د.محمدحيدرة مسدوس / في 27/ابريل عام 1994م أعلن الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب وأسقط مشروع الوحده السياسيه بين دولة اليمن الديمقراطيه ودولة الجمهوريه العربيه اليمنيه وحولها الى احتلال استيطاني أسواء من الاحتلال البريطاني . فقد قام بحل كافة مؤسسات الجنوب العسكريه والامنيه والمد نيه بعد الحرب ، وقام بالغاء العمله النقد يه الوطنيه للجنوب واستباح الارض والعرض وحول الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى . وهذا الوضع المأساوي قاومه شعب الجنوب منذ البدايه ، ألا أنه للأسف لم يجد قياده سياسيه تقوده نحو الخلاص من هذا الوضع ، واذكر أنني في بداية عام 2007م التقيت قيادة حركه ((تاج)) في لندن عندما كنت هناك للعلاج وحاولت الجمع بينهم والقيادات القديمه المتواجده في الخارج ولم يوافقوا بحجة ان القدامى يكذ بون . وبعد ذلك اتفقنا معهم على شعار يجمع الجميع ، وهوا أن ((الهدف واحد والباقي تاكتيك )) واذ كر ايضا انني قلت لهم اخلقوا علاقه مع وسائل الاعلام العالميه واكدوا على شرعية القضيه وعدالتها ، وقولوا انه لاينقصها الا القياده الساسيه فقط ، فغضبوا وقالوا الم نكن نحن القياده السياسيه لها . والان اقولها وبثقه تامه انه لو كانت هناك قياده سياسيه لشعب الجنوب لما أستمرت مأساته حتى اليوم . وللمزيد من التوضيح نورد التالي: أولآ: ان أي حركه سياسيه أوثوره سياسيه هي عباره عن فكره أولآ ، وقياده ثانيأ، وفعل ميداني ثالثأ . فاذا ما اسقطنا هذه الاركان الثلاثه على الحراك الوطني السلمي الجنوبي أو الثوره السلميه الجنوبيه سنجد بان ركنها الثاني الذي هوا القياده السياسيه مازال غائبأ، وهوا السبب في كل هذه الاخفاقات . ولهذا فاننا نطلب من كافه العقلاء في الداخل والخارج بان يتم العمل على ايجاد قياده سياسيه توافقيه موحده تضم الجميع حتى تتمكن هذه القياده من تقديم نفسها للعالم بانها تمثل الجنوب وتقود قضيته في المحافل الدوليه حتى تنتصر لها . كما نطلب من العقلاء ايضا في الداخل والخارج عدم الدخول في خلافات مع غير العقلاء ، بل يتركونهم وشانهم حتى يصلوا الى الفشل ويقتنعوا بالعوده الى الصواب ، لان هذا أهون من الدخول في خلافات معهم . فالحكمه تقول : عندما يكون الواحد امام شرين يختار أهون الشرين ، وهذا هوا أهون الشرين . ومن باب المنا صحه قلت لبعض الشباب: أن من اراد الصواب عليه ان يسمعني ومن يخالفني سيقع في الخطاء ، مع ايماني ان الراي الصائب يحتمل الخطاء ، ولكني واثق بان رأيي في هذه القضية بالذات لايحتمل الخطاء. واتمنئ عليهم بان لا يفسروا كلامي خطاء كما فسر خطاء حول سفينة الوحدة الوطنيه الجنوبيه وحولوه الى ماده اعلاميه دسمه لمن يترصد لأصحابه اكثر من ترصده لخصومه. ثانيآ: أن غير العقلاء هم الذين يترصدوا لاصحابهم اكثر من ترصدهم لخصومهم ، وهم الذين يبعثرون الحراك ولايسعون الى توحيده ، وكذلك الذين يقولوا لايمكن ان يحكمنا فلان أوجهة الفلاني، لاننا اذا ماسلمنا بهذا المنطق قبل استعاده الوطن لن يبق حيز في وعينا للوطنيه التي ندعيها؟؟؟ . فهذا القول ممكن ان يكون معقولآ ومقبولآ بعد استعاده الوطن وليس قبل استعادته .كما ان من يقل هذا عدني أوهذا صبيحي أو ضالعي أو ردفاني او يافعي او ابيني او شبوي او حضرمي أو مهري قبل استعاده الوطن ، هوا كذ لك غير عاقل ، لانه بذلك يضرالقضيه ويخدم خصومها دون ادراك . حيث ان مثل هذه الاقوال في السياسه هي نقيضه للوطنيه ونافيه لها . فالوطنيه الجنوبيه في السياسه هي ((جنوبي وبس)) . ثالثآ: أن الوطنيه الجنوبيه اليوم تقوم على مسلمات ثلاث ، أولها : اننا فاقدين وطن ونريد أستعادته ، وثانيهآ : أنه يستحيل استعادته الا بالاجماع ، وثالثها : أنها لاتوجد قيمه لأي عمل خارج الاجماع طالما استعادة الوطن مشروطه موضوعيآ بالاجماع . فعلى سبيل المثال كنا قد التقينا في يافع منطقة العسكريه عام 2009م قبل ظهور أي مكون في الحراك ، وكنا نحضر لمؤتمرجنوبي جامع ،ولكنا فوجئنا باعلان المجلس الوطني من العسكريه نفسها بعد عدة ايام من ذلك اللقاء وتعطل الاجماع الذي كنا نسعى اليه ، وكرد فعل على ذلك ظهرت الهيئه الوطنيه و ظهرت نجاح ، ثم ظهر مؤتمر القاهره ، والتكتل الوطني ، ومؤتمر المجلس الاعلى للحراك ، والمؤتمر الوطني لشعب الجنوب ، ومؤتمر مجلس الثوره ...الخ ،وكل هذه المكونات مزقت الحراك ومنعته من ان يكون اداه سياسيه لاستعاده الوطن . رابعآ: أن المسلمات الثلاث المشار اليها اعلاه ليست رايآ أووجهة نظر يمكن مناقشتها ، وانما هي مسلمات موضوعيه غير قابله للنقاش . وبالتالي فان من يسلم بها ويعمل على تمثلها في الممارسه العمليه هو صادق مع القضيه ، ومن يرفضها أو لم يتمثلها في الممارسه العمليه هو كاذب على القضيه أو غير واعي لها . فليس هناك شيئأ ثالثا بين الحقيقتين. ولهذا وبما ان هناك سعيآ لمؤتمر جنوبي جامع وملتزم (( بالاجامع كوحدة قياس لعمله)) فاننا نطلب من الصادقين مع القضيه بان يتفاعلوا معه . وفي حالة انه لم يتم ، فانه يجب العوده وباسرع وقت ممكن الى النقاط الاربع التي وضعناها قبل سنه كأسس لتوحيد الجميع ، وقلنا انها المحاوله الاخيره وبعدها الوداع لكل هذه المكونات. وقد كان الرئيس البيض والرئيس علي ناصر والرئيس العطاس والسيد عبدالرحمن الجفري موافقين عليها، وعندي رسائلهم البريديه التي جاءت عبر الدكتور الوالي ،وقد تم التوقيع عليها في الداخل من قبل الجميع باستثناء مكون واحد طلب التاجيل بعد أربعه شهور من الحوار . ومع ظهور اللجنة التحضيريه للمؤتمر الجامع علقنا العمل بالنقاط الاربع حتى نعطي فرصه لإنجاحه ، مع قناعتي بان هناك لعبه مخابراتيه تعرقل مثل هذا العمل . فعلى سبيل المثال عملنا حاليا على توحيد الجميع في هذه الفعالية الخاصة بإعلان الحرب على الجنوب وعملنا ضوابط ووقعت عليها جميع المكونات بدون استثناء ، وشكلنا لجنه تحضيريه واحده ودائمة ضمت الجميع د ون استثناء ايضا ، وأصدرنا بيان بذلك وأكدنا على ان الفعالية المركزيه ستكون في حضرموت كرد فعل على تقسيم الجنوب وكدعم لابناء حضرموت البواسل ، ولكنه بمجرد اعلان ذلك دخلت الايادي الخبيثه وعطلت ما قمنا به . وسوف ياتي يوم نكشف فيه كل الحقائق للشعب . خامسآ: انه بعد قرار مجلس الامن الدولي الاخير رقم 2140لعام 2014م قد تغير الوضع السياسي في اليمن وأصبح يتطلب خطابا سياسيآ جديدآ لشعب الجنوب يقوم على المطالبه بمفاوضات نديه خارج اليمن وتحت اشراف دولي . وهذا يعني بان هذا الوضع الجد يد الذي خلقه قرار مجلس الامن الدولي الاخير يتطلب درجه رفيعه من الوعي السياسي حتى لايتحول عملنا ضد قضيتنا دون ادراك . فلا بد للجنوبيين ان يدركوا بان الوحدة ليست هي السلطه ، ولابد للشماليين ان يدركوا بان السلطه ليست هي الوحدة ، واقول لهم ايضا انه لا يمكن علميآ بان توجد أي وحده سياسيه حقيقيه خارج الثقه وخارج رغبه الشعوب . سادسآ: بما انها لاتوجد الثقه ولا توجد الشرعيه لمخرجات الحوار بالنسبه لشعب الجنوب ، فان فرض الاقاليم عليه قبل حل قضيته مع صنعاء هو بمثابه فرض العبوديه عليه . فلم يوجد من حمل شرعية تمثيل شعب الجنوب في هذا الحوار ، وحتى العناصر المنحدره من الجنوب التي شاركت في الحوار لم تدعي تمثيلها لشعب الجنوب . وهذا يعني بان مخرجات الحوار بالنسبه لشعب الجنوب غير شرعيه وباطله مثلها مثل حرب 1994م ونتائجها، وسوف يكون مصيرها مثل مصير الحرب ونتائجها . فقد قلنا سابقآ بان حرب 1994م غير شرعيه وان نتائجها باطله ولم يقبل اصحابها حتى اجبرهم الواقع على الاعتراف بهذه الحقيقه ، وسوف ياتي يوم يجعل اصحاب هذا الحواريعترفوا بعدم شرعيته وبطلان نتائجه بالنسبه للجنوب . سابعآ: أنه لو كانت لديهم نيه صادقه لكان أقروا عودة المؤسسات الجنوبيه العسكريه والامنيه والمدنيه التي تم حلها بعد الحرب ، ولكان اقروا عودة العمله النقديه الوطنيه الجنوبيه التي قاموا بالغائها بعد الحرب ، باعتبار أن كل ذلك من اثار الحرب . فقد بحثوا في القضيه دون أن يحددوا ماهي القضيه أصلآ . وهذا هو منتهي الاستخفاف بها ومنتهي الضحك على ذقون أهلها . ولهذا فانني في الختام اقول للسيد جمال بن عمر مندوب الامين العام للامم المتحده ولكل الدول الراعيه للعمليه السياسيه في اليمن ان الوحده لم تقم في الواقع من الناحيه العمليه . فلو أعلنت وحده سياسيه بين دولتين مثلآ وبقيت في الواقع دولتين ، هل يعني ذلك انها قامت أم انها لم تقم بالفعل وبقوه الواقع وشهادته ؟؟؟ . وهذا هو حال اعلان الوحدة السياسيه بين دولة اليمن الديمقراطيه ودولة الجمهوريه العربيه اليمنيه ولا يستطيع اي انسان في اليمن ان ينكر ذ لك . الجنوبية نت