فكري قاسم لاشيء يحملك- غصباً عن أهالي أهلك من ضوضاء التلوثالذي حصل لصنعاء القديمة- إلى أعماقثمائن هذه المدينة الدر مثلما هو صوت الفنان القدير أحمد السنيدار. هناك أصوات تغني، وأصوات تحكي تفاصيل حياة وتجعل مشاعرك- مهما كانت تالفة أو صدئة- تطوف بين النوافذ والبيبان والأزقة لالتقاط ثمائنالحياة اليومية، في واحدة من أعرق مدن الدنيا كصنعاء القديمة، مثلاً. في أغنيتي (يا قلب كم سرك) و(حبوبلا تغضب) بالذات لا يستمع المرء إلى مجرد صوت،بل يستمع إلى إنسان يغرد وينقلك، بحذق، إلى حنجرة البيت الصنعاني. يجيد أحمدالسنيدار صراحة الجلوس بحذق في مخارج حروف لهجة مجتمع صنعاء القديمة بكل ما في ذلكالمجتمع من رقي ورغد، وبكل ما في تلك اللهجة من غنج وعذوبة ودفء وحياة. ليس لأن «السنيدار» ابنذلك المجتمع الغزير، بل لأنه، أكثر من ذلك، فنان أخلص لدور لونه الغنائي العظيموغاص- وهو يغني ويعيشه- إلى آخر منطقة في حنجرة الكلام المحكي. في غالبية ألحانه الساحرة هناك صوت امرأة مغناج جالسة في صوته تمارس الحكياليومي فحسب، لكن السنيدار العاشق والفنان أذن تنفذ إلى العميق العميق. للهجة النسوة- عموماً في مجتمع صنعاء القديمة- إلهام وسحر السمفونيات، ولأحمد السنيدار العاشق والفنانأذن تنفذ إلى العميق. هذا السنيدار عظيم وشجي.. لكن عند من!؟ الحياة في مثل هذه المدن العريقة لا تموت؛ لكنها في مواسم سيادة «البغال» تختبئفقط. ومتى ما وجدت حاكماً يحترم الثمائن تعود لتمارس مهمة تلطيف الحياة. مجتمع صنعاء القديمة مليء بالثمائن؛ بينها هذا السنيدار المغرد. وسأحلم أنأزورها ذات يوم وأشاهد في أحد أزقتها تمثالاً لهذا البلبل الشجي أحمد. الثمين يعرف الجواهر ويقدرها ويحتفي بها.. على عكس»البغل»،يقلّك نعمل تمثال لعلي محسن.! تمثالعلى موه طيب؟ ومن أجل موه؟ والله مالنا علم.. المهم تمثال وادهف يا ضاك!؟ هذه البلاد بكل تنوعها وثرائها الغزير «طحست» خلال ردح من الزمن- للأسف- إلىأيادي شخوص بلا ثمائن ذاتية أصلاً. الرخاص أساساً لا يقدرون الثمائن ولا يحتفونبها. *اليمن اليوم براقش نت