تذبذبت أسعار الأسهم ومؤشرات أداء أسواق الأسهم المحلية في الأسبوع الماضي بقوة، إذ شهدت بعض الأسهم عمليات بيع مكثفة في يوم، أعقبتها عمليات شراء مكثفة بالحدة ذاتها في اليوم التالي، الأمر الذي أرجعه محللون ماليون إلى قيام بعض المحافظ المالية الأجنبية بالشراء، لتتبع «مؤشر مورغان ستانلي» مقابل قيام مستثمرين بالبيع لتحقيق نسبة الربح المستهدفة، أو للحصول على تمويل بالهامش، أو لضمان جني أرباح خوفاً من دخول السوق في مرحلة تصحيح عنيفة. وأكد المحللون الماليون أن التصحيح الحادث في أسعار الأسهم يحفز السيولة على إعادة الشراء، كما يجبر بعض المستثمرين على إعادة شراء الأسهم ذاتها، والتي سبق أن باعوها بسعر أعلى، خشية أن تفوتهم فرصة الربح، لافتين إلى أن معظم المستثمرين الأفراد أصبحوا يفضلون التعامل وفقاً لاتجاه السوق، فإذا وجدوا عمليات بيع طفيفة تسابقوا للبيع، وإذا وجدوا عمليات شراء عادوا للشراء بقوة، من دون وجود متغيرات منطقية. 47.69 مليار درهم مكاسب الأسهم المحلية في الأسبوع الماضي ارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي خلال الأسبوع الماضي بنسبة بلغت نحو 8% لتبلغ نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي منذ بداية العام الجاري 28.32% محصلة ارتفاع أسهم 63 شركة، وتراجع أسهم 44 شركة. وربحت القيمة السوقية للأسهم المحلية 47.69 مليار درهم في الأسبوع الماضي، بعد أن خسرت 25.6 مليار درهم في الأسبوع السابق، لتصل إلى 830.97 مليار درهم، مقارنة بنحو 783.28 مليار درهم في الأسبوع السابق. وأنهى المؤشر العام لسوق دبي المالي تعاملات الأسبوع رابحاً 223.4 نقطة، ليغلق عند مستوى 5087.47 نقطة. وبلغت قيمة التداولات الإجمالية في السوق بختام تعاملات الأسبوع الماضي 9.99 مليارات درهم من خلال تداول 2.21 مليار سهم عبر 52 ألفاً و836 صفقة. وفي أبوظبي، أغلق المؤشر العام عند مستوى 5253.41 نقطة، مرتفعاً بمقدار 329.88 نقطة عن الأسبوع السابق الذي أغلق فيه عند مستوى 4923.53 نقطة. وتفصيلاً، قال المدير العام لشركة «الإماراتدبي الوطني للأوراق المالية»، عبد الله الحوسني، إن «تعاملات أسواق الأسهم المحلية في الأسبوع الماضي اتسمت بأنها تعاملات (يوم بيوم)، بمعنى أن السوق قد يأخذ اتجاهاً ما في يوم، ثم يغير اتجاهه سريعاً في اليوم التالي، أو خلال أيام قليلة»، مسوغاً ذلك بأن بعض المحافظ المالية الأجنبية كانت ملزمة بالشراء، لأن تعاملاتها تتبع «مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة»، ولذلك، قامت بعمليات شراء كثيفة في الإمارات، بعد تفعيل قرار الانضمام إلى المؤشر العالمي. وأكد الحوسني أن «وجود عمليات بيع كثيفة في اليوم التالي، يأتي نتيجة تفضيل بعض المستثمرين الدخول إلى سهم ما، ثم البيع لضمان المكاسب عند تحقيق نسبة الربح المستهدفة، وإن تم الدخول والخروج في اليوم ذاته»، منبهاً إلى أن بعض المستثمرين الحاصلين على تسهيلات ائتمانية، أو عمليات شراء بالهامش، يكونون مضطرين للبيع أيضاً. وتوقع الحوسني أن تستمر التذبذبات القوية في أسعار الأسهم، وفي حركة المؤشرات خلال جلسات الأسبوع المقبل، يعقبها خفوت حدة التذبذبات مع نشاط في التداول، مستبعداً أن تدخل أسواق الأسهم في مرحلة «بيات صيفي» خلال الفترة الحالية، إذ لابد من إعادة ترتيب المراكز المالية قبل الصيف، أو أن تشهد الأسواق هدوءاً في التداولات قبل نهاية شهر رمضان وحلول أغسطس المقبل. ونصح الحوسني صغار المستثمرين بعدم الانسياق للمضاربات القوية التي تتسبب في تذبذبات قوية في أسعار الأسهم، مشدداً على ضرورة أن يقوم صغار المستثمرين الأفراد بترتيب محافظهم المالية للتركيز على الشركات القوية التي تعطي عائداً من توزيعات الأرباح في نهاية العام. من جهته، أرجع مدير مركز الشرهان للوساطة المالية، جمال عجاج، ارتفاعات أسعار الأسهم المحلية في يوم، ثم هبوطها في اليوم التالي بنسبة كبيرة والعكس، إلى أن أي ارتفاع كبير غير منطقي في أسعار الأسهم، لابد أن يعقبه انخفاض كبير غير منطقي أيضاً وبالحدة ذاتها في اليوم التالي، والعكس، مؤكداً أن معظم المستثمرين الأفراد أصبحوا يفضلون التعامل وفقاً لاتجاه السوق، فإذا وجدوا عمليات بيع طفيفة، باعوا، وإذا وجدوا عمليات شراء عادوا للشراء، وإن كان شراء السهم نفسه الذي تم بيعه بسعر أعلى. وقال عجاج إن «من الظواهر الغريبة في الأسبوع الماضي قيام مستثمرين بالتسابق لبيع سهم ما في يوم محدد، ثم تسابقهم في الشراء في اليوم التالي مباشرة، من دون وجود آية مستجدات أو مبررات». وتساءل عن كيفية وجود عمليات بيع مكثفة على سهم سوق دبي المالي، ثم ارتفاعه بعد أيام بالحد الأقصى مع وجود طلبات شراء بملايين الأسهم، مشيراً إلى أن وجود مخاوف مسيطرة على بعض المستثمرين من دخول السوق في موجة تصحيح عنيفة، كانت الدافع لعشوائية البيع والشراء، على الرغم من وجود قناعة عامة بأن مرحلة الخسائر والانخفاضات المتتالية في أسعار الأسهم قد ولت. وحذر عجاج مجدداً من خطورة إفراط الشركات في منح تداولات بالهامش، تدفع العديد من المستثمرين لقرارات انفعالية، سواء بالبيع أو إعادة الشراء، داعياً إلى ضرورة تجنب المستثمرين الانسياق لإغراءات التداول بالهامش، نظراً لاتسامه بمخاطرة شديدة في تلك الفترة التي تشهد تذبذبات عالية في أسعار الأسهم وفي حركة المؤشرات. من جهته، قال مدير خدمات الاستثمار في المجموعة المالية «هيرميس» الإمارات، هشام حلبوني، إن «التصحيح الحادث حالياً في أسعار الأسهم كان ضرورة، بعد الارتفاعات الكبيرة التي حققتها الأسهم في الفترة التي سبقت قرار ترقية (مورغان ستانلي) نتيجة للسيولة الكبيرة التي تدفقت إلى السوق». وأكد أن «ذلك التصحيح أثمردخول سيولة جديدة، وتحقيق نمو متدرج في أسعار الأسهم»، رافضاً الربط بين التصحيح الحادث في أسعار الأسهم وتفعيل قرار الترقية ضمن مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة. الامارات اليوم