قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، يتودد لدول الخليج بعد رهانه الخاطئ في مصر. وأشارت الشبكة إلى أن أردوغان يسعى للحد من الخسائر الاقتصادية لبلاده جراء وقوها مع الجانب الخاطئ، فيما وصفته بصراع القوى الإقليمي حول مصر. تودد للخليج وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك يتوودون لمستثمرين من دول الخليج التي أيدت مصر في الثلاثين من يونيو (حزيران)، وقدمت لها مليارات الدولارات كمساعدات، ورأت بلومبرج أن تلك الخطوة تظهر كيفية الموازنة بين غضب أردوغان من عزل حليفه محمد مرسي والأهمية المتزايدة للمنطقة بالنسبة للمصدرين والشركات التركية، وذلك بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية. وكانت شركة "طاقة" الإماراتية قد جمدت مشروع لها في تركيا بقيمة 12 مليار دولار في أعقاب سقوط مرسي، بينما تراجعت الصادرات التركية على مصر، وتضمنت جهود إصلاح الضرر زيارة الرئيس التركي عبد الله غول للخليج ووزير المالية ميمت سيمسك، إلى جانب عقد مؤتمر حول العقارات والطاقة للمستثمرين العرب فى اسطنبول. بديل اقتصادي وتابع تقرير بلومبرج قائلاً: "إن المنطقة مثلت بديلاً لتركيا بعد توقف محادثاتها مع الاتحاد الأوروبي للانضمام إليه، وأدت أزمة منطقة اليورو إلى تعطيل النمو التجاري، وزادت مبيعات تركيا للشرق الأوسط ثمانية أضعاف منذ وصول أردوغان على السلطة عام 2003، لتصبح 38.6 مليار جنيه في 2012، وفي حين لا يزال الاتحاد الأوروبي هو أكبر سوق لتركيا، فإن الشرق الأوسط يشترى الآن ربع صادراتها. وتبرز الشركات التركية في السباق للحصول على عقود بمئات المليارات من الدولارات مع توسيع مجلس التعاون الخليجي في البنية التحتية، فتقول شركة "تاف" القابضة التركية ببناء مطار في السعودية بالمدينة المنورة بينما تقوم بتطوير آخر في الرياض، ويقول الخبير في الشؤون التركية سونر كاجاباتى "إن استراتيجية أردوغان الإقليمية حققت نجاحاً حتى بدأ الربيع العربي". رحيل الحليف وتحدث تقرير بلومبرج عن التقارب المصري التركي، بعدما انتخب محمد مرسي رئيساً، ثم انقلاب أردوغان على مصر بعد عزل حليفه، وهو ما أدى إلى تراجع الصادرات التركية لمصر لأكثر من 40% بين يوليو (تموز) وديسمبر (كانون الأول) 2012، وهو التراجع الأكبر بين الشركاء التجاريين لمصر. ورغم توتر العلاقات بين أنقرةوالرياض، إلا أن الأتراك لا يزالوا يتمتعوا بعلاقة طيبة مع قطر، وهى رفيقتهم في دعم مرسي، لكن بلومبرج تقول "إن اقتصاد قطر يمثل نصف اقتصاد الإمارات، وربع اقتصاد السعودية، وسيحتاج أردوغان في النهاية إلى علاقات جيدة مع هذين البلدين، حسبما يرى الخبراء". ريتاج نيوز