الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، «سورة الإسراء الآية 1». لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة عن مكرمة خالدة، أكرم الله بها سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم-، وما أكثر ما اختص الله به نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- من وجوه الاصطفاء والتكريم، ومن المعلوم أن المكرمة الخالدة التي تشير إليها الآية السابقة هي حادثة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والتي كانت ولا تزال من أهم أحداث النبوة ومعجزات الرسالة. وفي هذه الأيام تمر بنا هذه الذكرى العطرة والرحلة الميمونة المباركة، وإننا إذ نغتنم حلول هذه الذكرى، لنذكر المسلمين جميعاً بأن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- لم يخرج من الجزيرة العربية إلا إلى القدس، وكان ذلك في رحلة الإسراء والمعراج، يوم صَلَّى -عليه الصلاة والسلام- إماماً بالأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام- في المسجد الأقصى المبارك. الرسول يُصَلِّي إماماً حادثة الإسراء كانت رحلة أرضية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، حيث جمع الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى، وقد صَلَّى بهم رسولنا -صلى الله عليه وسلم- إماماً في ليلة الإسراء والمعراج، كما جاء في عدة أحاديث شريفة، منها: ... المزيد الاتحاد الاماراتية