أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، والإعلام الرسمي السوري، أمس، أن القوات النظامية تقترب من فك الحصار عن سجن حلب المركزي، الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ نحو سنة. في وقت أكدت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، المكلفة الإشراف على تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، أن دمشق تخلصت من كامل المكونات المطلوبة لإنتاج غاز السارين السام. وقال المرصد السوري في بريد إلكتروني، إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية من جهة أخرى، في محيط تلة حيلان ومحيط محطة الكهرباء الرئيسة في منطقة الشيخ نجار، التي تبعد عن سجن حلب المركزي نحو كيلومتر واحد. وكان عناصر القوات النظامية والمسلحون الموالون لها سيطروا على هذه المناطق الليلة قبل الماضية، بعد «عملية التفاف وتمويه»، بحسب ما ذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن، وتمكنوا، بمساندة من قوات حماية السجن، من تضييق رقعة المعارك. من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، عن مصدر عسكري قوله، إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها على بلدة حيلان المجاورة لسجن حلب المركزي، وتتابع تقدمها بنجاح باتجاه المناطق المحيطة بالسجن، بعد ان أحكمت الطوق عليه». وأشار المصدر نفسه إلى أن وحدات الجيش «تقوم بتفكيك بقايا العبوات الناسفة والمفخخات، وتكبد المجموعات الإرهابية خسائر كبيرة». وتحاصر مجموعات من المعارضة المسلحة بينها «جبهة النصرة» منذ نحو سنة السجن، معلنة انها تريد «تحريره»، بهدف إطلاق سجناء سياسيين محتجزين فيه. وفي فبراير، وقعت معركة عنيفة في محيط السجن، وبدا المقاتلون على وشك الاستيلاء عليه، قبل ان تستعيد القوات النظامية السيطرة. ويقع السجن شمال مدينة حلب، التي تتوزع السيطرة في أحيائها بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة. وتقع منطقة الشيخ نجار، التي تشنّ القوات النظامية الهجوم انطلاقاً منها إلى الشمال الشرقي من المدينة، وكانت لفترة في عهدة مقاتلي المعارضة. واعتبر عبدالرحمن ان نجاح النظام في طرد مقاتلي المعارضة من محيط السجن وفك الحصار سيشكل نصراً استراتيجياً له، نتيجة طول وقت الحصار. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل اربعة مقاتلين، اثنان من كتيبة إسلامية أحدهما ناشط إعلامي، واثنان من «جبهة النصرة»، في اشتباكات مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، الليلة قبل الماضية، في محيط قرية الصبحة في ريف دير الزور الشرقي. من ناحية أخرى، أكدت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أن دمشق تخلصت من كامل المكونات المطلوبة لإنتاج غاز السارين السام. وقالت البعثة في بيان، إنه «تم تدمير كامل المخزون السوري المعلن عنه من الإيزوبروبانول»، وهو المكون الأساسي لإنتاج غاز السارين. وأضافت أنه مازالت هنالك نسبة 7.2% من مواد الأسلحة الكيماوية في البلاد بانتظار ترحيلها سريعاً بهدف تدميرها، وتحث البعثة المشتركة السلطات السورية على إنجاز هذه المهمة بأسرع وقت ممكن. الامارات اليوم