبلية وقيادة جماعة الحوثي قبيل تنفيذ التوجهات الحكومية الوشيكة، حيث وصلت اللجنة أمس إلى مدينة صعدة . ولفتت المصادر الى أن خيار الحسم العسكري لايزال قائما في حال رفض الحوثيين التجاوب في المفاوضات المزمع إجراؤها، منوهة بأن الرئيس هادي رفض إقحام الجيش في مواجهات مسلحة مع جماعة الحوثي حرصا على عدم التصعيد ولتجنب تداعيات اندلاع حرب سابعة بين الجانبين على العملية السياسية القائمة في البلاد والجهود الراهنة لبدء حملة وطنية للتوعية بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني . الخليج الامارتية