ألقت شرطة دبي القبض على عصابة من بريطانيين تخصصا في سرقة عملاء البنوك، بعد انتحالهما صفة رجال الشرطة، وسرقة مبلغ مليون ونصف المليون درهم من سيارة أحد عملاء البنوك. وأبلغ «الرؤية» القائد العام لشرطة دبي اللواء خبير خميس مطر المزينة أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية ألقت القبض على المتهمين بعد 24 ساعة من ارتكابهما الجريمة، مؤكداً خلو قائمة المطلوبين من اسميهما، وأنهما دخلا الدولة بتأشيرتي سياحة، وتبين أثناء فحصهما أنهما ارتكبا العديد من السرقات في العاصمة البريطانية. وأوضح المزينة أن تفاصيل القضية تعود إلى تلقي غرفة التحكم والسيطرة في القيادة العامة لشرطة دبي بلاغاً يفيد بوقوع حادث سرقة مبلغ مالي أمام فرع بنك الإماراتدبي الوطني في رقة البطين على شارع بني ياس، وانتقل فريق متخصص من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية فور تلقي البلاغ إلى مكان الحادث، وبالاستفسار من المبلِّغين «ن. م. ك» و «م. ش. ت» من الجنسية الهندية، أشارت التحريات إلى أنهما توجها إلى موقع الحادث، وصرف أحدهما ثلاثة شيكات بقيمة إجمالية قدرها مليون ونصف المليون درهم. وأردف المزينة أن أحد المجني عليهما وضع المبلغ المسحوب من البنك لمصلحة الشركة التي يعمل بها في حقيبة سوداء، وعاد إلى السيارة حيث كان بانتظاره زميله، ووضع الحقيبة على الكرسي الخلفي، وأغلق باب السيارة، قبل أن يفاجأ بشخص يطرق زجاج النافذة ويخبر السائق بأنه من الشرطة، لافتاً نظره إلى أن الوقوف في هذا المكان ممنوع، وهدّد بتحرير مخالفة مرورية، مطالباً إياه بالنزول من السيارة، وحاولا إقناعه بأن المكان ليس ممنوعاً الوقوف فيه، مطالبين بعدم تحرير أي مخالفة. ولفت القائد العام لشرطة دبي إلى أن أحد المبلغين طالبه بإبراز هويته الشرطية، فتظاهر بإخراج البطاقة من جيبه الخلفي وهمّ بمغادرة المكان، قبل تدخّل ع. ن. خ (باكستاني الجنسية) وتنبيه المجني عليهما إلى أن شخصاً آخر سرق الحقيبة من سيارتهما ولاذ بالفرار، حينها ركض الجميع خلف المتهم الأول، وتمكنوا من القبض عليه. وأضاف المزينة أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، بعد القبض على المتهم الأول استيفن أوليفر (بريطاني الجنسية) يبلغ من العمر 49 عاماً، شكلت فريق عمل بقيادة مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، ضم نحو أربعين دورية مباحث مساندة نشرت خلال فترة وجيزة، مزودة بأوصاف المتهم الثاني التي أدلى بها الشهود، وأكد أن القيادة العامة لشرطة دبي غطت كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، وشكلت غرفة عمليات ضمّت أكفأ الضباط، بهدف القبض على المتهم وضبط الأموال المسروقة قبل أن يتصرف بها أو يغادر خارج الدولة. وأشار القائد العام لشرطة دبي إلى ورود معلومات إلى قيادة فريق البحث والتحري في القضية، بعد مرور أقل من 24 ساعة على ارتكاب الجريمة، مفادها تواجد المتهم الهارب خلف فندق كراون بلازا على شارع الشيخ زايد، فطوّق المكان وألقي القبض عليه، وتبين أنه يدعى يوري لويس هاريس (بريطاني الجنسية) ويبلغ من العمر 53 عاماً، ولدى تفتيشه ذاتياً ضبط بحوزته 129 ألف درهم، وبمواصلة البحث والتحري ضُبط مبلغ مليون و295 ألف درهم، مخبأة في حقائب سفره. وأبان المزينة أن التحريات كشفت عن كون المتهمين من أصحاب السوابق في بلدهما، وأفادا بأنهما زارا الإمارات سابقاً، ولاحظا أن الناس أثناء التسوق وإجراء المعاملات البنكية يحملون مبالغ مالية كبيرة في حقائبهم وجيوبهم، وهو أمر لم يعتاداه في بلدهما، فاتفقا على تنفيذ جريمتهما وقاما بذلك حسب وقائع البلاغ، مشيراً إلى إحالتهما إلى النيابة مع المبلغ المالي المضبوط لاستكمال التحقيقات. احتراف يمتلك اللصان درجة عالية من الاحتراف، ولهما تاريخ جنائي طويل من السرقة يعود إلى أكثر من 30 سنة، وتبين من التحقيق معهما وجمع الاستدلالات، أنهما داهما معرض جواهر في باسل بسويسرا، وكشفت الوثائق التي صودرت عند القبض عليهما أن هدفهما التالي كان مداهمة معرض جواهر في فينيسيا، فضلاً عن تنفيذهما سرقات منظمة للغاية ارتكباها بدقة تامة، وأنهما مدرّبان على هذا النوع من السرقات، ويطوران أساليبهما في هذه المهنة. ويعرف عن المتهم يوري هاريس أنه لص جواهر شهير، سافر حول العالم مستهدفاً أصحاب المليارات، وأدين بالتآمر للسرقة وإخفاء ممتلكات تقدّر بمبلغ نصف مليون جنيه إسترليني وحُكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، من محكمة ساوثورك كراون في لندن، وفي قضية ثانية قام بتشتيت وصرف انتباه سائق قبل أن يأخذ حقيبة تحوي خمسة آلاف جنيه إسترليني، ونشرت عنه الصحف البريطانية العديد من القضايا المتهم فيها، ولم يُقبض عليه عقب تنفيذه الأحكام السابقة. يوري هاريس.. لص الأثرياء كان يوري هاريس يكتسب أكثر من نصف مليون جنيه إسترليني سنوياً من سرقة الصفوة من الأغنياء قبل القبض عليه من قبل رجال الشرطة السرية، والحكم عليه بالسجن لسبع سنوات في 2010، وذكر القاضي أول وليام بويس مسجل كيوسي لممتهن الإجرام يوري هاريس (48 سنة) أنه ليس لديه شك في أنه سيبقى لصاً مدى الحياة. وقاد هاريس عصابة استهدفت ضحايا أثرياء في المناطق التي يتواجدون فيها من دون حراسة، كما استمعت محكمة ساوثورك كراون في لندن، لكن ألقي القبض عليه بعدما تعرّف عليه كبار ضباط الشرطة في معرض جواهر في مركز إيرل كورت للمعارض في لندن عام 2009، وصدر حكم بسجن شريكه ماهر غاليني (50 عاماً) لمدة أربع سنوات. ونقلت صحف بريطانية عن القاضي أول وليام بويس قوله «ليس عندي أدنى شك في أنك لص راسخ ومحترف وممتهن مهنة اللصوصية مدى الحياة، لقد بدأت في سن ال 15، وتبلغ الآن 48 عاماً، أنا مقتنع أنك أمضيت حياتك كلها بالاحتيال على أشخاص آخرين مستهدفاً ممتلكاتهم، وبينما تراجعت في النضج تطوّرت إلى درجة عالية من الاحتراف، قمت بتوظيف آخرين لارتكاب جرائم في هذا البلد وخارجه، أنت لا تظهر أي ندم على أفعالك». وزاد القاضي «لدي كل الأسباب للاعتقاد أنك ستواصل أن تكون لصاً لبقية حياتك، ومع ذلك أنا لا أعاقبك على المستقبل، إنما أعاقبك على الماضي، كان على الحكم الصادر بحقك التركيز على العقاب، وربما الردع، ولكنني أشك في ذلك» في المقابل ابتسم هاريس وهز رأسه. وفي وقت سابق، كان هاريس وغاليني يضحكان مع بعضهما البعض في قفص الاتهام، فيما تلا القاضي مجموعة كاملة من السمات الشديدة جداً، موضحاً أن القضية ليست سرقة اعتيادية، وأن الرجلين لصا جواهر دوليان محترفان وكانا يعملان كفريق، راسمين خططاً لسرقاتهما في المناطق الفاخرة، اللصان لهما تاريخ جنائي طويل يعود إلى أكثر من 30 سنة. The post مجرمان بريطانيان دوّخا سكوتلاند يارد سنوات فأسقطتهما دبي في 24 ساعة appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية