يصل الى قطاع غزة اليوم وفد المصالحة الفلسطينية القادم من الضفة الغربية، والموكل من الرئيس محمود عباس للتحاور مع قيادات حركة حماس، لفتح ملفات سبق أن تم التوافق عليها في القاهرةوالدوحة، والنظر في كيفية تطبيقها للمضي قدما في اتجاه تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام. ويرى مراقبون أن تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، هو الخطوة المحورية الحاسمة في سبيل إنقاذ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لإتمام عملية السلام التي أوشكت على الانهيار. و أعرب عزام الاحمد مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية عن تفاؤله بامكانية طي صفحة الانقسام قبيل وصوله والوفد المرافق الى قطاع غزة, مؤكدا أن ساعات قليلة تفصل الفلسطينيين عن تحقيق المصالحة. واضاف الاحمد في تصريح لوكالة انباء /معا/ الفلسطينية ان وفدا من القيادة الفلسطينية وليس من حركة فتح يضم 5 قيادات تمثل كافة تنظيمات منظمة التحرير متوجهين الى قطاع غزة بعد 48 ساعة عبر معبر بيت حانون للقاء حركة حماس في قطاع غزة وعلي راسها اسماعيل هنية و موسى ابو مرزوق. وتابع الاحمد قائلا" اننا ذاهبون لغزة ليس لتقديم اقتراحات جديدة وانما في مهمة واضحة ومحددة وهي انهاء الانقسام وتنفيذ ثلاثة ملفات حاسمة ملف تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية وملف الانتخابات وملف لجنة منظمة التحرير الفلسطينية من اجل دعم وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي". ونوه انه بعد الاتفاق على هذه الملفات سيتم البدء فورا بتنفيذ هذه الخطوات ومن المرجح تشكيل حكومة التوافق خلال فترة لن تزيد عن أربعة اسابيع. وعن دور مصر في هذه المصالحة اكد الاحمد ان مصر ترعي دائما المصالحة الفلسطينية ومصر ساهمت في بلورة الوثيقة المصرية وهي اتفاق القاهرة خاصة اعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية ومعالجة اثار الانقسام الفلسطيني ومصر هي صاحبة القرار ومكلفة من الجامعة العربية برعاية المصالحة الفلسطينية بداية من تكليف القمة العربية في دمشق عام 2009 لمصر برعاية المصالحة الفلسطينية . واكد الاحمد ان جميع مشاكل قطاع غزة ستحل فور انهاء الانقسام كما ان ازمة حماس مع مصر ستحل ايضا بشكل كبير عقب انهاء الانقسام لان مصر دولة كبري لا تقيم علاقات مع احزاب او فصائل وانما تقيم علاقات مع شعوب ودول والمصالحة الفلسطينية ستتوقف على مدي جدية حركة حماس . وكان رئيس وزراء حكومة غزة المقالة اسماعيل هنية أكد في تصريحات سابقة مواصلة الجهود مع حركة فتح ومختلف القوى في الداخل والخارج من أجل سرعة إنجاز المصالحة بين الحركتين. وشدد التزام حكومته وحركته بكل ما سبق الاتفاق والتوقيع عليه من وثائق المصالحة خاصة في القاهرةوالدوحة والالتزام كذلك بالعمل والشراكة معاً من أجل تنفيذ جميع ملفات المصالحة الخمسة (الحكومة، الانتخابات، منظمة التحرير الفلسطينية، الحريات العامة، المصالحة المجتمعية) رزمة واحدة. وقال هنية نحن جادون في ان نحقق خلال الاجتماعات القادمة تطلعات شعبنا في المصالحة وانهاء الانقسام وترسيخ الشراكة الحقيقية في السياسة والقرار استنادا الى ما تم التوقيع عليه في هذه الملفات وذلك بما يوفر الأرضية المتينة لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة العدو المشترك، ولصالح النهوض بمشروعنا الوطني". واضاف" نؤكد استعدادنا لكل متطلبات الشراكة الوطنية وتحمل المسؤولية معاً في إدارة القرار السياسي الفلسطيني، والتوافق على استراتيجية وطنية نضالية فاعلة، نستطيع من خلالها - بمجموعنا الفلسطيني - تحقيق أهدافنا الوطنية في تحرير أرضنا من الاحتلال، وامتلاك السيادة الحقيقية عليها، واستعادة القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وإنجاز حق العودة لشعبنا، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، والإفراج عن جميع أسرانا في سجون العدو". وجرى الإعلان مؤخراً عن تشكيل الرئيس الفلسطيني لوفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح تكون مهمته زيارة قطاع غزة وبحث آليات تنفيذ المصالحة مع حركة حماس. ويتكون الوفد من عزام الأحمد، مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، ومصطفى البرغوثي الأمين العام لحزب المبادرة الوطنية، وجميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، إضافة إلى رجل الأعمال منيب المصري. وتوصلت حركتا فتح وحماس إلى اتفاقين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، والثاني في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، كأساس لتفعيل المصالحة بينهما، من خلال تشكيل حكومة موحدة مستقلة، برئاسة عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية. إلا أن حماس تشترط أن تقترن تلك الانتخابات بعملية إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، بما يسمح بانضمام باقي الفصائل، بما فيها حماس للمنظمة التي تسيطر عليها فتح، وحتى اليوم لم يتم تنفيذ نتائج الاتفاقين. وتفاقمت الخلافات بين الحركتين عقب فوز حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي (البرلمان الفلسطيني) في يناير 2006. وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف يونيو 2007، والتي انتهت بسيطرة حماس على غزة، وهو ما اعتبرته فتح "انقلاباً على الشرعية". وأعقب ذلك الخلاف، تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها حركة حماس في غزة، والثانية في الضفة الغربية، وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، التي يتزعمها الرئيس عباس.