تتخطى الزيارة التي يقوم بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى طهران غداً، حدود العلاقات الثنائية، لتخيّم عليها أجواء الوساطة بين السعودية وإيران. وتأتي زيارة أمير الكويت في ظل أجواء إقليمية تشتبك فيها الملفات والمصالح، من سوريا والعراق ومصر إضافة إلى الأمن الخليجي، وهي ملفات قال عنها وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله في تصريح صحافي: إنها «تستدعي الحوار مع إيران، في ظل مناداتها بالتوجهات الإيجابية التي أعلنت عنها منذ وصول الرئيس حسن روحاني إلى الحكم»، مما يعني أن الزيارة ستكون بمثابة اختبار للتوجهات الإيرانية حول كل هذه الملفات والقضايا، وما إذا كان هناك جديد في جعبة الرئيس روحاني مختلف عما كان سائداً لدى الحكومات الإيرانية السابقة. لكن مهما يكن، فإن طهران تعقد آمالاً كبيرة على هذه الزيارة، وهي، بلا شك، مهتمّة لتظهر أنها ليست أقل إيجابية من السعودية التي بادرت بدعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة، وترحيب طهران لاحقاً بهذه الدعوة. ملفات شائكة ولم يخف الجانب الإيراني حساسية الملفات التي سيتم بحثها خلال زيارة أمير الكويت، وبحسب مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، فإنه «من المقرر أن يتم خلال هذه الزيارة بحث العلاقات الثنائية والاقليمية والدولية، وكذلك سبل مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة منها التطرف وإذاء نار النزاعات الطائفية». وأشار إلى الاهمية التي توليها طهران لتعزيز العلاقات مع السعودية حيث «يتم حاليا اتخاذ خطوات متبادلة نأمل أن تتلل بالنجاح، خصوصاً وان التعاون مع السعودية يلعب دورا مهما في استتباب الامن في المنطقة». ويرى محللون انه من المنتظر ان تقوم ايران بخطوات ملموسة تؤكد من خلالها انها مستعدة لتغيير سياساتها في المنطقة، حيث تشكل زيارة أمير الكويت فرصة لطهران لفتح صفحة جديدة مع دول الخليج، وذلك فيما تتقدم المحادثات مع الدول الكبرى حول الملف النووي الايراني. فرصة كبيرة وقال المدير التنفيذي لمعهد الشرق الأدنى والخليج التحليلات العسكرية، رياض قهوجي: «إنها زيارة مهمة وتشكل فرصة كبيرة لإثبات فيما إذا كانت إيران تريد تطوير علاقاتها مع دول الخليج وإطلاق مرحلة جديدة معها»، لكنه أضاف أنه «حتى الآن السياسات الإيرانية لم تتغير»، وشدد على أن الرياض «ليست على استعداد لكي تقبل السيطرة الإيرانية على دول عربية مقابل تطوير علاقاتها مع طهران». خطوات حقيقية واعتبر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ومركزه جدة، أنور عشقي، أن إيران تبدو جادة في مساعيها نحو تحسين علاقاتها، لكنه حذر من انه لا بد من أعمال حقيقية. وقال: إنه يرى أن «الفرصة مهيأة الآن لتطوير العلاقات الخليجية الإيرانية بما فيها علاقات الرياضوطهران شريطة أن تقوم إيران باتخاذ خطوات عملية تجاه الوضع في سوريا وغيرها». وأضاف عشقي الذي زار ايران بداية الشهر الجاري واجتمع مع بعض الشخصيات الإيرانية: «التقارب وارد لأن إيران يبدو أن لها رغبة في ذلك لأن الوضع الاقتصادي في ايران حرج وطلبات الشعب الإيراني في تزايد». وبحسب عشقي، فإن «إيران الآن تعيد حساباتها ويبدو أنها تحاول التراجع عن تدخلاتها ولكن هذا قد يأخذ وقتا». وكان لافتاً ما قالته صحيفة «الرأي» الكويتية في مقال افتتاحي بداية الأسبوع من أن أمير الكويت سيتحدث بلسان كويتي-خليجي-عربي ليقول لطهران: «نريد من طهران احترام سيادة الغير وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم اتخاذ مواقف من شأنها زعزعة الثقة مع جيرانها». البيان الاماراتية