الجنوبيه نت/متابعات. ذكرت مصادر طبية في مدينة كراماتورسك بجنوب شرق أوكرانيا سقوط العشرات بين قتيل وجريح في معارك اندلعت بين الدفاع الذاتي للمدينة والجيش الأوكراني الذي بدأ اقتحامها مساء الجمعة 2 مايو/أيار في إطار العملية العسكرية التي شنتها سلطات كييف. ونقلت وكالة "نوفوستي" عن المصادر قولها إن هناك قتيلين على الأقل، ويجري الآن نقل الجرحى الى المستشفيات. ويأتي ذلك بعد اقتحام الجيش لمدينة سلافيانسك المجاورة، حيث تقدمت مدرعات ودبابات الجيش نحو مركز المدينة، لكنه لا يزال تحت سيطرة أنصار الفيدرالية حسب تأكيد القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف. وتعرض مقر الدفاع الذاتي الشعبي في سلافيانسك لنيران القناصة، وأقام الجيش الأوكراني حواجز في أطراف المدينة بعد أن أزال حواجز أقامها أنصار الفيدرالية. كما توجه الى سلافيانسك زعيم حركة "القطاع الأيمن" المتطرفة دميتري ياروش لقيادة الكتائب التابعة للحركة التي تقاتل الى جانب الجيش النظامي. وأدت المواجهات في سلافيانسك الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إذ أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل جنديين وإصابة عدد من العسكريين في المعارك، بالإضافة إلى تأكيدها إسقاط مروحيتين بواسطة منظومات محمولة للدفاع الجوي، وتضرر مروحية أخرى. وأعلنت الوزارة لاحقا عن احتجاز أربعة أشخاص كانوا يطلقون النار على المروحيات، الأمر الذي نفاه "العمدة الشعبي" للمدينة، قائد الدفاع الشعبي المحلي فياتشيسلاف بونوماريوف. وأكد بونوماريوف أن مسلحي "القطاع الأيمن" يطلقون الرصاص على السكان المدنيين الذين يساعدون في إقامة المتاريس والحواجز، على عكس القوات الأوكرانية التي تتصرف بصورة ودية. وأعلن العمدة عن مقتل ثلاثة من عناصر الدفاع الشعبي ومدنيين اثنين. هذا وطلب بونوماريوف من الأطفال والنساء والمتقاعدين عدم مغادرة منازلهم، أما الرجال فدعاهم إلى "تقديم ما في وسعهم من المساعدة" لقوات الدفاع الشعبي. وكانت قوات الجيش الأوكراني، مدعومة من قوات الحرس الوطني وعناصر الأمن، قد بدأت هجومها على سلافيانسك فجر الجمعة، وذلك في إطار ما أطلقت عليه السلطات في كييف "عملية مكافحة الإرهاب". وجرت العمليات بمشاركة مروحيات عسكرية ومدرعات، رافقتها عملية إنزال جوي وسط المدينة. هذا ونفت قوات الدفاع الشعبي إعلان جهاز الأمن الأوكراني السيطرة على نصف مدينة سلافيانسك، مؤكدة أن هذا كذب وأن الجهاز الأمني يكذب باستمرار. كييف تطالب أنصار الفدرلة بترك السلاح من جانبه طالب وزير الداخلية الأوكراني المعين من قبل البرلمان أرسين أفاكوف أنصار فدرلة البلاد ب"ترك السلاح والإفراج عن جميع الرهائن فورا". كما أشار المكتب الصحفي للوزارة إلى أن "مركز مكافحة الإرهاب" يطالب أنصار الفدرلة بإخلاء "جميع المباني الحكومية المستولى عليها ووقف الاضطرابات وأعمال الشغب"، معلنا استعداد السلطة لإصدار "عفو عمن لم يرتكب جرائم جدية من المشاركين في المواجهات الأهلية". كما عبرت وزارة الخارجية الروسية عن استيائها من العملية العسكرية للجيش الأوكراني في سلافيانسك بمشاركة أعضاء حركة "القطاع الأيمن" المتطرفة والمنظمات القومية المتطرفة الأخرى. وجاء في بيان صدر عن الوزارة يوم الجمعة 2 مايو/أيار أن "روسيا تعبر عن استيائها من العملية العسكرية العقابية بمشاركة الإرهابيين من "القطاع الأيمن" وغيرها من المنظمات القومية المتطرفة". وأضافت الوزارة أن "النظام في كييف الذي نسف الاتفاق الموقع في 21 فبراير/شباط الماضي انتهك التزاماته وفق اتفاقية جنيف التي تم التوصل إليها في 17 أبريل/نيسان والتي تطالب بوقف كافة أشكال العنف بشكل فوري". وتابع: "توجه فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسي مؤخرا بطلب من شركائنا الغربيين وبالتعاون مع قيادة مجلس أوروبا إلى مقاطعة دونيتسك وذلك للمساعدة في تسوية الوضع بشأن الخبراء العسكريين الأوروبيين المحتجزين في سلافيانسك. نطالب بإجراء كافة ما يلزم لضمان أمن المبعوث الروسي إذ لا نستبعد وقوع استفزازات من جانب نظام كييف بهدف إفشال بعثته التي تتعرض للخطر بسبب الأعمال العدوانية للجيش الأوكراني والمقاتلين المتطرفين حول سلافيانسك". كما أثارت الأنباء حول وجود أجانب ناطقين باللغة الأنجليزية في صفوف الجيش الأوكراني والجماعات القومية المتطرفة غير الشرعية أثناء اقتحامهم سلافيانسك قلق موسكو، وتصر الخارجية الروسية على عدم قبول أي تدخل خارجي بما يحدث في أوكرانيا. وذكرت أن واشنطن نفت كل الأنباء حول وجود المرتزقة من المنظمات العسكرية الأمريكية الخاصة في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه من المعروف للجميع أن ما يسمى بالمنظمات العسكرية الأمريكية الخاصة لا تعمل في الخارج إلاّ بموافقة من وزارة الخارجية الأمريكية. وتابعت: "إن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان مسؤولية كبيرة عندما يدعمان المسؤولين عن الانقلاب في كييف في سعيهم لوقف الاحتجاجات باستخدام القوة. ويقطعان الطريق نحو تسوية الأزمة بالطرق السلمية". وطالبت الوزارة الغرب " بالتخلى عن السياسة المدمرة تجاه أوكرانيا. كما نطالب ممن أعلنوا أنفسهم سلطة في كييف بوقف العملية العقابية وكل العنف ضد الشعب بسرعة والإفراج عن المعتقلين السياسيين وضمان الحرية الكاملة لعمل الصحفيين. وهو ما سيسمح ببدء العملية الحقيقية لتخفيف حدة التوتر. من الضروري تنظيم الحوار المتكافئ الحقيقي بمشاركة كافة الأقاليم بهدف وضع اتفاقيات مقبولة للجميع حول مستقبل البلاد بدلا من محاولة محاكاة الإصلاحات في الحلقة الضيقة ل "تحالف الفائزين". فيديو طيار اسقاط المروحية في سلافيانسك تسليم إلى المستشفى المصدر: RT + وكالات الجنوبية نت