نقلا عن عدن الغد تدمير.. طمس للهوية وللتاريخ, عناوين يرددها الجنوبيون كل يوم تعبيرا عن الحال الذي وصلت اليه بلادهم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, وردا على كل ما لحق بمؤسسات وشركات الدولة التي قضت عليها حرب يمنية شمالية في منتصف تسعينات القرن الماضي. يقول مسئولون جنوبيون ان "شركة احواض السفن الوطنية احدى ابرز واهم شركات الدولة الجنوبية المحتلة تعرضت لأكبر عملية تدمير ممنهجة على يد مسئولين شماليين منذ الحرب في منتصف تسعينات القرن الماضي".. موضحين ان "الشركة التي كانت تتبع دولة الجنوب السابقة قد اصبحت تدار من قبل قوى نفوذ يمنية تديرها من العاصمة اليمنيةصنعاء".. مشيرين الى ان "العُقد (معلم الشركة) قد تم تأجيره من قبل مدير الشركة محمد مدهش ورئيس النقابة المتقاعد جمال عبد النبي والنقابي وليد الدبعي, للمستثمر اليمني هائل سعيد انعم, في نوفمبر العام 2010م ابان الاصلاحات التي اوهم مسئولون يمنيون ابناء مدينة عدن بأنهم يقومون بها لصالح المدينة التي كانت تحتضن في تلك الفترة بطولة خليجي 20".- تسعى الشركة لبيعها وتغيير اسمها كخطوة أخيرة لتدمير أعرق شركة وطنية في الجنوب وقال مسئول "ان العقد الخاص بالشركة الوطنية قد تم تغييره واستبداله بعقد يحمل شعار واسم شركات هائل سعيد انعم التي اصبحت الشركة تحت سيطرتها". وبحسب مسئولين جنوبيين ف"إن السيطرة الشمالية التي تمت عسكريا في يوليو من العام 1994م قد تمكنت من نهب شركات مهمة وتدمير غالبيتها وطرد عمالها الذين يقدرون بعشرات الآلاف من وظائفهم, وان كانت شركة احواض السفن الأهم فقد تم طرد العمال والذين بحسب مسئول يقدر عددهم ب(500) موظف وتحويلهم الى عمالة فائضة". - متقاعد يدير الشركة ويمارس فيها أسوأ أنواع الفساد وقال مسئول طلب عدم نشر اسمه انه "على الرغم من تعيين وزير للنقل في حكومة الوفاق اليمنية من الجنوب هو نجل قيادي في الحزب الذي حكم دولة الجنوب السابقة وهو واعد باذيب إلا أن الحال في النقل البري والبحري لم يتغير ولم يستطع هذا الوزير رغم الدعم الشعبي له في عدن من احداث تغيير او الحفاظ على ما تبقى من الشركات الوطنية التي يقول انها تمثل لهم هوية وتاريخ وطن سلب منهم بقوة السلاح والخيانة الوطنية". - مستثمر أجرت له الشركة (بوت) وتسبب في إغراقه والشركة تعرض عليه حوض الصداقة مقابل إخراج مخلفات حوض عائم وقال مسئولون في شركة أحواض السفن ان "الشركة تم تسليمها الى مسئولين من الشمال اليمني عمدوا إلى التدمير الممنهج للسفن ابتداء من بيع مكائن السفن التي كانت تملكها الشركة ومنها لنش (مأرب) من قبل رئيس النقابة المتقاعد والذي تم تعيينه من قبل مدير الشركة محمد مدهش المتورط في عمليات التدمير والفساد". وحصل المحرر على مذكرات ووثائق تثبت تورط رئيس النقابة في عمليات التدمير والمتمثل في بيع مكائن سفن بحر وبارات حديد في السوق السوداء وتذهب كل تلك الاموال الى جيوب أعضاء نقابة الشركة. وقال عاملون في الشركة للمحرر ان "اي مكائن او حديد يعرض للبيع يجب ان يتم بيعه في المزاد العلني وان تورد الأموال الى خزينة الشركة التي يقول عاملون فيها انهم اصبحوا بدون عمل وكل الشركة واموالها تدار من قبل النقابة". - تم تأجير عُقد الشركة للمستثمر اليمني هائل سعيد أنعم من قبل النقابة وكشف مسئول في الشركة عن عمليات استيلاء قام بها رئيس النقابة ومعاونيه على جميع ايرادات ثلاث (زعائم) وهي (نصر الله, الفضيل, صلاح الدين) ولم يتم توريد اي سنت مع ان كل الايرادات في تلك الزعائم بالدولار".. مشيراً الى ان "حوض (الصداقة) قد تعرض قبل نحو 3 اعوام للغرق وتعرض للنهب بعد ذلك من قبل الشركة". واكد المسئول ذاته ان "الشركة قامت بتأجير (بوت) (سفينة قطر) لمستثمر يمني يدعى نجيب الخليدي وقد تعرض هذا (البوت) للغرق في مياه البحر, لكن الشركة لم تقم بإخراجه، وقيمة هذا البوت (ثمانية ملايين ريال يمني)".. موضحاً ان "شركة احواض السفن والشئون البحرية قد عرضت على مستأجر البوت ان تصرف له حوض الصداقة مقابل ان يقوم بإخراج ما تبقى من الحوض العائم والمسمى (حوض اليمن)". وحصل المحرر على نسخة من الاتفاقية التي - إيرادات الشركة تذهب إلى جيوب المدير وأعضاء النقابة نهب.. خرجت عقب اجتماع عقد في صنعاء وناقش قرار تغيير اسم الشركة وادراجها ضمن شركات موانئ خليج عدن أو شركة مصافي عدن, بحسب القرار الوزاري رقم (114) لسنة 2013 بشأن تعديل القرار الوزاري رقم (75) لسنة 2013م بشأن تشكيل لجنة لدراسة مشروع اعادة تأهيل شركة احواض السفن, حيث لحق ذلك تقديم جدوى اقتصادية لإعادة تشغيل شركة احواض السفن, وهي بحسب مسئول تأتي للقضاء على كل ما تبقى من اسم وشركة احواض السفن. وقال المسئول ان الاتفاقية "عبارة عن مواراة شركة احواض السفن وطمسها والهروب من اي محاسبة قد تطال قوى النفوذ المتسببة في تدميرها". - طرد نحو (300) عامل وتحويلهم لعمالة فائضة وادعى المسئول ان "رئيس النقابة لم يكتف بعمليات النهب التي يقوم بها في الشركة باعتماد مبلغ مالي له كمرتب في الوقت الذي كانت فيه الشركة مغلقة". وتوعد مسئولون وعاملون في شركة احواض السفن بكشف مزيد من اعمال الفساد والتدمير التي تتعرض لها اهم أصول الشركة, لكنهم طالبوا ابناء الجنوب بالعمل على الحفاظ على ما تبقى من الشركة ولو اسمها فقط باعتبارها كما يقول مسئولون تمثل ارثا تاريخيا لوطنهم المحتل من قبل القوى الشمالية. - وثائق تكشف تورط رئيس النقابة المتقاعد ببيع مكائن تحت مسمى خردة دون مزاد علني وفق احاديثهم. وتعرض اليمن الجنوبي لسيطرة عسكرية شمالية عقب حرب لأكثر من 100 يوم قبل ان تقوم قوى نفوذ عسكرية بالبسط على شركات ومؤسسات كانت تخضع لسلطات الدولة التي دخلت في مايو 1990م في وحدة شراكة سياسية مع جارتها العربية اليمنية. هذه السيطرة يقول عنها جنوبيون انها انهت كل شيء جميل في هذا البلد وتم اقصاء مئات الآلاف من الموظفين والعاملين في تلك المؤسسات والمصانع الوطنية, في عملية طمس ممنهجة كما يصفها الجنوبيون. - مسئول: وزير النقل لم يحرك ساكنا أمام كل ما تتعرض له الشركة ومثل انطلاق الحركة الوطنية الجنوبية في العام 2007م محاولة جريئة للمحافظة على اسم وسمعة تلك المصانع والمؤسسات. وشركة احواض السفن واحدة من عشرات المؤسسات الحيوية في اليمن الجنوبي التي طالتها اعمال التدمير الممنهجة, كما يقول مسئولون. وتوقع مسئولون تورط وزير النقل الحالي في عملية تغيير اسم شركة أحواض السفن الوطنية التي تسعى قوى في صنعاء لتلك العملية التي بات العمال في الحوض يتخوفون منها. لمؤتمر الوطني لشعب الجنوب