فيما توقعت قوات الدفاع الشعبي في سلافيانسك هجوما حاسما على المدينة مساء الجمعة... تشوركين: لا مفر من عواقب كارثية إن لم توقف مغامرة كييف الإجرامية حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أثناء جلسة مجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا اليوم الجمعة من عواقب كارثية تنطوي عليها مغامرة كييف الإجرامية في مناطق جنوب شرق البلاد. نيويورك (وكالات) وقال تشوركين إن "الإجراءات العقابية ضد الشعب تدل على عجز أو عدم رغبة القيادة في كييف في الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها بموجب اتفاقية جنيف الصادرة في 17 أبريل/نيسان من أجل وقف شتى أشكال العنف وإطلاق حوار وطني شامل بمشاركة كافة المناطق والقوى السياسية". وأضاف: "إن لم توقف المغامرة الإجرامية لزمرة كييف فورا، فلا مفر من عواقب وخيمة وكارثية بالنسبة لأوكرانيا، ونحن حذّرنا من ذلك مرات عديدة". ولفت تشوركين إلى أن "الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بدعمهما لمدبري الانقلاب في كييف ونهجهم في قمع الاحتجاجات، يأخذان على عاتقهما مسؤولية كبرى، ويغلقان في جوهر الأمر الطريق أمام التسوية السلمية للأزمة". وأضاف المندوب أنه نظرا لذلك لا يبدو مصادفة رفض واشنطن القاطع لمقترح إقامة حوار بين سلطات كييف ومناطق جنوب شرق أوكرانيا تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، مشيرا الى أن هذا الرفض يخالف ما تنص عليه اتفاقية جنيف حول تخفيف التوتر في أوكرانيا. وقد دعت روسيا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة 2 مايو/أيار على خلفية العملية العقابية التي شنتها السلطات الأوكرانية في مناطق جنوب شرق البلاد. هذا وقد أعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي أن فلاديمير بوتين يحصل على كافة المعلومات حول تطور الأحداث في جنوب شرق أوكرانيا بعد انطلاق العملية العسكرية بمشاركة القوات المسلحة الأوكرانية وباستخدام الطائرات الحربية. وأضاف: "وصف بوتين سابقا أثناء زيارته إلى مينسك العملية العسكرية المحتملة بالجريمة. لسوء الحظ فإن تطور الأحداث الحالي يبرهن التقييم بشكل كامل". وأفاد بيسكوف أن فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسي توجه أمس الخميس 1 مايو/أيار بأمر من الرئيس إلى جنوب شرق أوكرانيا لإجراء محادثات حول الإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين هناك. وأشار إلى أن الجانب الروسي فقد الاتصال بلوكين بعد انطلاق "العملية العقابية". وتابع: "بدأ نظام كييف في الوقت الذي تبذل فيه روسيا جهودا بهدف تخفيف حدة التوتر وتسوية النزاع، قصف التجمعات السكنية السلمية باستخدام الطائرات الحربية. وقضى بإقدامه على هذه العملية العقابية على كافة الآمال باتفاقية جنيف". كما عبر بيسكوف عن قلق موسكو على حياة الصحفيين الروس والأجانب من منطقة إجراء العملية العسكرية، مطالبا باتخاذ إجراءات سريعة لضمان أمنهم. من جهتها أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية أنها تمكنت من الاتصال بناتاليا ميرزا مساعدة مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير لوكين التي أكدت أن لوكين على ما يرام. من جانبه دعا رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف السلطات في كييف لتثوب الى رشدها وتوقف قتل الشعب. وكتب رئيس الوزراء في صفحته على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي: "على الممسكين بزمام السلطة في عاصمة أوكرانيا أن يثوبوا الى رشدهم ويوقفوا قتل المواطنين، وإلا فإن مصير البلاد قد يكون محزنا للغاية". وأضاف مدفيديف أن استخدام القوة في جنوب شرق أوكرانيا يدل على "العجز الإجرامي" للسلطات في كييف التي شنت عملية عقابية بدلا من حوار يتماشى مع روح اتفاقية جنيف، وحمّل أصحاب القرار في كييف المسؤولية عن الحرب ضد الشعب. الى ذلك تستعد قوات الدفاع الشعبي في مدينة سلافيانسك جنوب شرق أوكرانيا لصد هجوم حاسم من جانب قوات الجيش الأوكراني مساء الجمعة. جاء ذلك في تصريح لقيادي في حركة "الجبهة الشرقية" في سلافيانسك، أكد لوكالة "نوفوستي" أن أنصار الفدرلة يتوجهون إلى المدينة من كل أنحاء المنطقة لنصرة عناصر الدفاع الشعبي هناك. وأعلن المصدر نفسه أن أحداث المساء ستؤدي إلى "قفزة نوعية في نضال الشعب التحرري"، مشيرا إلى أهمية وقوف سكان سلافيانسك في صفوف الدفاع عن مدينتهم. وكانت قوات الجيش الأوكراني، مدعومة من قوات الحرس الوطني وعناصر الأمن، قد بدأت هجومها على سلافيانسك فجر الجمعة، وذلك في إطار ما أطلقت عليه السلطات في كييف "عملية مكافحة الإرهاب". وجرت العمليات بمشاركة مروحيات عسكرية ومدرعات، رافقتها عملية إنزال جوي وسط المدينة. هذا ونفت قوات الدفاع الشعبي إعلان جهاز الأمن الأوكراني السيطرة على نصف مدينة سلافيانسك، مؤكدة أن هذا كذب وأن الجهاز الأمني يكذب باستمرار. من جانبه طالب وزير الداخلية الأوكراني المعين من قبل البرلمان أرسين أفاكوف أنصار فدرلة البلاد ب"ترك السلاح والإفراج عن جميع الرهائن فورا". كما أشار المكتب الصحفي للوزارة إلى أن "مركز مكافحة الإرهاب" يطالب أنصار الفدرلة بإخلاء "جميع المباني الحكومية المستولى عليها ووقف الاضطرابات وأعمال الشغب"، معلنا استعداد السلطة لإصدار "عفو عمن لم يرتكب جرائم جدية من المشاركين في المواجهات الأهلية". /2819/ وكالة انباء فارس