لا تعرف من أين تبدأ الحديث عن شاعر أحدث انقلاباً في القصيدة، وأحدث ثورة حيثما حل . هو شاعر الرومانسية نعم، لكنه أعلن غضبه بجرأة كبيرة على السياسة، وعلا صوته حين كتب عن قضايا إنسانية مصيرية . إنه الشاعر الكبير نزار قباني، الذي ولد في دمشق 21 مارس/ آذار ،1923 ورحل في مثل هذا اليوم 30 إبريل/ نيسان 1998 في لندن . وهنا يأتي السؤال: وما علاقة قباني بالسينما كي نكتب عنه اليوم؟ أما الجواب فمفتاحه يأتي من القصائد التي أوصلت هذا الشاعر إلى كل المجالات الفنية، فرددتها الشفاه وتغنى بها الفنانون وكان أبرزهم النجمة نجاة الصغيرة التي غنت بصوتها العذب أجمل قصائد نزار، وخصوصاً أن مثل الإبداع اكتمل مع نغمات ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب . وصلت قصائد شاعر الحب والسياسة نزار قباني إلى السينما من خلال اختيار الموسيقار عبد الوهاب قصيدة "إلى رجل" ليضمها إلى مجموعة أغنيات أدتها نجاة في فيلم "جفت الدموع"، عن قصة وحوار يوسف السباعي، إخراج حلمي رفله وإنتاج عام 1975 . ولأن القصيدة طويلة، اختصرها عبد الوهاب وعرفها الناس بعنوانين: "إرجع إليّ" و"متى ستعرف؟" . هذا الفيلم الرائع الذي أدى فيه محمود ياسين البطولة أمام نجاة، شهد لقاء كبار في كتابة الشعر وفي التلحين، وهم إلى جانب نزار: عبد الرحمن الأبنودي، مرسي جميل عزيز، وعبد الوهاب محمد أما في التلحين، فقدم إضافة إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب، كمال الطويل ومحمد الموجي وحلمي بكر أجمل ألحانهم . ما لا يعرفه كثير من الناس، أن الشاعر الكبير شارك في مسلسل إذاعي وهذه المرة فعلياً وليس من خلال القصائد . المسلسل اسمه "القيثارة الحزينة" من تأليف (قصة وسيناريو وحوار) يوسف السباعي، شارك في السيناريو والحوار رمضان خليفة، وإخراج السيد بدير . أما البطولة فكانت لنزار قباني ونجاة الصغيرة، وكمال الشناوي ووداد حمدي ونعيمة وصفي وغيرهم . نزار قباني، الذي دخل السينما ب "جفت الدموع"، هو مدرسة في الشعر لا يجف حبرها وتتعلم منها كل الأجيال . الخليج الامارتية