لندن - أ ش أ اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، عن سحب بلاده لما يقرب من 4 آلاف جندي من أفغانستان العام المقبل، بمثابة لحظة هامة بالنسبة للاستراتيجية الأمنية لبريطانيا بوجه عام. وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، أن إعلان رئيس الوزراء، أمس الأربعاء، يمثل بداية انسحاب كل القوات البريطانية من أفغانستان قبل نهاية عام 2014، مشيرة إلى أن قرارا مماثلا متوقعا الشهر المقبل، من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بشأن الوحدة الأمريكية الأكبر بكثير والبالغ قوامها 60 ألف فرد من القوات. وأضافت، إن هذا القرار يعد أيضا المرحلة الأولى في تغيير اتجاه انتشار الجيش البريطاني بالخارج، والذي سيشهد تحركا بريطانيا إلى خارج جنوب آسيا والتركيز بشكل متزايد على التهديدات الأمنية الجديدة التي تظهر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مشيرة إلي أن الخفض في القوات البريطانية، يعنى أن بريطانيا ستسحب نصف القوات البالغ قوامها 9500 فرد والموجودة بالخدمة في أفغانستان بحلول شهر ديسمبر من العام المقبل. ورأت الصحيفة، أن الخفض يعكس اعتقادا قويا في بريطانياوالولاياتالمتحدة، بأن تقدما جيدا يتم إحرازه في تدريب الجيش الوطني الأفغاني، لقيادة العمليات الأمنية بعد مغادرة قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" للبلاد بنهاية عام 2014. وأوضحت الصحيفة، أن تخفيض عدد القوات سيحسن الأمور المالية البريطانية في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لمزيد من التخفيضات في مراجعة الإنفاق للعام المقبل. ولفتت الصحيفة، إلى أن هذا الخفض يمثل بداية لأولويات التحول من أفغانستان، باتجاه أماكن تتزايد بها التهديدات للأمن الغربي، ونوهت الصحيفة إلى أن العامين المقبلين من المحتمل أن يحددا ما إذا كان سيندلع نزاع بين الغرب وطهران، بسبب البرنامج النووي الإيراني، موضحة أن عملية بقيادة الولاياتالمتحدة ضد إيران ستشهد بالتأكيد دعما عسكريا بريطانيا.