حقق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال24، التي تنطلق الأربعاء المقبل، نمواً ملحوظاً في دور النشر المشاركة بنسبة 10%، عن دورة العام الماضي، كشف ذلك المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب الوطنية مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جمعة القبيسي، في مؤتمر صحافي عقد أمس، في أبوظبي، وحضره مدير إدارة البحوث والإصدارات في دار الكتب الوطنية في الهيئة محمد الشحي. وتنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة المعرض تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الفترة من 30 أبريل إلى الخامس من مايو المقبل، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. جلسات إلى جانب ذلك، تتناول الجلسات الحوارية الأخرى موضوعات متنوعة تتعلق بفنيّات الأدب كواقعِ القصة القصيرة، والقراءة والكتابة في العصر الرقمي، والطفل وأمن الكمبيوتر، إلى جانب جلسة عن الرياضة والثقافة يتحدث فيها نجوم منتخب كرة القدم الوطني عن علاقتهم بالثقافة، في تكريس للمفهوم الثقافي المفتوح على الحياة. سينما لأول مرة يقدم المعرض عروضاً سينمائية لأفلام إماراتية طوال أيام المعرض، مع ورش وندوات متخصصة، من خلال مشروع «سينما الصندوق الأسود»، الذي كُلف بتنفيذه السينمائي نواف الجناحي، كما يشهد المعرض تنظيم معارض فنية تشكيلية ورسوم متنوعة. «الخروفة» تقدم مجموعة من طالبات جامعة زايد رؤية معاصرة عن الحكاية الشعبية (الخروفة)، في جلسة تحت عنوان حكايات من الإمارات، وفي جلسة عن البحر في الذاكرة الإماراتية، يستكشف الباحثان بلال البدور وعبدالعزيز المسلم، الاستخدام الواسع لهذا الرمز في الكتابات المحلية على تنوعها، أما أثر القصيدة الشعبية في تطوير الأغنية الإماراتية، فقد خصص لها جلسة نقاشية مثيرة، يشارك فيها الموسيقي عيد الفرج والكاتب مؤيد الشيباني. وقال القبيسي «أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب من المحطات المهنية المهمة التي يحرص كبار الناشرين على المشاركة فيها، كما أنه يعد حدثاً مهماً تنطلق منه المشاريع الثقافية الجديدة المعنية بصناعة ونشر الكتاب، وبالتالي تسهم في تكوين وعي الأفراد على أسس متينة وفق الرؤية التي تنطلق منها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة المعنية باستدامة العمل الثقافي في العاصمة». ووصل العدد الكلي للعارضين في المعرض إلى 1125 دار نشر، بزيادة 100 عارض على العام الماضي، وبنسبة زيادة 10%، فيما بلغ عدد دور النشر التي تشارك لأول مرة 120 داراً، منها 16 عارضاً محليّاً، كما أن المشاركين يمثلون 57 دولة حول العالم، ويطرحون أكثر من 500 ألف عنوان ب33 لغة في شتى صنوف المعرفة، ولم تتمكن إدارة المعرض من استيعاب كل طلبات المشاركة، فاعتذرت ل98 عارضاً، لعدم توافر المساحة. وأضاف القبيسي أن «الإقبال على المشاركة في المعرض يعكس الأهمية التي بات يشكلها المعرض للناشرين، ليس كمحطة بيع وعقد صفقات تجارية ومركزٍ لبدء تفاهمات لتعاقدات جديدة فقط، بل كموقع يتبادل فيه الناشرون الخبرات، ويطلعون على ما يستجد في عالم النشر، من خلال البرنامج المهني الذي نطرحه كل عام». ولأول مرة سيقوم فريق المبيعات في المعرض بتنظيم جولات تعريفية للجهات العارضة الدولية في أنحاء المعرض، لتعريفهم بالتسهيلات والعروض التي يمكنهم الاستفادة منها، كما يقدم المعرض مجموعة من حلقات النقاش الموجهة التي تجمع العارضين والزوار التجاريين، وتطرح الحلقات، التي يديرها نخبة من الناشرين والمختصين، مواضيع عملية ذات صلة مباشرة بصناعة النشر. فيقدم رئيس اللجنة الاستشارية لإعلان ال«يونيسكو»، إيريك يانغ، مدينة إنشيون عاصمة عالمية للكتاب للعام 2015، حلقة نقاش عن «التعاون الدولي في عصر النشر الرقمي»، وتقام ندوة عن تحرير النصوص العربية لتلافي ضعف البنية التأليفية، يشارك فيها كل من الدكتور فيليب كندي، من معهد جامعة نيويورك في أبوظبي، والمترجم سامر أبوهواش، وعبدالحكيم سليمان من دار ميريت للنشر، ويتحدث الناشر قاسم التراس عن دور الترقيم الدولي للكتب في انتشارها، ويقدم مجموعة من الاحترافيين في صناعة النشر خصوصاً الأدب، نصائح لكيفية الترويج لكاتب تُرجمت أعماله في الخارج. ومن خلال برنامج الفصل التعليمي الموجه إلى مجموعات التركيز من خبراء التعليم والناشرين والكُتّاب وأُمناء المكتبات والمعلمين، يلقى الضوء على مجموعة من التجارب الناجحة في تحدي الصعوبات للترويج للكتاب، مثل تجربة جميلة حسون المغربية، التي ابتكرت مشروع «كتاب كارافان»، لتوصل الكتاب إلى القرى النائية، وتجربة ريتشارد فلور في التعليم الإلكتروني لذوي الاحتياجات الخاصة، وكيفية تدريس الفلسفة للطلبة التي تراوح أعمارهم بين ستة و13 عاماً، وفق تجربة بيتر ورلي، وستقدم السويد ضيف شرف المعرض في الدورة الحالية جلسة تفاعلية مع المعلمين وأمناء المكتبات، لإلقاء الضوء على نظام رياض الأطفال الخلّاق في السويد. أما المنطقة الإلكترونية في المعرض فتقدم دورات عدة عن أحدث ما يتعلق بعالم صناعة الكتاب الرقمي. وقدم محمد الشحي إضاءات على البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، بقوله «انطلاقاً من مفهوم التبادل الثقافي الذي يوفره معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي تحول من مجرد كونه مركزاً لبيع الكتب، إلى ملتقى حيويّ مفتوح يستقطب كبار الكُتاب والمفكرين للتحاور والنقاش في قضايا راهنة، لا تهمُّ النخبة فقط، بل لها تأثيراتها في حياة الناس العامة، لذلك رأينا أن نطرح موضوع الإسلام السياسي للنقاش في أكثر من جلسة، لمعالجة أزمة التعصب الديني، وما تتركه من ظلال قاتمة على الحياة المعاصرة». ويشارك الكاتب والمؤرخ المصري محمد الشافعي، ومدير مركز المسبار للدراسات منصور النقيدان، في ندوة تحت عنوان «صعود وسقوط الإسلام السياسي»، فيما تقدم ندوة أخرى عن «الإسلام السياسي في الكاريكاتير» بمشاركة مجموعة من محترفي فن الكاريكاتير، وكان اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات قد اعلن تقديم جلسة حوار خلال المعرض عن «الدين والتدين»، للكاتب عبدالجواد ياسين، من خلال مؤلفه الاخير الذي يحمل العنوان نفسه. وتنال الثقافة المحلية نصيباً وافراً من النقاش خلال المعرض، فتخصص ندوة عن معرض «إكسبو 2020»، الذي تستضيفه الإمارات، فيتحدث كل من سلطان الجابر وزير الدولة، وهند الشامسي المتحدث الرسمي للمعرض، عما يمكن أن يحققه تواصل العقول لصنع مستقبل واعد للإنسانية. ويلقي المعرض الضوء على بعض الظواهر الجديدة في المشهد الثقافي المحلي، من خلال ندوة «دور النشر الجديدة الواقع والطموح»، تتناول من خلالها ثلاث مثقفات تجربتهن في احتراف صناعة نشر الكتاب. كما يخصص جلسات عدة ترصد التطور في الواقع الثقافي المؤسس، مثل تجربة الفجيرة عروس الساحل الشرقي، التي تشهد تحولات ثقافية مدروسة. الامارات اليوم