بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) أمس، مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، في العاصمة القطريةالدوحة، في أول لقاء يجمع بينهما منذ لقاء القاهرة في ال 24 من نوفمبر العام 2011، وضع «اللمسات الأخيرة» على حكومة التوافق، التي رجحت أوساط مطلعة أن تترأسها شخصية مستقلة بدلاً من عباس. وأكد الطرفان على المضي في إنهاء الانقسام الفلسطيني، وبناء شراكة وطنية حقيقية.. فيما وقّع رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية مرسوماً بالإفراج عن كافة معتقلي «فتح» الأمنيين والسياسيين. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عباس ومشعل بحثا السبل الكفيلة بتطبيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي.. بينما قال أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» أمين مقبول، إن عباس بحث مع مشعل عدة ملفات فلسطينية هامة داخلية وخارجية، من أبرزها «وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلة حكومة التوافق الوطني، وسبل دعم المصالحة الداخلية». ولفت مقبول إلى أن الرجلين بحثا أيضاً الخطوات العملية لما بعد توقيع اتفاق المصالحة الذي جرى في غزة الشهر الماضي، إضافة إلى دعم كل الجهود التي تبذل من أجل إتمام حالة الوفاق الوطني. وكان عباس توجه إلى قطر أول من أمس، والتقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني صباح أمس. وجرى خلال الاجتماع بحث واستعراض آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، وعملية السلام المتعثرة، والمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. شراكة وطنية بدورها، أعلنت «حماس» أن الرجلين اجتمعا بشكل مطول، وتباحثا بآخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، خاصة اتفاق المصالحة الوطنية. موضحة أن أن اللقاء تناول «تكريس الأجواء الإيجابية لتحقيقها، واستعادة اللحمة الوطنية لمجابهة الاحتلال، وسبل تفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير، ومواجهة تهويد القدس». وبحسب البيان، «ساد الاجتماع أجواء إيجابية، عبر خلالها كل من القائدين الفلسطينيين عن إرادتهما الجادة في بناء صفحة جديدة قائمة على أساس الشراكة الوطنية». تشكيل الحكومة من جانبه، كشف نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس» موسى أبومرزوق، أن وفد المصالحة من الضفة يصل إلى قطاع غزة مطلع الأسبوع المقبل، بعد انتهاء زيارة الرئيس عباس إلى الدوحة. وقال أبومرزوق، في تصريح صحافي، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع عباس، اتفقا خلاله على زيارة وفد المصالحة برئاسة مسؤول ملف المصالحة في «فتح» عزام الأحمد إلى غزة مطلع الأسبوع المقبل، لبحث تشكيل حكومة التوافق الوطني. شخصية مستقلة في الأثناء، رجح مصدر فلسطيني رفيع، تكليف الرئيس عباس شخصية توافقية لتشكيل الحكومة المقبلة بدلاً منه. وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، «في المرحلة الراهنة، فإن الكفة تميل أكثر لتكليف مستقل لتشكيل الحكومة، وهناك توجه لاختيار شخصية توافقية غير الرئيس عباس لتشكيل الحكومة بالتشاور مع الرئيس». ورفض المصدر الكشف عن أي أسماء، لكنه قال: «ليس هناك أسماء محددة بعد، لكن كل شيء وارد، وحماس لا تمانع في ذلك». ولم يستبعد المصدر، المقرب من الرئاسة، تكليف رئيس الحكومة الحالية د. رامي الحمد الله بتشكيل الحكومة المقبلة. بوادر انفراج وفي بادرة حسن نية من «حماس»، وقّع رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية ظهر أمس، مرسوماً بالإفراج عن كافة معتقلي «فتح» الأمنيين والسياسيين. ونقلت مصادر إخبارية فلسطينية عن مصادر في مكتب هنية، قولها إن القرار يشمل ثمانية معتقلين، فيما سيتم التحفظ على اثنين من المعتقلين إلى «حين إنهاء المصالحة المجتمعية، والمتوقع أن تبدأ قريباً». كما قررت الحكومة المقالة السماح بتوزيع صحيفة القدس في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الحكومة إيهاب الغصين إنه «دعماً لجهود المصالحة، ستسمح الحكومة بدخول صحيفة القدس إلى قطاع غزة». يذكر أن الحكومة المقالة تمنع منذ أحداث يونيو 2007 دخول الصحف الفلسطينية الثلاث: القدس والأيام والحياة الجديدة إلى غزة، فيما تمنع السلطة الفلسطينية دخول الصحف التي تصدر في غزة، وهي: الرسالة وفلسطين والاستقلال من التوزيع في الضفة. حصار شامل فرضت إسرائيل أمس حصاراً شاملاً على قطاع غزة، كما قامت بإغلاق مختلف المعابر المؤدية إليه، من بينها معبرا كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي، رفح وبيت حانون في شمالي القطاع. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الحصار، الذي شمل الضفة الغربيةالمحتلة، يأتي بمناسبة احتفال إسرائيل بما يسمى «عيد الاستقلال ال 66»، مبيناً أن الإغلاق سيتواصل حتى فجر الأربعاء المقبل. أما بالنسبة للفلسطينيين فإن «عيد استقلال إسرائيل» هو ذكرى للنكبة الفلسطينية، التي حلت بهم عام 1948، حيث طردوا من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية، ليعيشوا حتى يومنا هذا في مخيمات اللجوء والشتات. وذكرت مصادر أمنية في غزة، أن الجيش الإسرائيلي سيمنع خلال فترة الإغلاق دخول أي بضائع ووقود، وكذلك أدوية ومختلف الاحتياجات الإنسانية إلى القطاع. ولفتت إلى أن المنع سيشمل أيضاً حركة المرضى المحتاجين للسفر عبر معبر (بيت حانون) إلى إسرائيل والضفة الغربيةوالقدس للعلاج هناك، مضيفة أن إغلاق معبر بيت حانون حرم العشرات من ذوي الأسرى من سكان القطاع من زيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية. البيان الاماراتية